عاد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إلى لقاء حزبي، لإطلاق افكاره ومهاجمة خصومه وقال إن رئيس الحكومة عزيز أخنوش وبعد مرور سنتين تقريبا على تشكيل الحكومة، يحكم بدون رضى المجتمع ولا يهتم بالاحزاب ولا بالشعب، ويفعل ما يبدو له.
وحملت كلمة بن كيران التي بثها مساء أمس الاحد هجوما شرسا على رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، والحكومة المغربية، الملياردير عزيز أخنوش، انتقاده لفلسفة حكومة أخنوش التي تقوم على إعطاء المال للأغنياء حتى ينعكس ذلك على سائر المجتمع، وهي فلسفة خاطئة.
واعتبر ابن كيران، أن حكومة أخنوش بدل محاربة الريغ و الفساد الحقيقي، قامت بتقليص المنح وحذف الكثير من الفقراء من “راميد” والاستفادة من التطبيب بالمجان، حيث تحول الرقم من 12 مليون مستفيد إلى 4 ملايين اليوم.
ودعا بنكيران أخنوش إلى الاقتداء بمدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي في تحمل المسؤولية، بدل رمي كل المشاكل والسلبيات على الحكومات السابقة، مشيرا إلى أن دور الحكومة هو معالجة المشاكل بغض النظر عن مسبباتها.
وعاد بنكيران إلى إجراء الزيادة في المحروقات الذي أقرته حكومته، وقال إن هذا الإجراء هو الذي جعل البلاد واقفة اليوم، بشهادة أخنوش نفسه وفوزي لقجع الوزير المكلف بالميزانية.
ووجه ابن كيران كلامه إلى أخنوش، وقال: إنّ الفساد الذي يتفشى “في المغرب مرة مرة نرى ان واحد ماعندو والو او ابن شي واحد لباس عليه شوية كايفوت باه في المليارات.
“لا ينتطح فيها عنزان” على أن جل مشاكل المغرب والمغاربة برمتها تأتي من مكان واحد، المغاربة اصبحوا مثل الكعكة يقطع فيه أي جزء يشاء ومتى يشاء في غياب تدخل ملك البلاد.
اعتاد المغاربة على أن يصطدموا كل صباح بأن سعر أمس صار في خبر كان، وعليهم تدبّر أمر الزيادة التي قد تكون مجرد بداية لزيادات أخرى.
آخر حدث كبير تجرّع فيه المغاربة مرارة ارتفاع الأسعار هو عيد الأضحى، حتى تلك الأغنام المستوردة المدعمة من المال العام، مرّت مثل نسمة باردة خفيفة وعابرة في صيف الأسعار المشتعل، مرّت سريعاً، ولم يتمكن الكثير من دافعي الضرائب الاستفادة منها ومن ثمنها “المعتدل” وفق مزاج حرارة الأسعار بشكل عام، أما الخرفان المحلية فقد رفع أصحابها سقف الممكن إلى علو المستحيل بالنسبة للعديد من الأسر محدودة الدخل.
كدمات الخروف بعد “النطحة الكبرى” التي نفّذها خلال العيد، ما زالت تؤلم جيب المواطن وهو يحاول إعادة التوازن إلى ميزانيته، وقد كانت مقاطع الفيديو التي عملت على تعميمها عدد من المواقع الإلكترونية المغربية خير معبر عن صدمة المواطنين، رغم أنها كانت بصيغة المبالغة وبعضها نشر من أجل الإثارة وحصد المزيد من المشاهدات لموقعه.
مسألة الأسعار ليست وليدة اللحظة، فالعاصفة بدأت مند مدة، وشملت حتى هبوب رياح البصل والطماطم وباقي الخضر، أما الفواكه فقد صارت ترفاً للبعض، رغم أن “البطيخ الأحمر” عوّض الناس عما فقدوه من لذة في البداية.
وفي وقت سابق، قال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، إن “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان تزويد الأسواق ومواصلتها دعم أسعار النقل، من شأنها أن تساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية في الأسابيع المقبلة”.
وسجل معدل التضخم السنوي في المغرب انخفاضا إلى 7.8 بالمئة خلال أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة مع 8.2 بالمئة في مارس/آذار السابق له، مع استمرار تأثر البلاد بالجفاف وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بحسب بيان للمندوبية السامية للتخطيط (الهيئة الرسمية المكلفة بالإحصاء).
وخلال مارس الماضي، قرر البنك المركزي المغربي رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3 بالمئة، صعودا من 2.5 بالمئة، في محاولة للحد من التضخم المرتفع الناجم عن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال البنك المركزي، في بيان عقب اجتماع مجلسه الإداري حينها، إن القرار يأتي من أجل “تفادي حدوث صدمات تضخمية” ومن أجل “تسهيل عودة التضخم إلى نسب تنسجم مع هدف استقرار الأسعار”.