كثر الحديث اليوم عن مسألة ارتفاع الأسعار الذي يمس تقريبا جميع المواد الأساسية والحيوية. وأصبحت هذه الزيادات تشكل أبرز الانشغالات اليومية للمواطنين، كما تحتل الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. لدرجة جعلت كل الظروف مواتية لظهور سخط شعبي حقيقي من شأنه أن يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرارنا الاقتصادي والسياسي و الاجتماعي. فلقد أصبحت سياسة الحكومة ألاقتصاديه موضع انتقاد الكثيرين
من المحزن أن ترى العائلات والأفراد يحتضرون بسبب الفقر وقلة الحاجة و الأسر تواصل التعبير عن تراجع مستوى معيشتها، وترقب توسع دائرة البطالة، وضغط الغذاء على قدرتها الشرائية، في سياق متسم بارتفاع التضخم، وعدم كفاية النمو الاقتصادي المتوقع في العام الحالي، دون أن تقدر على فعل شيء.. ومن المؤسف أن تكون المصيبة الكبرى هي غلاء المعيشة، وأن يكون اهتمام رئيس الحكومة بمسائل يراها هو هامة وهي في الواقع أمور ثنوية لا تنفع المواطنين في شيء.
من جهته، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس، إن الحكومة ستواصل خلال سنة 2024 العمل على توطيد تدابير مواجهة التأثيرات الظرفية، وتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية، ومواصلة تنزيل الإصلاحات الهيكلية، مع تعزيز استدامة المالية العمومية.
وأضاف أخنوش، في مستهل أشغال المجلس الحكومي، أن الحكومة تنتظرها في هذا الدخول السياسي ملفات وأوراش كبرى، منها على سبيل الذكر تعزيز السيادة المائية والغذائية، وجذب الاستثمارات لخلق فرص التشغيل، وتفعيل “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر، وتبني مقاربة جديدة من أجل الدعم المباشر لفائدة الأسر الراغبة في اقتناء مسكنها الرئيسي، ومواصلة تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية.
اجتماع مجلس الحكومة ليومه الخميس 24 غشت 2023.
للمزيد من التفاصيل: https://t.co/HMWCtJTFh8 pic.twitter.com/2kplcHrZkk— رئيس الحكومة المغربية (@ChefGov_ma) August 24, 2023
وبخصوص هذا الورش والتزاما بالأجندة الملكية، أفاد أخنوش بأن الحكومة ستعمل على إطلاق برنامج التعويضات الاجتماعية قبل متم هذه السنة، اعتمادا على السجل الاجتماعي الموحد، باعتباره الآلية الأنجع لاستهداف الأسر الفقيرة والمعوزة.
ودعا مختلف القطاعات الوزارية والهيئات الحكومية إلى مضاعفة جهودها المبذولة من أجل تفعيل مختلف السياسات العمومية التي التزمت بها الحكومة، وإعطاء الأولوية لبرمجة المشاريع موضوع التعليمات الملكية، أو التي تندرج في إطار اتفاقيات موقعة أمام جلالته حفظه الله.
وأكد أن الحكومة دأبت على تنزيل سياسات عمومية طموحة على مستوى القطاعات الاجتماعية ذات الأولوية، في مقدمتها التعليم والصحة والتشغيل، وذلك تفعيلا للتعليمات الملكية السامية.
ولفت إلى أن “الحكومة اشتغلت منذ تنصيبها في سياق دولي اتسم بتوالي الأزمات وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لكن المملكة نجحت، والحمد لله، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة نصره الله وأيده، في مواجهة هذه الضغوط وفي تدبير الأزمات المركبة من خلال الحد من تداعياتها وتقليص آثارها المباشرة على الاقتصاد الوطني، وعلى المستوى المعيشي للمواطنين”.
حقيقة وواقع ما يعايشه الشعب المغربي محزن بفعل السياسات الخاطئة والتباعد ما بين الشارع والحكومة وكل ذلك يعود لغياب الرؤيا الوطنية والقرار السيادي لبناء اقتصاد وطني مستقل.