فيديو.. الرئيس الجزائر تبون يردد عبارات تهاجم فرنسا “يا فرنسا إن ذا يوم الحساب.. فاستعدي وخذي منا الجواب”

0
287

أثناء فعاليات الاحتفالية الرسمية لاستقلال الجزائر في الذكرى الـ61، تم تداول مقطع فيديو يظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة وهما يرددان كلمات النشيد الوطني الجزائري والجزء المتعلق بفرنسا بشكل خاص.

ويذكر أن الجزء المشار إليه يقول “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب.. وطويناه كما يطوى الكتاب.. يا فرنسا إن ذا يوم الحساب.. فاستعدي وخذي منا الجواب”.

قبل صدور المرسوم الرئاسي في مايو/أيار 2023، تم تداول قصة تتعلق بالنص المحذوف في النشيد الوطني الجزائري الذي يهاجم فرنسا بشكل محدد، حيث أنه في عام 1962، أثناء توقيع اتفاقيات “إيفيان” بين فرنسا والجزائر، طلب الوفد الفرنسي حذف الجزء الثالث من النشيد الذي يتعلق بفرنسا، لكن لم يتم الموافقة على طلبهم.




  وفي ثمانينيات القرن الماضي، تم حذف المقطع الوعيد لفرنسا من النشيد الوطني، لكن تمت إعادة إدراجه في عام 1995. وفي عام 2007، تم حذف المقطع الثالث نهائيًا من الكتب المدرسية، مما أثار استياءًا في الجزائر. وفي عام 2023، أُعيد إدراج المقطع الثالث إلى النشيد الوطني الجزائري بقرار من الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون.

من الجدير بالذكر أن حادثة وفاة شاب جزائري في نانتير في يونيو 2023 تسببت في احتجاجات وأعمال شغب في فرنسا، وتمت تغطيتها بشكل واسع في الأخبار.

وتأتي إعادة إدراج النص المحذوف الذي يهاجم فرنسا في النشيد الوطني الجزائري كخطوة تاريخية تهدف إلى إبراز الاستقلال والكرامة الوطنية للجزائر، وتأكيداً على تاريخ الجزائر والصراع الذي خاضته للحرية والاستقلال.

ويتضمن النشيد الوطني الجزائري عبارة “يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب”و “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب”، حيث تضاربت المعلومات بشأن إعادة إدراج المقاطع بالنشيد بعد “حذفها” سابقا.

ويحدد المرسوم الجديد ظروف الأداء الكامل أو الجزئي للنشيد الوطني وشروطه، وكذلك التوليفتين الموسيقيتين الكاملة والمختصرة اللتين تعزفان في الحفلات الرسمية.

وتطالب فرنسا بحذف المقاطع لكن الجزائرين متمسكون بها وبعتبرون أن المقصود بها هي فرنسا الاستعمارية وليس فرنسا الدولة.

وخلال تصريحاتٍ لها لقناة LCI الفرنسية، في 16 يونيو/حزيران 2023، قالت الوزيرة كاترين كولونا إن هذا النشيد تجاوزه الزمن، وأضافت: “لا أريد التعليق على نشيدٍ أجنبي، لكنه كُتب عام 1956، في سياق وظرف الاستعمار والحرب، ويتضمن كلمات قوية تعني فرنسا”.

تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية أثارت غضباً وسط الجزائر، إذ خرجت هيئات سياسية تُندد،، واعتبرتها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الجزائرية، ووصف حزب حركة البناء الوطني، تصريحات كولونا بـ”الاستفزازية وغير المقبولة”.

ومن جانبه، انتقد الوزير والسفير الجزائري الأسبق عبد العزيز رحابي، تصريحات كولونا، واصفاً إياها بـ”غير المقبولة” والمتناقضة مع البحث عن تحسين العلاقات مع الجزائر.

وقال في منشور عبر “تويتر”، إن “كاثرين كولونا تتمنى أن تكون لها أفضل العلاقات مع الجزائر وفي الوقت نفسه تشكك في قرار الجزائر السيادي توسيع استخدام نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية”.

ونص المرسوم الرئاسي الجديد الأداء الكامل أو الجزئي للنشيد الوطني، وقال أنه يتم أداء مقاطعه الخمسة كاملة في مناسبات رسمية، وأداء المقطع الأول فقط في أخرى علما أن المقطع الذي ورد فيه اسم فرنسا يقع في المركز الثالث.

وأوضح نص المرسوم الجديد، أن أداء مقاطع النشيد كاملة يكون خلال حفل بمناسبة “إحياء ذكريات رسمية بحضور رئيس الجمهورية”.

وقال عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (اكبر حزب إسلامي بالجزائر)، على صفحته بموقع فيسبوك أن “السلطات الفرنسية هي التي تطلب من النظام الجزائري بتر هذا المقطع (مقطع فرنسا)” من النشيد الوطني، حيث ذكر الرزاق أن هذه المحاولات لحذف المقطع تكررت عام 1967، وفي عام 1985، وفي عام 2007، وأنه “في كل هذه الفترات كان ثمة رجال أبطال من داخل جبهة التحرير الوطني في زمن الحزب الواحد، ومن القوى الوطنية الأخرى في زمن التعددية يواجهون هذا المسخ ويتعاطف معهم الرأي العام فيقع التراجع”.

والنشيد الوطني الجزائري “قسما”، كتبه الشاعر الراحل مفدي زكريا داخل زنزانته خلال فترة الثورة التحريرية (1954/1962)، وتم اعتماده نشيدا رسميا للدولة بعد الاستقلال عام 1962، ويتضمن 5 مقاطع.