خبير: إعصار دانيال بدرنة الليبية من أكبر كوارث المناخ في العصر الحديث..غرق أحياء كاملة في ليبيا

0
377

قال الدكتور عبد الله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم (سابقاً)، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، أن كارثة مدينة درنة الساحلية جراء إعصار دانيال، تعد من أكبر الكوارث المناخية في العصر الحديث. وفقًا للصور الواردة، والمقاطع الواصلة، والإحصائيات الرسمية الصادرة عن السلطات الليبية – حسب ما ذكره المسند عبر حسابه على منصة”إكس” تويتر سابقًا.

 

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير ليبي في شرق ليبيا تصريحه عن انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول.

تصارع فرق الإنقاذ في ليبيا من أجل استعادة الجثث التي جرفتها السيول إلى البحر بعد الفيضانات العاتية التي ضربت الساحل الشمالي.

ولقي ما لا يقل عن 2300 شخص مصرعهم، حسب سلطات الإسعاف في مدينة درنة، أكثر المدن تأثرا بالكارثة.

وانهار سدّان و4 جسور في درنة، ما أدى لغرق جزء كبير من المدينة، بعدما ضربها الإعصار دانيال، الأحد.

وتم الإبلاغ عن فقدان نحو 10 آلاف شخص، حسب تقديرات الهلال الأحمر وينتظر أن تتزايد أعداد الضحايا مع مرور الوقت.

ليبيا: 5200 شهيد و10 آلاف مفقود في إعصار دانيال”.. ليبيا تتجاوز شهداء زلزال المغرب

وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد، إن أحياء كاملة في مدينة درنة تضم آلاف الموطنين اختفت داخل البحر، مشيرًا إلى أن الحكومة أعلنت المدينة منطقة منكوبة، وفرضت حظر التجول وحالة الطوارئ في شرق ليبيا لمدة يومين، بسبب الإعصار والسيول التي تجتاح المنطقة.

وبدأت بعض المعونات في الوصول إلى البلاد، من عدة دول بينها مصر، لكن جهود الإنقاذ معطلة بسبب الخلافات السياسية، التي تعصف بالبلاد المقسمة بين حكومتين منفصلتين.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أنها تتابع عن كثب تطورات العاصفة، وستقدم مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني.

بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إنها تنسق مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية لتقديم المساعدات للمتضررين من الإعصار.

وتعاني كذلك مدن بنغازي وسوسة والمرج بشرق ليبيا من تداعيات العاصفة التي ضربت البلاد يوم الأحد.

وأكد خبراء الهندسة المائية أنه من المحتمل أن يكون السد الأعلى الذي يبعد عن المدينة نحو 12 كيلومترا، قد فشل أولا وانهار مرسلاً المياه خلفه إلى الأسفل نحو المدينة، التي تقع في قلب الوادي، باتجاه السد الثاني الذي يقع قرب درنة.

وإلى جانب تضرُر مناطق في شرق ليبيا من الفيضانات، تضررت كذلك مدينة مصراتة غرب البلاد.

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى السياسية منذ الإطاحة بمعمر القذافي، الذي حكم البلاد لفترة طويلة وقُتل عام 2011، ما أدى إلى انقسام فعلي في الدولة، الغنية بالنفط، بين حكومة مؤقتة معترف بها دوليا تعمل من العاصمة طرابلس وأخرى في الشرق.

ووفقاً للصحفي الليبي عبد القادرأسعد، فإن هذا الأمر يُعيق جهود الإنقاذ لأن السلطات المختلفة غير قادرة على الاستجابة بسرعة لكارثة طبيعية.

وقال لبي بي سي: “لا توجد فرق إنقاذ، ولا يوجد رجال إنقاذ مدربين في ليبيا. كل شيء على مدى السنوات الـ 12 الماضية كان يتعلق بالحرب”.

“هناك حكومتان في ليبيا.. وهذا، في الواقع، يؤدي إلى إبطاء وصول المساعدات التي تأتي إليها لأن الوضع مُربك بعض الشيء. هناك أشخاص يتعهدون بتقديم المساعدات ولكن المساعدات لا تصل”.

وقال هشام شكيوات، إن المساعدات كانت في طريقها وإن الإدارة في الشرق ستقبل المساعدة من حكومة طرابلس، التي أرسلت طائرة تحمل 14 طناً من الإمدادات الطبية وأكياس الجثث وأكثر من 80 طبيباً ومسعفاً.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورتون، إن واشنطن سترسل مساعدات إلى شرق ليبيا بالتنسيق مع شركاء الأمم المتحدة والسلطات الليبية.

وتقع درنة على بعد نحو 250 كيلومترا شرق بنغازي على طول الساحل، وتحيط بها التلال القريبة في منطقة الجبل الأخضر الخصبة.

وكانت المدينة، ذات يوم، مسرحا لنشاط مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داخل ليبيا، بعد سقوط القذافي. وقد ُطردوا بعد سنوات من قبل الجيش الوطني الليبي وهي القوات الموالية للجنرال، خليفة حفتر، المتحالف مع إدارة شرق البلاد.

وقال الجنرال القوي إن المسؤولين في شرق البلاد يقيمون حاليا الأضرار الناجمة عن الفيضانات، حتى يتم التمكن من إعادة بناء الطرق واستعادة الكهرباء للمساعدة في جهود الإنقاذ.

ونقلت رويترزعنه قوله في خطاب مُتلفز: “يتعين على جميع الجهات الرسمية، وخاصة البنك المركزي الليبي، تقديم الدعم المالي اللازم العاجل، حتى يتمكن القائمون، على تنفيذ إعادة الأعمار، من القيام بمهامهم والمضي قدما فيه”.