نتنياهو يتوعد برد رهيب على غزة “ما ستواجهه حماس سيكون صعبا ورهيبًا، سنغير الشرق الأوسط”

0
345

تواصلت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل إسرائيل، وذلك مع دخول اليوم الثالث من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الاحتلال الإسرائيلي، في حين واصلت إسرائيل شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط مدنيين وتدمير منازل.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000 وعدد الأسرى إلى أكثر من 150، في حين لا تزال الأرقام الرسمية الإسرائيلية تذكر وقوع 700 قتيل، رغم توقعاتها بارتفاع تلك الحصيلة، أما عدد المصابين الإسرائيليين فبلغ 2200 مصاب.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين العميد غال هيرش مسؤولا عن ملف المختطفين والمفقودين، وقال إن إسرائيل في “حالة حرب وستنتصر فيها”، وفق تعبيره.

وفي غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الأحد استشهاد 413 شخصا بينهم 78 طفلا، وإصابة 2300 بينهم أكثر من 120 طفلا، بسبب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، رغم أن هذه الحصيلة مرجحة كثيرا للارتفاع وسط استمرار سقوط شهداء وجرحى نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

وصرح نتانياهو لمسؤولين بارزين في جنوب إسرائيل “ما ستواجهه حماس سيكون صعبا ورهيبًا، سنغير الشرق الأوسط”. وأضاف “هذه البداية فقط … نحن كلنا معكم وسنهزمهم بقوة”.

وأفادت وسائل إعلام اسرائيلية، أن رد نتنياهو يشير لشكل الرد الإسرائيلي المتوقع خلال الأيام القادمة ويهدف إلى تهيئة الأرضية مع الحلفاء إلى نشاط عسكري طويل المدى وغير مسبوق بقوتع ونتائجه.

وذكرت قناة “أي24” الاسرائيلية أن نتنياهو أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وقال أنه لن يكون مفر لإسرائيل إلا الدخول في عملية برية إلى غزة

والمحادثة بين نتنياهو وبايدن، الأحد هي الثانية منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل، ووفقا للمصادر فإن نتنياهو أبلغ بايدن خلال المكالمة الهاتفية أنه يجب عدم إبداء الضعف في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي سيضطر بأن تعمل إسرائيل بقوة كبيرة. وقال “على القوة يجب الرد بقوة كبيرة، يجب علينا استعادة الردع”.

وكانت حركة حماس شنت السبت هجوما بالصواريخ وتسلل مقاتلوها عبر البر والبحر وفوق السياج الحدودي إلى التجمعات السكانية في مستوطنات غلاف غزة في أسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ عقود.

ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثف على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية وتحاصره إسرائيل منذ العام 2007.

وخلف التصعيد حتى اللحظة أكثر من 800 قتيل في الجانب الإسرائيلي و560 في قطاع غزة وآلاف الجرحى في الجانبين.

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الأميركي سأل نتنياهو بخصوص سيناريوهات تصعيد إضافية لاحقا، وأشار بايدن إلى أن الرسائل التي وصلت إلى الولايات المتحدة من لبنان هي أنه لن تفتح جبهة إضافية، لكنه شدد على أنه يتعامل بتحفظ.

ورد نتنياهو على بايدن بأنه قلق من سيناريو فتح جبهة إضافية في الشمال وإن إسرائيل تتجهز لذلك.

وبخصوص قضية الرهائن الموجودين بيدي حماس في غزة، قال نتنياهو إن إسرائيل غير معنية بإدارة أي مفاوضات حول الموضوع في هذه المرحلة “لا يوجد مفاوضات، يجب أن ندخل”.

وبحسب القناة الاسرائيلية، قال مصدر أميركي مطلع على مضامين المحادثة أن بايدن لم يحاول إقناع نتنياهو عدم القيام بعملية برية في غزة “نحن لا نحاول إقناع الإسرائيليين بهذا الأمر لأننا ندعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها وإنه وفقا لانطباعاتنا. وفي اعتقادنا أنه لا يمكن إقناع الإسرائيليين في الوقت الحالي على أي حال”.

وصرح مصدر أميركي أنه من المتوقع أن يتصرف بايدن بصورة مشابهة كما تصرف خلال الحرب في غزة في أيار/مايو 2021- وسوف يعبر عن دعم غير مشروط لإسرائيل وسيركز بالاتصالات الدبلوماسية الهادئة والمتواصلة مع نتنياهو ومع قادة آخرين في المنطقة.

وتحمل وسائل إعلام اسرائيلية، نتنياهو مسؤولية التصعيد بسبب محاولاته السابقة إضعاف السلطة الفلسطينية وتهميش دورها مما أدى إلى تقوية حماس.

وقال الكاتب طال شنايدر في مقال لصيحفة تايمز أوف اسرائيل، أنه لسنوات، اتبعت الحكومات المختلفة بقيادة بنيامين نتنياهو نهجا أدى إلى تقسيم السلطة بين قطاع غزة والضفة الغربية، مما ساهم في تهميش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بينما قام نتنياهو بخطوات عززت حركة حماس.

وكانت الفكرة هي منع عباس أو أي شخص آخر في حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، من التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.

وفي خضم هذه المحاولات لإضعاف عباس، تم “ترقية حماس من مجرد جماعة مسلحة إلى منظمة أجرت معها إسرائيل مفاوضات غير مباشرة عبر مصر، ومنظمة سُمح بضخ مبالغ نقدية لها من الخارج”.

كما تم تضمين حماس في المناقشات حول زيادة عدد تصاريح العمل التي تمنحها إسرائيل للعمال في غزة، مما أدى إلى تدفق الأموال إلى غزة، مما يعني توفير الغذاء للعائلات والقدرة على شراء المنتجات الأساسية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذه التصاريح، التي تسمح للعمال في غزة بالحصول على رواتب أعلى مما كانوا سيحصلون عليه في القطاع، هي أداة قوية للمساعدة في الحفاظ على الهدوء.

كما أنه منذ 2014، غضت الحكومات بقيادة نتنياهو عمليا الطرف عن البالونات الحارقة وإطلاق الصواريخ من غزة.

في غضون ذلك، سمحت إسرائيل لحقائب تحتوي على ملايين الدولارات من الأموال القطرية بدخول غزة عبر معابرها منذ عام 2018، من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش مع حركة حماس التي تحكم القطاع.