الأحد, نونبر 10, 2024
الرئيسية أخبار الحراكات الأوزدية تصد هجوما جديدا لقوات “فاغنر” والجيش المالي في بير أزواد

الحراكات الأوزدية تصد هجوما جديدا لقوات “فاغنر” والجيش المالي في بير أزواد

0
286

منذ عام 2017 تضاعفت الأحداث المرتبطة بالحركات المسلحة في منطقة الساحل (خاصة بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر) إلى سبعة أضعاف، حسب بعض الدراسات، وأصبحت المنطقة بؤرة للتوتر وعدم الاستقرار، ونقطة للصراع بين القوى العالمية الباحثة عن موطئ قدم، أو تمدّد في القارة الأفريقية..وفي غالبها تصدر هذه الحركات عن تصورات تعدّ العمل المسلح “جهادًا” و”كفاحًا” ضد الرعايا الغربيين، ومن ترى أنهم يدعمون الغرب عمومًا، أو مَن في حُكمهم.

ذكر حساب “أخبار أزواد والساحل” على “إكس” بتوجيه طيران مالي وقوات “فاغنر” ضربة لنقطة تمركز العقيد حسين غلام، قائد المنطقة الغربية التي تشمل تينبكتو وتاودني في تنسيقية الحركات الأزوادية.

وأشار الحساب إلى عدم وقوع أي ضحايا أو خسائر في صفوف المقاتلين الأزواد.

صدت الحركات الأزوادية المسلحة هجوما للقوات المالية وقوات فاغنر العسكرية الخاصة، على منطقة “بير”، في أزواد شمال مالي، بحسب مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية.




وأشارت مصادر إلى أن المعركة مستمرة حتى الساعة، بين القوات الأزوادية والقوات المالية.

وقال محمد المولود رمضان، الناطق الرسمي باسم الإطار الاستراتيجي الدائم من أجل السلم والأمن والتنمية من الهيئة التنسيقية لحركات أزواد، لموقع سكاي نيوز عربية: “الهجوم كان من طرف الحكومة المالية، وهو بالنسبة لنا خرق واضح للهدنة واتفاق السلام، ومنذ اللحظة، نحن في حالة حرب مع القوات المالية وقوات فاغنر”.

وأضاف رمضان: “قواتنا تصدت بقوة للهجوم، وتراجعوا إلى الخلف. نتوقع عدة معارك قادمة في الأيام المقبلة”.

وأوضح مصدر قريب من جبهة القتال، أن “زوابع مرفقة ببوادر أمطار أوقفت المعركة، إضافة إلى حلول الظلام، وقد تستأنف في أي وقت لأن قوات فاغنر لديهم كاشفات ضوئية تتيح لهم خوض المعارك في الليل”.

تهديد اتفاق السلام في مالي

وكان رئيس وفد تنسيقية حركات أزواد في باماكو، عطاي أغ محمد، قد أعلن أن جميع ممثلي التنسيقية خرجوا من العاصمة.

يؤشر هذا الخروج على وصول خلافات التنسيقية (وهي أحد الموقعين على اتفاق الجزائر للسلام بين حركات أزواد والحكومة عام 2015) مع الحكومة إلى ذورتها، حيث تتهمها التنسيقية بالتملص من تطبيق الاتفاق الذي يخول للموقعين على الاتفاق السلام المشاركة في الحكم.

قال أغ محمد لوكالة فرانس برس إنه آخر من غادر العاصمة، مضيفا: “تعتقد إدارتنا أننا لم نعد بأمان في العاصمة، وأن أسباب وجودنا نيابة عن هيئة تنسيق حركات أزواد مهددة تماما”.

الحركات المكونة للتنسيقية يسيطر على أكثرها الطوارق، وهم جماعات شاركت في معارك مسلحة ضد السلطات عام 2012 بهدف الاستقلال بإقليم أزواد شمالي البلاد، وانتهت المواجهة بتوقيع اتفاق السلام، إلا أنها باتت تهدد في الآونة الأخيرة بالانسحاب منه؛ ما يفتح الباب لعودة المواجهات المسلحة.

وشهدت مالي انقلابين عسكريين منذ أغسطس 2020. وسحبت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والتي ساعدت لعقد من الزمن في احتواء المتشددين الإسلاميين ومواجهتهم، الآلاف من الجنود هذا العام بعد تحالف مالي مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.

وقرّرت “تنسيقية حركات الأزواد” وهي تحالف من الطوارق وقوميين عرب من شمال مالي المتمرد على السلطة المركزية تأسس في 2014 “بالإجماع تعليق مشاركتها في المراقبة وآليات تنفيذ” الاتفاق.

وجاء في بيان مشترك لهذه المجموعات أن التعليق سيستمر “حتى عقد اجتماع بوساطة دولية وعلى أرض محايدة لاتخاذ قرار بشأن مستقبل الاتفاقية المذكورة”.

وقبل عشر سنوات شهد شمال مالي اضطرابات بعدما أطلق الطوارق حملة تمرّد للمطالبة بالاستقلال أو بالحكم الذاتي.

وانضم جهاديون إلى حركة التمرّد التي حوّلت المنطقة إلى منطلق لتمرّد إسلامي اتّسع مذّاك نطاقه تمدد نحو النيجر وبوركينا فاسو.

وينص الاتفاق الذي وقعه المتمردون في العام 2015 مع المجموعات المسلحة الموالية للحكومة والدولة المالية على المزيد من الحكم الذاتي المحلي ودمج المقاتلين في ما يسمى بالجيش “المعاد تشكيله”، تحت سلطة الدولة. غير أنه لم يُطبق سوى جزء من بنود الاتفاق.