المغرب يستعدّ لإعادة افتتاح قنصليّتيه في طرابلس وبنغازي بعد إغلاق لـ9 سنوات بسبب هجوم مسلح

0
511

يستعد المغرب لإعادة فتح قنصليتين في ليبيا بعد إغلاق دام تسع سنوات، إثر إغلاق السفارة بسبب هجوم مسلح تعرضت له في أبريل 2015، وتبناه تنظيم داعش.

الرباط – أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة عن قرب إعادة فتح قنصليتي المغرب في كل من العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي وذلك بعد إغلاق دام قرابة تسع سنوات.

ورجح بوريطة خلال حديثه في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، الإثنين، إمكانية إعادة فتح القنصليتين انطلاقا من الصيف المقبل، مشيرا إلى أن القرار يأتي بالنظر إلى “وجود جالية كبيرة في ليبيا”.

وسبق لبوريطة أن أعلن أواخر العام الماضي أن بلاده ستعيد “قريبا” فتح قنصليتيها في طرابلس وبنغازي (شرق)، واعدا بتخفيف معاناة حوالي 60 ألف مغربي مقيم في هذا البلد المغاربي.

ويشكو ما يربو عن 60 ألفا من مغاربة ليبيا من صعوبات لتجديد جوازات السفر وبطاقات الهوية منذ أن أغلق المغرب قنصليته في طرابلس عام 2014 بعد عملية “فجر ليبيا” التي قادتها كتائب الثوار ضد قوات المشير خليفة حفتر.

وسبق للسلطات المغربية أن فتحت خلية أزمة لتقديم المعاملات القنصلية والإدارية لمغاربة ليبيا في المعبر الحدودي رأس جدير، الرابط بين ليبيا وتونس، غير أن هذه الخلية توقف عملها عام 2019.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت القنصلية العامة للمملكة المغربية في تونس عن تنظيم قنصلية متنقلة إلى مدينة طرابلس، لفائدة المغاربة المقيمين في ليبيا، لتقديم الخدمات القنصلية، نحو استلام جوازات السفر المنجزة أو تقديم طلبات استخراج جواز السفر أو رخصة المرور، واستلام طلبات تسجيل الولادات والوفيات، مع استخراج شواهد عرفية قصد الزواج، وكذا تسليم الدفاتر العائلية.

ولا يُعرف إلى حد الآن إن كانت إعادة فتح القنصليتين ستتبعها إعادة فتح السفارة المغربية في طرابلس، واستئناف نشاطها المتوقف منذ إبريل/نيسان عام 2015، جراء هجوم مسلح تعرضت له وتبناه تنظيم “داعش” الإرهابي.

وإعادة المغرب فتح سفارته في ليبيا خطوة نحو تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، حيث تعوّل الرباط على فتح السوق الليبية ليعود المواطنون المغاربة إلى العمل داخل ليبيا ولتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

السفارة المغربية في طرابلس بعد تعرضها لهجوم في 2015

وقاد المغرب عدة مفاوضات وحوارات بين الأطراف الليبية لإيجاد حل للأزمة، بدءا من حوار الصخيرات الذي انتهى بتوقيع اتفاق سياسي تمخضت عنه حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وصولاً إلى مفاوضات بوزنيقة حول توزيع المناصب السيادية.

وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج أن ربط عودة التمثيلية المغربية إلى ليبيا بتوفير الأمن، والاستقرار. وقال، بعد استقباله رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في يونيو/حزيران 2021، إن ليبيا “بلد مغاربي مهم جداً، والعلاقات الثنائية معه مهمة، إلا أن فتح السفارة فيه مرتبط بأخذ الشعب الليبي، ومؤسساته الشرعية، بزمام الأمور، وعودة الاستقرار إلى البلد”.

وكان وفد رفيع المستوى من الخارجية المغربية قد قدم، في 31 مارس العام الماضي، إلى طرابلس للقاء مسؤولين ليبيين، بغرض التباحث حول الترتيبات اللوجستية لإعادة التمثيل الدبلوماسي للمغرب عبر سفارته في طرابلس، وقنصليته في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا.

وكان المغرب، قد أعلن ترحيبه بانتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، ووعد بدعمها والعمل معها في المرحلة القادمة حتى توحيد المؤسسات وتحقيق الاستقرار وكذلك تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في موعدها.