وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى مطار البحرين الدولي مساء الأحد، في أول زيارة رسمية له إلى إحدى الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم.
وصول وزير خارجية #اسرائيل أيلي كوهين إلى مطار #المنامة #البحرين في أول زيارة بعد التطبيع pic.twitter.com/fQ4YyscOBF
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) September 3, 2023
وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين في السفارة والسفيرين، كانوا في استقبال كوهين والوفد المرافق في مطار البحرين الدولي.
وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية “كان”، في وقت سابق اليوم، إن كوهين سيلتقي في المنامة مع وزير الخارجية البحريني ومسؤولين آخرين.
ومن المقرر أن يفتتح وزير الخارجية الإسرائيلي رسمياً، خلال الزيارة، سفارة إسرائيل في المنامة، بحسب المصدر ذاته.
وهذه هي الزيارة الأولى لكوهين إلى البحرين، التي سبق أن أعلنت في يوليو/ تموز الماضي تأجيل الزيارة التي كانت مقررة مطلع أغسطس/ آب الماضي.
ووقتها، بررت البحرين تأجيل زيارة كوهين بأن ملك البلاد سيكون في الخارج، بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن السبب الحقيقي للتأجيل هو اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى أواخر يوليو.
وفي 15 سبتمبر/ أيلول 2020، وقّعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي والبحرين، في البيت الأبيض، على اتفاق التطبيع الذي يقضي بإقامة علاقات كاملة بين الجانبين.
وقد أثار إعلان وزير الخارجية الإسرايلي عن الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش الجدل وتسبب في أزمة وفوضى، لأن ليبيا لا تعترف رسميا بإسرائيل، ويوجد دعم شعبي واسع النطاق عبر الأحزاب السياسية الليبية المختلفة للقضية الفلسطينية.
وفي توبيخ غير مباشر لوزير خارجيته، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إعلان إسرائيل بشأن لقاء إيلي كوهين مع نظيرته الليبية – الذي أثار أعمال شغب في طرابلس وإقالة نجلاء المنقوش من منصبها – “لم يكن مفيدا” و”استثناء لقاعدة” الاتصالات السرية، وأن القدس ستضمن عدم تكرار ذلك.
ردا على سؤال خلال لقاء أجرته معه قناة ΑΝΤ1 القبرصية حول الفضيحة وما إذا كان الإعلان عن الاجتماع، وهو ما فعله كوهين الأسبوع الماضي، مفيدا، أجاب نتنياهو: “حسنا، لم يكن مفيدا، هذا واضح”.
وبذل نتنياهو قصارى جهده للتأكيد على أن ما حدث لم يكن اعتياديا، في حين أكد أيضا أن قبرص استضافت بنفسها العديد من هذه الاجتماعات السرية على مر السنين.
وقال نتنياهو رئيس الوزراء: “هذا استثناء للقاعدة. لقد تم إجراء عدد لا يحصى من الاتصالات السرية بين إسرائيل والقادة العرب، والقادة المسلمين. في الواقع، أجري الكثير منها في قبرص. لقد كانت حكومة قبرص مفيدة للغاية على مر السنين. لقد كانت مضيافة للغاية وسرية للغاية في تمكين هذه الاجتماعات، بما في ذلك بعض الاجتماعات التي أدت إلى اتفاقيات إبراهيم. لذا، إذا كنتم لا تعرفون ذلك حتى الآن، فأنا أقول لكم ذلك… لكننا كنا حريصين للغاية على عدم الكشف عن هذا [مسبقا]”.
بثت قناة ANT1 المقابلة في الأسبوع الماضي، ولكن تصريحات نتنياهو لم يتم نشرها على نطاق واسع إلا يوم الأحد، قبل ساعات من رحلة رئيس الوزراء إلى الجزيرة المتوسطية وفي الوقت الذي من المقرر أن يسافر كوهين إلى البحرين.
يوم الأحد الماضي، أعلن كوهين عن اجتماعه مع نظيرته الليبية في إيطاليا. وأثار كشفه عن اللقاء غضبا في ليبيا، وأدى إلى فقدان المنقوش لوظيفتها وفرارها من البلاد. وفي إسرائيل، كانت هناك عاصفة من الانتقادات بشأن تعامل الحكومة مع اللقاء الحساس، كما أثارت الضجة انتقادات من واشنطن.
وأدى الخلاف على اللقاء إلى اندلاع أزمة سياسية داخلية، واتخذ منتقدي عبد الحميد الدبيبة من الجدل ذريعة لمهاجمته في الوقت الذي كان فيه مستقبل حكومته المؤقتة موضع تساؤل بالفعل.
وخرج متظاهرون أمام وزارة الخارجية الليبية في وقت متأخر من مساء الأحد، ما أدى إلى حدوث بعض الأضرار خارج المبنى، حيث شوهد وجود عدد كبير من أفراد الأمن في وقت مبكر من يوم الاثنين.
وخرجت احتجاجات في أجزاء أخرى من طرابلس ومدن أخرى. وعبر سكان العاصمة عن رفضهم أي علاقات مع إسرائيل.
فقال نوري عبد السلام لبي بي سي: “بصراحة نحن ضد التطبيع. وإذا حدث هذا اللقاء فعلا، ولم يكن مدبرا أو شيء من هذا القبيل، فهو بصراحة غير مقبول لدى الليبيين”.
وأغلقت الإطارات المشتعلة بعض الطرق الرئيسية في طرابلس الاثنين، ولوح المتظاهرون بالعلم الفلسطيني، لكن لم تظهر أي علامة على وقوع أعمال عنف.
وينص القانون الليبي على ملاحقة أي شخص جنائيا في حال التواصل مع إسرائيليين أو أي كيان يمثّل إسرائيل. ويمكن أن تصل عقوبة ذلك إلى السجن مدة تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات، بموجب قانون يعود تاريخه إلى عام 1957.