تقرير : النوم الوجبات الصلاة يشغل ما يقرب من نصف يوم واحد لدى المسنين المغارية أما الرياضة غائبة ؟!

0
244

بينما تشير توقعات رسمية إلى أن عدد المسنين في المغرب سيتجاوز ستة ملايين نسمة بحلول عام 2030، لا تزال برامج الحكومة والجهات الوصية على الأسرة والتضامن والقطاع الوصي على الرياضية لا مجال لهم للاهتمام بهذه الفئة من المواطنين!!.

وبحسب المندوبية السامية للتخطيط أن الوقت المخصص للحاجيات الفسيولوجية والأنشطة الترفيهية، يستحوذ على أكثر من ثلثي يوم واحد لدى الأشخاص المسنين.

وقالت المندوبية في تقرير حول “استعمال الوقت اليومي عند الأشخاص المسنين في المغرب” إن الوقت الفيزيولوجي ( النوم، الوجبات العناية الشخصية) يشغل ما يقرب من نصف يوم واحد لدى الأشخاص المسنين، أي بمتوسط 11 ساعة و 8 دقائق في اليوم.

ويرتفع هذا المتوسط مع التقدم في السن، منتقلا من 10 ساعات و 46 دقيقة للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 60 و 69 سنة إلى 11 ساعة و39 دقيقة لدى البالغين 70 سنة فما فوق.

وحسب المندوبية فلا يشغل العمل المهني سوى نسبة 8.3% من اليوم الواحد لدى الأشخاص المسنين، وهي نسبة أقل من تلك التي يخصصها الأشخاص له في سن النشاط (14,7%).

ويبلغ هذا الوقت في المتوسط ساعتين، ويتفاوت بين ساعة و 25 دقيقة في الوسط الحضري إلى ساعتين و52 دقيقة بالوسط القروي، ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص المسنين في الوسط القروي نادرا ما يتقاعدون.
من جانبه، يحتل الزمن المخصص للأنشطة المنزلية نسبة 8,8% من يوم واحد لدى الأشخاص المسنين مقارنة بـ 11% عند الأشخاص في سن النشاط، أي بمتوسط ساعتين و 6 دقائق.

وأشار التقرير إلى أن بقية اليوم مخصصة بشكل رئيسي للأنشطة الترفيهية، حيث يقضي فيها كبار السن في المتوسط 5 ساعات و 16 دقيقة يوميا، أي أقل بقليل من ربع وقتهم اليومي (22%).

ونظرا لتوقف أنشطتهم المهنية، يمثل وقت الفراغ لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة جزء مهم من يومهم مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 69 سنة، أي حوالي 5 ساعات و 41 دقيقة مقابل 4 ساعات و 57 دقيقة.

وفيما يتعلق بالممارسات الدينية والتواصل الاجتماعي، فقد رصدت المندوبية أن كبار السن يخصصون لهما 7,8% و6,2% على التوالي من يومهم، أي بمتوسط ساعة و 53 دقيقة وساعة و 29 دقيقة في اليوم (مقابل 3,6% و 4,7% على التوالي بالنسبة للأشخاص في سن النشاط).

وسجل التقرير أن النساء والرجال يشغلون وقتهم بطرق مختلفة، حيث تخصص النساء ما يقارب أربعة أضعاف الوقت في الأنشطة المنزلية وتخصص وقتاً أقل بثلاث مرات في الأنشطة المهنية مقارنة بالرجال.

Le12.ma | الفاسي الفهري.. عدد كبار السن سيتضاعف في المغرب ليصبح 12,9 مليون عام 2050

وأكدت المندوبية أن أوجه عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الأسرة وفي العمل، قائمة بين المسنين حتى لو كانوا ، بشكل عام، لا يشكلون جزءا من السكان النشطين ولا يتحملون المسؤوليات الأبوية، حيث تخصص النساء المسنات في المتوسط وقتا أطول بـ 3,7 مرات في الأنشطة المنزلية مقارنة بنظرائهن الرجال، و يحصل الرجال في المتوسط على وقت فراغ أكثر بساعة واحدة يوميًا من النساء.

وحسب ذات المصدر، يخصص الأشخاص المسنون وقت فراغهم بشكل رئيسي لمشاهدة التلفاز والراحة والقيلولة، وفي الأنشطة الترفيهية التي لها تأثيرات مختلفة بين السلبية والإيجابية. وعموما يتم قضاء أغلبية أوقات الفراغ (87%) في المنزل، وتحتل مشاهدة التلفاز مكانة بارزة بين هذه الأنشطة الترفيهية داخله، حيث يقضي المسنون في المتوسط ساعتين ودقيقتين يوميًا أمام شاشة التلفاز.

وتأتي بعد ذلك أنشطة الراحة والقيلولة، ويؤدي التقدم في السن إلى زيادة الأنشطة السلبية.
ورصدت المندوبية أن باقي أوقات الفراغ يقضيها المسنون بشكل أساسي للأنشطة الترفيهية خارج المنزل، وتتكون من المشي والتنزه بمتوسط وقت يبلغ 30 دقيقة يوميًا، 53 دقيقة للرجال مقابل 8 دقائق فقط للنساء. أما ممارسة الرياضة فهي هامشية للغاية لدى كبار السن، حيث لا تكاد تتجاوز دقيقتين في اليوم.

ولفتت المندوبية أن المغرب على غرار عدة دول أخرى يوشك على إنهاء انتقاله الديمغرافي الذي يتميز بالشيخوخة التدريجية لسكانه، حيث ستستمر نسبة السكان البالغين 60 سنة فأكثر في الارتفاع منتقلة من 9,4%سنة 2014 إلى 23,2% بحلول سنة 2050.

شيخوخة وأمراض مزمنة

ويعد الانتقال السكاني من التحديات الأساسية التي يركز عليها، الطبيب الباحث في السياسيات والنظم الصحية، الطيب حمضي، وهو يرصد اختلالات المنظومة الصحية المغربية، والتي بما في ذلك مشاكل أنظمة الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية.

وأبرز الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريحات إعلامية، بأن “اقتران كبار السن بالأمراض المزمنة سيزيد من الطلب على الرعاية الصحية والمزيد من نفقات التأمين الإجباري عن المرض”.

كما يرى حمضي، أن “هناك عقبة أمام استفادة مشتركي التأمين من ذوي الدخل المحدود من الرعاية الصحية، إذ أنهم يتحملون ما يصل إلى 50 في المائة من النفقات من ميزانياتهم الخاصة، بالرغم من الاشتراكات الشهرية التي يؤدونها ويؤديها عنهم المشغلون”، مضيفا أن هذه “النسبة تزداد ارتفاعا من سنة إلى أخرى بدلاً من التراجع”.

هذا الأمر “يشكل تحديا رئيسيا أمام مختلف السياسات العمومية في ظل غياب نظام للتقاعد قائم على مبدأ المساعدة الاجتماعية، وضعف نسبة التغطية التي يستفيد منها المسنون في المغرب”، بحسب الأكاديمي والخبير في الحماية الاجتماعية، خالد بوقيش.

وقد حُددت الجدولة الزمنية لتنفيذ هذا المشروع في 5 سنوات (2021-2025)، تبتدئ بتعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض خلال سنتي 2021 و2022، يليها تعميم التعويضات العائلية خلال سنتي 2023 و2024، على أن يُوسّع الانخراط في أنظمة التقاعد وتعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل سنة 2025.

ويقول الأكاديمي والخبير في الحماية الاجتماعية، خالد بوقيش “لعل وعي المُشرّع المغربي بخطورة هذا الوضع ورغبته في الاستفادة من فترة الامتياز السكاني التي يشهدها هرم الفئات العمرية بالمغرب، هو الذي دفعه لتبني القانون الإطار المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية”.

كما أشار المصدر، إلى أن هذا المشروع الإصلاحي “سيمكن من دمج حوالي 5 ملايين شخص من الساكنة النشيطة التي تزاول عملا ولا تتوفر حاليا على أي تغطية متعلقة بالتقاعد، من خلال التفعيل التام لنظام المعاشات الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا، ليشمل كل الفئات المعنية واعتماد الآليات اللازمة لهذا الغرض”.

وفي العام الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً، جاء به أن المغرب والجزائر وتونس تتصدر قائمة دول القارة الأفريقية فيما يرتبط بأعلى متوسط عمر متوقع، بمتوسط 76 عاماً لجميع البلدان الثلاثة.

وأرجعت المنظمة هذا إلى تحسن تغطية الخدمات الصحية الأساسية والتقدم في الصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل وفي مكافحة الأمراض المعدية.