هل حماس تخطط لاستخدام الرهائن المدنيين الإسرائيليين كدروع بشرية؟ أم زيادة عدد الجنود المحتجزين لدى الحركة؟

0
324

حركة “حماس” تسعى منذ فترة طويلة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، لكن حكومة نتنياهو ترفض ذلك ولا تتجاوب مع الوسطاء، رغم أن الأولى عرضت الملف بصيغة إنسانية، وبعدها توعدت تل أبيب بأنها تعمل على خطة تحمل عنوان “زيادة الغلة”، وتتضمن خطف مزيد من الإسرائيليين، لإجبار أي حكومة في تل أبيب على الجلوس على طاولة المفاوضات وسماع شروطها.

بعد أن أرغمت حماس تحت تهديد السلاح المواطنين والجنود الإسرائيليين في أحد أكثر أشكال الهجوم دموية، على اجتياز الحدود إلى داخل القطاع، ادعت الحركة بأن لديها أكثر من 100 مدني وجندي إسرائيلي محتجزين كرهائن في قطاع غزة، وهو ما أكدته إسرائيل والولايات المتحدة، دون تأكيد العدد الدقيق.

وقالت حماس إنها تحتجز “أكثر بكثير مما يعتقد نتنياهو”. وأضافت أنها تحتفظ بالرهائن الـ 163 داخل أنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وفي الوقت نفسه، وصف مسؤول في البيت الأبيض الوضع بأنه “عائلات بأكملها مختطفة، بما في ذلك الأطفال”. واعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن الوضع غير مسبوق، وحتى حماس فوجئت بالسهولة التي تمكنت بها من اختطاف هذا العدد الكبير من الأشخاص.

في سياق متصل ، يرى خبراء عسكريون ، إن دوافع “حماس” في هذه الحرب إلغاء نظام جولات القتال في شكلها السابق، وتجديد أدوات المواجهة، وكذلك تثبيت قواعد اشتباك جديدة على أساس خلق أدوات مواجهة مختلفة، وتسجيل نقاط عسكرية وأمنية جديدة.

وبحسب الخبراء، فإن “حماس” اعتمدت في حربها في إطار خطة خطف الجنود على أدوات قتالية خفيفة، إذ استخدمت دراجات نارية وسيارات “جيب” رباعية الدفع للوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، ثم سيطرت على المنطقة الجغرافية باستخدام سلاح رشاش خفيف من نوع كلاشنيكوف، كما أنها فجرت الحدود بواسطة ديناميت مطور.

وقد أكد الخبراء الحرب ، أن هناك أسلحة جديدة دخلت الخدمة العسكرية، ومنها مظلات الطاقة الآلية “البرشوتات” وطائرات مسيرة عمودية تحمل ذخائر وتقصف، وزوارق بحرية مسلحة محلية الصنع.

وأضافوا ، فإن أحدث عتاد “حماس” كان صواريخ 107 وهي قذائف صغيرة الحجم بدائية الصنع وتشبه قذائف الهاون وتصل لمستوى لا يزيد على 40 كيلومتراً، موضحاً أن الحركة حصلت عليها من قذائف الدبابات التي لم تنفجر وجرى إعادة تصنيعها في غزة، وإعادة إطلاقها صوب إسرائيل.

الصور المرعبة التي بثتها حماس، والتي تظهر اختطاف الشباب الإسرائيليين وكبار السن من البلدات الجنوبية، تسببت بالصدمة والرعب لكافة مواطني الدولة. وتم إنشاء مركز بحث من قبل الجيش الإسرائيلي، بينما ظلت العديد من العائلات مقطوعة عن أي أخبار عن أحبائها حتى الليل.

فلسطينيون يحتفلون بعودتهم بعد عبور السياج الحدودي مع إسرائيل من خان يونس، جنوب قطاع غزة، 7 أكتوبر، 2023.

ورغم وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن حرب انتقامية قوية ضد حماس، فإن وجود الرهائن في قطاع غزة من شأنه أن يؤدي بلا شك إلى تعقيد العمليات العسكرية. لدرجة أن إسرائيل يجب أن تتوقع بالضرورة عملية “طويلة وصعبة”، على حد تعبير رئيس الوزراء.

وذكرت الحركة أنها تعتزم استخدام المدنيين كدروع بشرية محتملة لصالحها، مشيرة إلى أن أي توغل إسرائيلي في غزة سيكون له “عواقب مباشرة على الرهائن”.

سيمثل الرهائن بيد حماس أيضًا ورقة مساومة قوية جدًا. وبالنظر إلى الماضي، فقد استطاعت حماس من استبدال جندي إسرائيلي واحد يدعى جلعاد شاليط، من الخوض في مفاوضات من أجل إطلاق سراح أكثر من ألف معتقل فلسطيني اعتقلتهم إسرائيل في عام 2005.

وصرح الناطق العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة بأن عشرات الأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين باتوا في قبضة كتائب القسام، وتم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة، ثم عاد وصرح مرة أخرى بأن أعداد الأسرى بات أضعافاً مضاعفة، وطلب من نتنياهو أن يعد جنوده حتى لا يخطئ التقدير.

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن عدد العسكريين المحتجزين لدى “حماس” في غزة سيكون عاملاً مهماً في تحديد شكل ومستقبل هذه الحرب.