المجلس الوطني للصحافة يشكو صحيفتين فرنسيتين

0
270

ندّد المجلس الوطني للصحافة في المغرب بمحاولات وسائل اعلامية اجنبية استغلال الزلزال المدمر الذي شهدته مناطق في البلاد بنشر كاريكاتير يتضمن تحريضا على عدم التضامن والمساهمة في دعم ضحايا الزلزال.

وذكر المجلس الوطني للصحافة، في بيان ، إنه رفع شكوى ضد صحيفتي “شارلي إيبدو” و”ليبيراسيون” الفرنسيتين بعد رصده لمخالفات مرتكبة خلال تغطيتهما لأحداث الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 8 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأضاف: “سجلنا انتهاكات ارتكبتها كل من جريدتي شارلي إيبدو وليبراسيون، في سياق اتسم بتهجمات من قبل عدة وسائل إعلام فرنسية على المغرب ومؤسساته، إثر عدم استجابة السلطات المغربية، لمقترح الدعم الذي تقدمت به فرنسا، بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز”.

وكان المغرب، أعلن “عدم الموافقة إلا على 4 طلبات رسمية للمساعدة في جهود الإنقاذ جراء الزلزال، في مقدمتها المساعدات القادمة من الجارة الشمالية إسبانيا، وبريطانيا وقطر والإمارات رغم الطلبات الكثيرة التي تلقاها”.

وشدد المصدر ذاته، أنه “في مثل هذه الظروف، ينبغي أن تعطى الأولوية لإنقاذ الضحايا ودعم المتضررين، بغض النظر عن أي خلاف ديبلوماسي أو مشكل سياسي، لأن الأسبقية هي للمبادرات التطوعية ذات الطبيعة الإنسانية، التي تتعالى على كل الاعتبارات الثانوية الأخرى”.

وتابع المجلس: “وجهنا شكاية إلى مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا، بخصوص خرق الجريدتين المذكورتين لأخلاقيات العمل الصحافي، كما هي متعارف عليها دوليا، قصد البت فيها طبقا لميثاق الأخلاقيات المعتمد لديه”.

وأوضح أن جريدة “شارلي إيبدو نشرت كاريكاتيرا يتضمن تحريضا على عدم التضامن والمساهمة في دعم ضحايا الزلزال”.

وأضاف المجلس: “كما قامت جريدة ليبيراسيون، بنشر صورة على غلافها لامرأة من ضحايا الزلزال، وبعد التحقق من مضمون كلامها، اتضح أن ما نسب إليها يتنافى مع حقيقة ما كانت تقوله”.

ولفت المجلس إلى ما اعتبره “انتهاكات أخرى، تشكل ضربا لمصداقية العمل الصحافي والمهنية المفروض التحلي بها عند معالجة القضايا التي تكتسي طابعا إنسانيا”.

وقامت جريدة “ليبيراسيون” الاثنين 11 شتمبر 2023 بنشر صورة على غلافها لامرأة من ضحايا الزلزال، بعنوان”Aidez nous, nous mourrons en silence”.، حيث أنه بعد التحقق من مضمون كلام المرأة، الذي راج في شبكات التواصل الاجتماعي، في فيديو مصور، فإن المجلس سجل أن ما نشر في الغلاف ونسب للمرأة الضحية، يتنافى مع حقيقة ما كانت تقوله، مما يشكل ضربا لمصداقية العمل الصحفي والمهنية المفروض التحلي بها عند معالجة القضايا التي تكتسي طابعا إنسانيا ولاسيما في لحظات الكوارث الطبيعية.

وسجل المجلس أن صحيفة “ليبيراسيون” قامت بخرق أخلاقيات الصحافة، على عدة مستويات:

الأول، نشر صورة على الغلاف، لسيدة مسنة، من ضحايا الزلزال، ومصاحبتها بتصريح لم تدل به، بل هو من اختلاق الجريدة، بهدف تمرير موقف يضرب في المجهودات التي تبذلها السلطات المغربية، وباقي فرق الإنقاذ من دول صديقة، والمتطوعين.
الثاني، نشر أخبار كاذبة وتزوير الحقائق، في ظروف من المفترض أن يحصل فيها تآزر إنساني وأن تتحلى الصحافة فيها بقيم المهنية والتضامن والتعاطف، بدل تصفية الحسابات السياسية.

الثالث، من المعروف في مبادئ أخلاقيات الصحافة أن التعامل مع ضحايا الكوارث الإنسانية، يكون مشروطا بعدة احترازات، من أهمها عدم استغلال صورهم قصد الإثارة الرخيصة.

وحيث إن مجمل هذه الانتهاكات التي ارتكبتها كل من جريدتي “شارلي إيبدو”، و”ليبراسيون”، تأتي في سياق اتسم بتهجمات من قبل عدة وسائل إعلام فرنسية، على المغرب ومؤسساته، إثر عدم استجابة السلطات المغربية، لمقترح الدعم الذي تقدمت به فرنسا، بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، فإن المجلس الوطني للصحافة قام بتوجيه شكاية إلى رئيسة مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا بخصوص خرق الجريدتين المذكورتين لأخلاقيات العمل الصحفي، كما هي متعارف عليها دوليا، قصد البت فيها طبقا لميثاق الأخلاقيات المعتمد لديه.

وفي 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر عدة مدن مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش(شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، مخلفا 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.