اسرائيل تمارس ضغوطا على المغرب بعد موقف الرباط الرافض للانتهاكات بحق الفلسطينيين و تضع شروطا للاعتراف بمغربية الصحراء

0
285

إسرائيل الصديقة الغامضة والمتقلبة، تربط اعترافها بمغربية الصحراء باستضافة الرباط لمنتدى النقب الذي تأجل بسبب انتهاكات طالت الأراضي الفلسطينية.

ربطت الدولة العبرية اليوم الاثنين قرارها المنتظر بالاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء المغربية باستضافة الرباط لمنتدى النقب الذي تأجل أكثر من مرة لوزراء خارجية دول المنطقة الموقعة على اتفاقات تطبيع معها برعاية أميركية فيما يبدو انه احد الشروط التي تضعها الدولة العبرية خاصة وان ملف الصحراء يمثل ملفا حساسا للغاية بالنسبة للرباط.

ورفع المغرب مستوى العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، بتشجيع من الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب الذي اعترف بحكم الرباط للصحراء المغربية التي تطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر كدولة مستقلة. لكن الرئيس الحالي جو بايدن، لم يمض قدما في فتح قنصلية هناك.

وقالت مصادر دبلوماسية إن المغرب قد يقيم علاقات كاملة مع إسرائيل من خلال ترقية البعثات الدبلوماسية الحالية متوسطة المستوى إلى سفارات مقابل اعتراف إسرائيلي بتبعية الصحراء للمغرب.

لكن المغرب أرجأ الشهر الماضي منتدى النقب لإسرائيل والدول العربية بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والانتهاكات التي طالت المقدسات في القدس حيث يؤكد العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس دائما على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلها القانون الدولي.

والأسبوع الماضي شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على موقف الرباط في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين قائلا ان بلاده تجدد رفضها لكل الانتهاكات والتصرفات الأحادية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مشددا على ان “المملكة تتابع بانشغال كبير التطورات المقلقة الأخيرة التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل وضع إقليمي ودولي مطبوع بالتوتر”.

وتواصل إسرائيل انتهاكاتها بحق الفلسطينيين بضغط من وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو سواء فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان او اقتحام بعض المدن مثل جنين وشن غارات على قطاع غزة وهو ما اثار انتقادات قوى دولية تعتبر حليفة للدولة العبرية تقليديا مثل الولايات المتحدة وفرنسا.

وردا على سؤال في إفادة لوسائل إعلام أجنبية عما سعت إليه إسرائيل مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وما إذا كانت تخطط لفتح قنصلية في الإقليم، ربط وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين القرار بالمؤتمر.

وقال وزير خارجية إسرائيل “نعمل حاليا على هذه القضية وخطتنا هي اتخاذ قرارنا النهائي في منتدى النقب”، مضيفا أن من المتوقع أن تستضيف المغرب المنتدى في سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول.

ويرى مراقبون ان اسرائيل تحاول استغلال ملف حيوي بالنسبة للمغرب مثل ملف الصحراء لممارسة ضغوط في هذا الجانب رغم ان الرباط متمسك بمواقفه الوطنية فيما يتعلق بملفات حساسة مثل القدس والاراضي الفلسطينية.

وكان المغرب عقد الكثير من الاتفاقيات في مختلف المجالات خاصة العسكرية مع اسرائيل لكنه حافظ على سيادة قراره الوطني فيما يتعلق بملفات خارجية شديدة الحساسية مثل القضية الفلسطينية.