يعيش المغرب مرحلة جديدة، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، فالتحولات التي وقعت على مستوى السلطة بدأت تلقي بضلالها على قطاع الإعلام، يبدو أن السلطات متلهفة على السيطرة على الخطاب العام -مثلها في ذلك كمثل زعماء البلقان، والصين، وروسيا. وفي الولايات المتحدة أيضاً، حاول الرئيس السابق دونالد ترمب بلا هوادة تشويه سمعة أجهزة الإعلام الإخبارية.
يبدو أن عصر الرقابة على الصحف وإعادة صياغة محتواها مادياً، كما حدث في فيتنام وميانمار، قد انتهى في الأغلب. ولكن حرية الصحافة تظل، كما تُظهِر التطورات الأخيرة، عُرضة لمخاطر شديدة، حيث تنخرط الحكومات و”المصالح الراسخة المتشابكة مع السياسة”، على حد تعبير العالِمة السياسية ألينا مونجيو بيبيدي، في نوع من السيطرة الناعمة التي يمكننا أن نطلق عليها وصف “الاستيلاء على الإعلام”.
كان أحد أوائل البنود على أجندة الحكومة اليمينية المتطرفة في بولندا، التي يقودها بشكل غير رسمي ياروسلاف كاتشينسكي، يتلخص في تبني قانون إعلامي جديد يسمح لها بتعيين وفصل رؤساء شبكات البث العامة.