الأمن المغربي يُحبط مخططات إرهابية باعتقاله 50 شخصا معظمهم اثبتوا ولاءهم لداعش والقاعدة

0
313

استراتيجية الرباط لمكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية إرهابية منذ عام 2003، بمعدل خلية شهريا.

أعلنت السلطات المغربية عن توقيف قرابة خمسين شخصا في مدن مغربيّة مختلفة في عملية وصفت بـ “الخطرة” تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” و ” القاعدة”، تخطط لتنفيذ هجمات وشيكة وبالغة التعقيد في المملكة.

 في عملية استباقية أكدت مجددا اليقظة الأمنية في تعقب ومتابعة مبكرة لأنشطة إجرامية متصلة بعناصر متطرفة يشتبه في ولائها لتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

واعلنت الشرطة المغربية الأربعاء تمكنها خلال عمليّات متفرّقة في مدن عدّة من إيقاف نحو خمسين شخصا يُشتبه بارتباطهم بـ”مشاريع إرهابية” وذلك في عمليات متفرقة تعتبر بالمقياس الأمني نوعية وهي أحدث تحرك للسلطات المغربية التي تعتمد مسارين متكاملين في مكافحة الإرهاب قائمة على شق أمني وآخر فكري ثقافي يهدف لإرساء التسامح والاعتدال واعادة تأهيل المغرر بهم أو المشتبه بتبنيهم فكرا متطرفا.

وذكر الموقع الإخباري التابع للتلفزيون العمومي المغربي أنّ “عمليّات أمنيّة متزامنة قادت إلى توقيف قرابة خمسين شخصا في مدن مغربيّة مختلفة، في إطار العمليّات الاستباقيّة لمحاربة الإرهاب”.

ونقل عن مصادر أمنيّة أنّ “21 شخصا” من هؤلاء الموقوفين وُضعوا “رهن الحراسة النظريّة”.
وأضاف الموقع أنّ المشتبه بهم “لفتوا انتباه الأجهزة الأمنيّة المتخصّصة من خلال أفعال كشفت ولاءهم لجماعتَي داعش والقاعدة المتطرّفتَين”.

وأشار إلى حجز “أسلحة بيضاء” و”كتب ومخطوطات تدعو إلى الجهاد، بالإضافة إلى كتابات تُستخدم في صناعة المتفجّرات”، في بيوت بعض الموقوفين.

وتعلن السلطات الأمنيّة بانتظام تنفيذ عمليّات لمكافحة الإرهاب وإحباط خطط هجمات. وظلّت المملكة عموما في منآى عن الهجمات الإرهابيّة خلال الأعوام الأخيرة فيما تمثل الرباط حليفا مهما للقوى الغربية لمواجهة المجموعات الارهابية وساهمت في الحفاظ على الاستقرار الدولي من خلال تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني في محيطها خاصة مع دول الاتحاد الاوروبي.

والأسبوع الماضي، أعلنت السلطات المغربيّة والاسبانيّة أنّها أوقفت، في عمليّة أمنيّة منسّقة بين البلدين، جهاديا في المغرب وشريكا له في إسبانيا.

وفي ابريل الماضي اعتقلت أجهزة الأمن المغربية 13 شخصا في عدد من المدن للاشتباه في علاقتهم بتنظيم الدولة الإسلامية والتخطيط لاستهداف مؤسسات أمنية ومنشآت حيوية.

وتحذر المملكة المغربية من تصاعد خطر الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة وداعش مع تصاعد نفوذها في منطقة الساحل.

ويقول خبراء في مكافحة الارهاب ان جماعة “نصرة الاسلام والمسلمين” الموالية للقاعدة عززت من نفوذها في شمال وشرقي مالي بعد فرض النفوذ في دولة بوركينا فاسو.

ومع تعزيز نفوذ الجهاديين في منطقة الساحل اصبحت المملكة المغربية تشعر بمخاطر حقيقة على أمنها القومي خاصة وان خطر الجهاديين وصل الى حدود موريتانيا المجاورة.

وحذر المحلل السياسي محمد الغوطي لموقع “هسبرس المغربي” من تداعايت التدهور الامني في منطقة الساحل قائلا ” ان دخول الجهاديين إلى موريتانيا أمر جد وارد في الوقت الراهن، وهو أمر يهدد الأمن القومي للمنطقة بأكملها، وليس فقط المغرب”.

من جانبه طالب شيخاني ولد الشيخ، رئيس “الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية”، “لهسبرس” إلى “استحداث تنسيق أمني مشترك بين الرباط ونواكشوط، قصد مواجهة تقدم جماعة أنصار الإسلام والمسلمين الإرهابية”.

وخلص تقرير أميركي حول مكافحة الإرهاب للعام 2021 إلى أن المغرب يعتبر شريكا موثوقا في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه نجح إلى حد كبير في الحد من تنامي الأنشطة الإرهابية.

ويقود المغرب جهودا إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية غرب المتوسط، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو الهجرة السرية والاتجار بالبشر، ما جعل المملكة تحظى بثقة العديد من الدول والقوى الغربية.

وحققت الدولة المغاربية تقدما هاما في تطوير قواتها العسكرية والأمنية من خلال عقد اتفاقيات التعاون العسكري مع عدد من الدول وتنويع مصادر السلاح والاهتمام بالتكنولوجيات العسكرية وخاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت العديد من الجيوش والأجهزة الأمنية تراهن عليها للحفاظ على الأمن والاستقرار خاصة على الحدود.