مستقبل العلاقات المغربية – الإسبانية بعد محاولة إسبانيا ضم مدينتين مغربيتين محتلتين للأقاليم الأوروبية

0
375

تتجه العلاقات المغربية – الإسبانية إلى مزيد من التوتر

عبر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن تأييده وتشجيعه، لمقترح  حاكم مدينة مليلية، إدواردو دي كاسترو، بتاريخ 6 مارس الجاري القاضي بضم  مليلية المحتلة، إلى لجنة الأقاليم في الاتحاد الأوروبي.

وأشار رئيس  وزراء اسبانيا في رسالته إلى حاكم مليلية، إلى إن : “التفويض الحالي للجنة الأقاليم ينتهي في سنة 2025 ، وهو ما يتطلب منا إيجاد حل” مؤكدا  أنه: “يشجع على أن يكون لمليلية انخراط أكبر في مؤسسات الإتحاد الأوروبي من خلال تعزيز وجودها  في بروكسيل ليس غرضه فقط تعزيز انتمائها إلى الاتحاد الأوروبي، بل أيضا في التعريف بواقع وخصائص المدينتين”.

واعتبر سانشيز وأن الزيارة الرسمية، التي قام بها العام الماضي مع رئيس سبتة المحتلة إلى بروكسيل، تجعل هذا الملف ”شبه محسوم وأن حكومته تدعم وتعمل على ضمان أن يصبح هذا الاحتمال حقيقة واقعة في أقرب وقت ممكن”.

يذكر أن المغرب يعتبر ضم المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية  والتي تفصلها عن المغرب سوى سور، للأقاليم الاوروبية خطا أحمر يعاكس المطالب المغربية باستعادتها.  

يرى خبراء إلى أن ما تريده مدريد يتمثل في “الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، لكن مع إبقاء جرح الصحراء مفتوحاً والمدينتين المحالتين (سبة ومليلية)، لأنّ التئامهما تحت السيادة المغربية سيوفر له موارد سياسية واقتصادية تعزّز وضعه الجيوسياسي في المنطقة، وتجعله قادراً على طرح قضية المدينتين المحتلتين للتفاوض على مستقبلهما”.

ويرى البعض  أن “المغرب بحاجةٍ ماسّة إلى تأهيل جبهته الداخلية، من خلال إصلاح سياسي حقيقي… وبناء تنمية اجتماعيةٍ منتجةٍ تسحب البساط من تحت أقدام الإسبان الذين استغلوا قضية القاصرين، ونجحوا في إظهار المغرب في صورة البلد الذي يتخلّى عن أبنائه من أجل حسابات سياسية”.

مناورات إسبانية ضد المغرب

يقول صبري الحو في الصحيفة المغربية إن العلاقات المغربية-الإسبانية “مرت بمنعطفات كثيرة خلال السنوات الأخيرة”.

وبوجه نظره، فإنه “بالتعنت الممنهج ستخسر إسبانيا المغرب كحليف استراتيجي لها بعدما ظهر له جلياً، وتأكد له بالدليل أنها تناور ضد وحدته الترابية علنا برفض الإعلان الأمريكي بمغربية كل الصحراء، وبنهج سياسة المكاييل”.

يرى خالد السموني في الجزيرة السعودية أن السياسة الخارجية الجديدة لإسبانيا تجاه المغرب خلال المدة الأخيرة مبنية على الواقعية السياسية، وترمي إلى “التأثير على المغرب على المستوى الجيوستراتيجي، بالتحالف مع خصوم الوحدة الترابية”.

ويضيف أن “إسبانيا صارت تنظر إلى المغرب كمنافس جيوستراتيجي لها على مستوى القارة الإفريقية، بعدما كانت آخذة عليه صورة نمطية كمستعمرة سابقة وبلد متخلف”.

ويشير الكاتب إلى مطالبة مدريد واشنطن “بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، فضلاً عن مناوراتها داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أوروبي موحد في الموضوع”.

ويقول إن “إسبانيا لم تقتصر على علاقتها بالجزائر، بل تسعى إلى توسيع هذه العلاقات لتشمل دول مغاربية أخرى مثل موريتانيا وتونس وليبيا”.

تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها إن “استقواء مدريد بالاتحاد الأوروبي، وتوريطه كمنظومة في نزاعات سياسية وعسكرية مع دول الجوار تكتيك يفيد الدولة الأوروبية المعنيّة على المدى القصير، لكنّه، على المدى الاستراتيجي، يساهم في جو الاستقطابات السياسية الكبيرة في العالم، ويؤطر الاتحاد الأوروبي مجدداً في صورة القارّة الاستعماريّة ذات الماضي الدمويّ البائس، التي استباحت العالم وقامت بخلق أزمات كبرى مزمنة خلّفت ملايين الضحايا”.  

 

الجزائر: تعديل وزاري محدود يبعد رمطان لعمامرة عن وزارة الخارجية “بعد تغيبه الطويل عن واجهة الأحداث” ليخلفه عمار البلاني “المعادي للمغرب”