علقت هيئة الموثقين المغربية مشاركتها في أشغال الجمع العام العادي والاستثنائي واجتماع مجلس إدارة الجمعية الفرانكفونية للتوثيق المزمع عقدها الأسبوع المقبل بمدينة دوفيل الفرنسية على هامش المؤتمر السنوي للموثقين بفرنسا مع تجميد عضويتها على خلفية خريطة مسيئة للمغرب عمد من نشرها في الصفحة الرسمية للجمعية الفرانكفونية الى بتر إقليم الصحراء واستفزاز الرباط.
وتأتي هذه الخطوة في خضم حالة من البرود في العلاقات الفرنسية المغربية نتيجة تردد باريس في الاعتراف بمغربية الصحراء و بمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية كاساس لحل النزاع لتتواصل السقطات الفرنسية بعد توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابا إلى الشعب المغربي فيما يتعلق بملف المساعدات الفرنسية عقب زلزال الحوز تجاوز القنوات الرسمية وللعاهل المغربي الملك محمد السادس، في مخالفة للأعراف الدبلوماسية وفي مزايدة مفضوحة حاول من خلالها ماكرون الالتفاف على السيادة المغربية ليواصل الاعلام الفرنسي سياسة استهداف المغرب.
وقررت هيئة الموثقين المغربية في بيان “تعليق المشاركة في النسخة 119 من المؤتمر السنوي للموثقين بفرنسا المقامة بمدينة دوفيل الفرنسية أيام 27 و28 و29 سبتمير/ايلول الجاري، ودعوة جميع الموثقات والموثقين بالمغرب إلى إلغاء مشاركتهم عند الاقتضاء مع تجميد عضويته بالجمعية الفرانكفونية للتوثيق حتى إشعار آخر”.
واكدت ان قرارها “ياتي تكريسا لتوجيهات السامية للملك محمد السادس بخصوص الصحراء المغربية، باعتبارها من الثوابت العليا للمملكة والقضية الوطنية الأولى التي لا نقاش فيها”، مشيرة الى” دورها في ترسيخ مبادئ السيادة واحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كقاعدة قانونية في العلاقات التي تربط التوثيق المغربي بهيئات التوثيق الدولي”.
واشارت الهيئة لعدم استجابة رئاسة الجمعية الفرنكفونية “رغم مراسلة رئيسها، للتعبير عن الموقف الرافض بشدة لنشر خريطة المملكة المغربية على الموقع الإلكتروني للجمعية بوضع خط فاصل بين الصحراء وباقي جهات المملكة والمطالبة باتخاذ التدابير اللازمة بشكل مستعجل من أجل تدارك هذا الخطأ الجسيم”.
واكدت قيامها بتوجيه كتاب تذكيري، “عبرت فيه عن استيائها العميق من استمرار نشر الخريطة المغلوطة على الموقع الإلكتروني للجمعية”
وقالت “أن عدم استجابة الجمعية المذكورة للمطلب المشروع للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب يستشف منه موقف انحيازي إزاء قضية الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي يرفضه المجلس الوطني للهيئة جملة وتفصيلا”.
ورغم ان مسالة الصحراء المغربية هي من الثوابت الوطنية وجزء لا يتجزا من السيادة التي تعتبر خطا احمر في المغرب تتجاهل المنظمات والجمعيات الفرنسية هذه النقطة فيما يبدو انها رسالة سلبية ستسيء للعلاقات بين الرباط وباريس.
ويؤكد المغرب حزمه وجدية تعاطيه فيما يتعلق بملف الصحراء استنادا الى مقاربة العاهل المغربي للعلاقات الدولية والمتمثلة في ان مغربية الصحراء منظار المغرب لعلاقاته الخارجية حيث حققت الرباط نجاحات دبلوماسية هامة في هذا المجال.
وتاتي المواقف الفرنسية التصعيدية على خلفية رفض المغرب مساعدات باريس بعد زلزال الحوز والذي تجاوز التنسيق مع السلطات.
وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أصدرت بيانا قالت فيه إنها أجرت تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وأعلن المغرب الاسبوع الماضي قبوله دعماً من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنّه لم يطلب المساعدة من فرنسا، ما أثار امتعاض الإعلام الفرنسي الذي هاجم المغرب في الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد وهو ما دفع المجلس الوطني للصحافة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة وسائل الإعلام الفرنسية المسيئة.