للحدّ من التعيينات خارج القانون..نقابة: تطالب بــ”إحداث مؤسسة مستقلة تتولى التعيين في المناصب العليا” بالمغرب

0
452

تبدأ القصة من عبث الكبار والمسئولين والوزراء وأصحاب السلطات والنفوذ ، الذين يوظفون ابنائهم وأقاربهم ,اصدقائهم عوضا عن توظيف ابناء الشعب حامل الشهادات العليا وذوي الخبرات والكفاءات العالية وينتهي في الغالب وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب .

الرباط – أكدت نقابة “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل” بإن منطق الوزيعة يتحكم في التعيينات بالمناصب العليا، وأحدث مثال على ذلك الجدل الذي ترافق مع تعيين الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وايضاً و(مدير الرياضة) الجديد.

ونبهت النقابة في مداخلة لمجموعتها البرلمانية بجلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، لتواتر الخروقات القانونية في هذا الشأن، مما أدى إلى زرع روح الإحباط واليأس لدى الأطر والكفاءات، وخاصة منها الكفاءات الوطنية بالخارج.

على الحكومة الحرص على الالتزام بمعايير الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص في التعيين بالمناصب العليا، وإحداث مؤسسة مستقلة تتولى مباشرة الإشراف على التعيين في المناصب العليا.

ودعت إلى الانكباب بالجدية اللازمة لإصلاح منظومة التعيين في المناصب العليا، والتفاعل الإيجابي مع طلب مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لعقد جلسة لدراسة هذا الموضوع، في إطار مقتضيات النظام الداخلي لمجلس المستشارين.

في 29 ماي المنصرم ، نبهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى حجم التسيب الذي يطبع عملية التعيين في المناصب العليا على مستوى المجلس الحكومي، وحملة التعيينات المتتالية التي تتم كل أسبوع وبالجملة، وضدا على مبادئ المشروعية والشفافية والكفاءة والجدارة.

واستغربت أمانة “المصباح” سكوت الصحافة والإعلام على هذه التعيينات في الوقت الذي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها بدون وجه حق حول التعيينات في الولايات السابقة، بالرغم من كونها كانت تتم وفق معايير الشفافية والكفاءة والاستحقاق.

وكانت حكومة الدكتور العثماني السابقة تنازلت عن حق تعيين مناصب عليا في مؤسسات عمومية لفائدة المؤسسة الملكية، وذلك بعد مصادقة المجلس الحكومي على مشروع قانون تنظيمي رقم 17.19 يقضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 02.12 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا لأحكام الفصلين 49 و92 من الدستور.

وأعلنت الحكومة، أنذاك، تنازلها عن تعيين المناصب العليا، كما يخول لها ذلك القانون التنظيمي، في مؤسسة “الصندوق المغربي للتأمين الصحي”، وأيضا “شركة إثمار الموارد”، التي تقرر توسيع نطاق تدخلاتها الاستثمارية ليشمل، علاوة على القطاع السياحي، القطاعات الاقتصادية الأخرى؛ حيث أضيفت هذه المؤسسات إلى لائحة المؤسسات العمومية الاستراتيجية التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في المجلس الوزاري برئاسة العاهل المغربي، الملك محمد السادس.

ومقابل تخلي مؤسسة الحكومة عن حق التعيين في المناصب العليا بهذه المؤسسات للمجلس الوزاري الذي يرأسه الملك محمد السادس، منحت لنفسها حق تعيين المناصب العليا في كل من مؤسسة “محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي”، ومؤسسة “الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية”.

ويحرك موضوع التعيين في المناصب العليا بالمؤسسات العمومية ذات الأهمية الكبرى في دواليب الدولة نقاشا كبيرا، بالنظر إلى “تفويت” مؤسسة الحكومة هذا “الحق الدستوري” لفائدة القصر، وهو ما يجعل سياسيين ونشطاء يطالبون باحتفاظ الحكومة بهذه الصلاحيات التي منحها إياها الدستور، عوض تمريرها إلى المجلس الوزاري المرؤوس من طرف الملك.

وقال في وقت سابق، أستاذ القانون الدستوري عثمان الزياني، في تصريح لـ”العربي الجديد“، إن “القانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ظل مثار نقاش جدلي بين مختلف الفاعلين والباحثين والسياسيين، بالنظر إلى أهميته المرتبطة ببناء صرح مؤسساتي يهم مؤسسات عمومية محورية، قائم على أساس النزاهة والشفافية والكفاءة والفعالية”.

ويردف الزياني بأن “هذا القانون لا يزال محط نقد كثير، رغم التبريرات التي تتساوق معه، لأنه يكرس هيمنة القصر على رئيس الحكومة، بفعل استئثار القصر بالتعيينات في مؤسسات لها أهمية استراتيجية”، مبرزا أن “التمييز بين مؤسسات استراتيجية تتم فيها عملية التعيينات من طرف الملك، وأخرى مؤسسات عادية يتم فيها التعيين من طرف رئيس الحكومة، هو غامض وملتبس يعوزه المنطق”.

واستطرد المحلل بأن “التعيينات في إطار المؤسسات الاستراتيجية من طرف الملك تتناقض مع مبدأ المساءلة والمحاسبة، ويتناقض هذا المعطى والمنحى مع سياقات الانضباط والالتزام بمضامين الهندسة الدستورية التي تعزز مأسسة الحكومة وترفع من مكانة وموقع رئيس الحكومة، مع العلم أن هذه المؤسسات تعتبر آليات ضرورية تمكن الحكومة من تنفيذ سياساتها وبرامجها”.

وزاد الزياني قائلاً إن “جل التعديلات التي عرفها القانون التنظيمي للتعيين في المناصب العليا صبت في اتجاه تعزيز سلطة التعيين لدى القصر في هذه المؤسسات، ما يؤكد الحرص الكبير على تكريس منطق الملكية التنفيذية بجرعات زائدة، مقابل أيضا وجود وتسيد موروث من الثقافة السياسية المحافظة التي تجر دائما إلى الخلف وتفرغ الروح الدستورية الجديدة من محتواها”.

وخلص الأستاذ الجامعي إلى أنه “ما زال هناك نسق سلوكي سياسي منضبط لمرحلة ما قبل دستور 2011، الذي يرجح كفة استحكام عقيدة التنازلات لصالح المؤسسة الملكية التي تهيمن على العقل السياسي لمختلف الفاعلين في تدبير تطبيقات المقتضى الدستوري”، متابعا أن “هذه ثقافة دستورية نافذة وضاغطة لتطور المسار الدستوري المغربي بشكل عام”.

فالمسئول يجب ان يكون امينا وان يحمي حقوق المواطنين وان يتمسك بالمصلحة العامة وان ينشر مبدأ العدل وإدراج ثقافة احترام القانون وتحريم الواسطة .

قال تعالى ” وقفوهم انهم مسئولون ”  : الصافات 24 .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان الله سائل كل راع عما استرعاه ، احفظ ذلك ام ضيع حتى يسال الرجل عن اهل بيته “

فأخطاء التوظيف كثيرة وهي عدم الحصول على نتائج ايجابية مطلوبة باعتبار يوجد نقص في الكفاءة والخبرة ، والعواطف التي تحكم العلاقة بين الموظفين وهذا يضر بالإنتاجية ، والقرارات الادارية تأخذ بعين الاعتبار صلة القرابة ، والتمييز بين القريب والموظف الاخر . وهذه الاخطاء تنشا مجتمعا فاشلا ومتخلفا يسوده الدمار والهلاك والنتائج الوظيفية غير مشجعة بعكس الدول المتحضرة التي تهتم فقط بالكفاءات .