وكالة “أسوشيتد برس” تكشف تورّط عبد الحميد الدبيبة في محادثات مع الجانب الأمريكي بهدف الانضمام لاتفاقات التطبيع العربي مع إسرائيل

0
384

بعد قرار رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ليل الأحد/ الاثنين، وقف المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، بعدما كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن لقائها، سراً في روما الأسبوع الماضي، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

وعين الدبيبة وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف الزني، قائماً بأعمال وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤقتاً.

فجّرت “وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية قنبلة غير متوقعة بكشفها تورّط عبد الحميد الدبيبة في محادثات مع الجانب الأمريكي بهدف الانضمام لاتفاقات التطبيع العربي مع إسرائيل

وأفادت المصادر- وهما حسب الوكالة اثنان من كبار المسؤولين في الحكومة الليبية- أن “الدبيبة ناقش مع مدير الاستخبارات الأمريكية إقامة علاقات مع إسرائيل، في شهر يناير الماضي، وأعطى موافقة مبدئية على الانضمام لاتفاقيات السلام مع إسرائيل“.

وأضاف المسؤولان، اللذان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما حفاظا على سلامتهما، أنّ “نجلاء المنقوش أطلعت الدبيبة على مباحثاتها مع نظيرها الإسرائيلي فور وصولها طرابلس”.

وأضاف المسؤولان، اللذان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما حفاظا على سلامتهما، أنّ “نجلاء المنقوش أطلعت الدبيبة على مباحثاتها مع نظيرها الإسرائيلي فور وصولها طرابلس”.

وقال أحد المسؤولين إن “الدبيبة” أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي، عندما كان في زيارة لروما. وأضاف أن مكتب رئيس الوزراء رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش.

وقال المسؤول الثاني إن الاجتماع استمر نحو ساعتين وقامت المنقوش خلاله، بإطلاع الدبيبة على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.

وقال المسؤول إن الاجتماع توج الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لجعل ليبيا تنضم إلى سلسلة من الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

الدبيبة ناقش سابقاً التطبيع مع إسرائيل

وقال المسؤول إن تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل تمت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة، ومدير وكالة المخابرات المركزية “ويليام بيرنز” الذي زار العاصمة الليبية في يناير.

وقال المسؤول إنّ رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أعطى موافقة مبدئية على الانضمام إلى “اتفاقات أبراهام” التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن رد الفعل الشعبي العنيف في دولة معروفة بدعمها السابق للقضية الفلسطينية.

وأضاف ذات المسؤول إلى أن المنقوش، التي فوجئت بالإعلان الإسرائيلي أمس، الأحد، عن الاجتماع، فرّت بسرعة من العاصمة الليبية على متن رحلة خاصة إلى إسطنبول.

أوقف رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل، وأحالها للتحقيق بعد أن قالت إسرائيل إن وزير خارجيتها إيلي كوهين التقى بها الأسبوع الماضي رغم عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين.

كما قرر “الدبيبة” تشكيل لجنة تحقيق برئاسة وزيرة العدل وعضوية وزير الحكم المحلي، ومدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوي بمجلس الوزراء.

وكلف “الدبيبة” اللجنة بالتحقيق إداريا مع وزيرة الخارجية وإحالة نتائج التحقيق له في مدة لا تتجاوز الثلاثة أيام.

المنقوش اختارت الفرار إلى تركيا

وفي سياق متصل ، قالت وكالة «الأناضول» التركية، الاثنين، نقلاً عن مصادر أمنية، إن «أجهزة تتبع الرحلات الجوية أكدت وصول طائرة المنقوش إلى مطار إسطنبول بعد مغادرة ليبيا في ساعة متأخرة ليل الأحد بمساعدة جهاز الأمن الداخلي».

وكان جهاز الأمن الداخلي الليبي نفى ما قال إنه «أنباء غير مؤكدة» بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش، مشيراً إلى أنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية، بحسب المتعارف عليه.

وذكر الجهاز، في بيان، أن جهاز الأمن الداخلي رئاسةً وأعضاء يؤكدون وقوفهم صفاً واحداً مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره تجاه القضايا كافة، وخاصةً القضية الفلسطينية، مستنكراً «ما قامت به وزيرة الخارجية بالجلوس مع أحد أفراد الكيان الصهيوني». وأشار إلى أنه أدرج اسم المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.

وقرر رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ليل الأحد/ الاثنين، وقف المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، بعدما كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن لقائها، سراً في روما الأسبوع الماضي، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

وعين الدبيبة وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف الزني، قائماً بأعمال وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤقتاً.

ولم يصدر أي تعليق من الحكومة أو وزارة الخارجية التركية حول وصول المنقوش إلى إسطنبول، لكن مصادر دبلوماسية ومراقبين، رأوا أن اختيارها لتركيا ملاذاً لها في ظل حالة الغضب المسيطرة على الشارع الليبي، يرجع إلى الصلة القوية التي تربط أنقرة وحكومة الدبيبة، وقدرة تركيا على التأثير على الدبيبة وتوفير الحماية لها في الوقت ذاته.

وتعد المنقوش من أكثر وزراء الحكومة المؤقتة في غرب ليبيا، تردداً على تركيا وتماساً مع حكومتها أيضاً، بحكم منصبها، كما تربطها علاقات جيدة مع وزيري الخارجية السابق، النائب الحالي بالبرلمان التركي، مولود جاويش أوغلو، والحالي هاكان فيدان، الذي التقته في أنقرة عقب تولي منصبه في يونيو (حزيران) الماضي، كما سبق أن التقته مرات عدة خلال زياراته لليبيا عندما كان يتولى منصب رئيس جهاز المخابرات قبل توليه وزارة الخارجية.

ورجح المراقبون أن اختيار المنقوش لتركيا، التي لا تعارض اللقاءات والمباحثات مع إسرائيل، يشير إلى ثقتها في قدرة أنقرة على التدخل لدى حكومة الدبيبة لتخفيف حدة رد الفعل ضدها، إضافة إلى أن تركيا يمكنها أن تستضيفها، من دون اعتراض من الدبيبة، بعد أن بات من شبه المؤكد أنه لن يكون ممكناً استمرارها في منصبها أو عودتها إليه، كما أنه يمكن أن يكون هناك خطر على حياتها حال بقائها في ليبيا.