المملكة تستعد لإطلاق قنوات رياضية جديدة باسم “الرياضية 1و2 و3” استعدادا لكأس العالم..الرياضات الفردية تشكو التهميش في المغرب؟

0
330

طالب الكاتب والصحفي جمال السوسي والكاتب العام للمنظمة الوطنية والنهوض بالرياضة ” أصحاب القرار بتغيير منهجية التدبير الرياضي في المغرب، عبر وضع سياسة رياضية واستراتيجية دائمة، تعتمد على الاهتمام بالرياضات الفردية كثيرا،وانتقد السوسي ما اعتبره سياسة التمييز التي تعتمدها السلطات في توزيع الدعم المادي على مختلف الرياضات، واستئثار الكرة القدم والرياضات الجماعية بنصيب الأسد من الميزانية المخصصة للرياضة، مقابل حالة التهميش التي تعاني منها بقية الرياضات “أولاد الشعب”؟!.

الرباط – تعمل السلطات المغربية جاهدة لتوفير البنية التحتية اللازمة والترتيبات المطلوبة لتنظيم كأس العالم 2030 على أكمل وجه، مع الحرص على توصيل الرسالة الصحيحة والترويج لمزايا المغرب كمضيف للبطولات الرياضية العالمية، عبر تعزيز المنظومة الإعلامية بقنوات رياضية جديدة.

وتستعد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية لإطلاق قنوات رياضية جديدة إلى جانب قناة “الرياضية”، وذلك لمواكبة الأحداث القادمة على غرار دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وكأس أمم إفريقيا 2025 التي تحتضنها المملكة، إضافة إلى “المونديال” المنتظر بين المغرب إسبانيا والبرتغال عام 2030.

ويجري العمل على قدم وساق بمهنية ومسؤولية على تطوير تغطية الأحداث الرياضية وتسليط الضوء على الإيجابيات التي يمكن جلبها في تنظيم هذه البطولات الكبرى للمغرب والمنطقة بشكل عام. خصوصا في مجال صحافة الرياضية التي تلعب دورًا حيويًا في تشجيع الرياضة وتعزيز قيمها في المجتمع، وتأكيد مكانتها في الساحة العالمية.

وذكرت مصادر مطلعة أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون تستعد لإطلاق 3 قنوات رياضية جديدة باسم “الرياضية 1و2 و3” بالإضافة إلى القناة “الأم” وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأوضحت المصادر أن هذه القنوات ستبدأ العمل بنقل مباريات الدوري الاحترافي التي تُلعب في الوقت نفسه، إذ كانت سابقا تُوزع على باقي قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وهو ما سيتم برمجته مستقبلا على القنوات الجديدة.

وستضاف القنوات إلى المشهد الإعلامي الرياضي المغربي بشكل تدريجي لتطويرها، مع جهود كبيرة من إدارة القنوات وباقي الجهات المعنية، بحكم أن المشروع يتطلب موارد بشرية ولوجستية ومالية كبيرة.

ومن المرجح أن تكون بداية بث القنوات الجديدة مطلع العام المقبل ويتم العمل على إخراجها للمشاهد الرياضي في أبهى حلة.

وأعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد الأسبوع الماضي، خلال جلسة عمومية للأسئلة الأسبوعية الشفوية، أن القنوات العمومية ستشهد تحولا حقيقيا في مضمونها الرياضي، بإطلاق قنوات رياضية جديدة ومتعددة لمواكبة المنتخبات الوطنية والبالغ عددهـا 23، ومختلف التظاهرات الرياضية الوطنية.

وأشار بنسعيد إلى تقوية الانتاجات الوطنية، في إطار السيادة الثقافية، و”توجيه برامج وأفلام وثائقية تهم التراث الثقافي، والثقافة المغربية وتاريخنا الغني نحو الأجيال الصاعدة، مع الحرص على تقوية حضور القنوات العمومية الوطنية في الوسائط الرقمية، والاشتغال بنظام البث تحت الطلب وعودة حضور البرامج السياسية والنقاشات السياسية داخل قنوات القطب العمومي.

وتطرق أيضا إلى المنتدى الوطني الأول للإعلام الرياضي، الذي نظم أيضا الأسبوع الماضي، قائلا أنه “يشكل فرصة لفتح النقاش مع المعنيين بالدرجة الأولى الصحافيين الرياضيين”، مشيرا إلى أن هؤلاء تقع على عاتقهم مسؤولية تسليط الضوء على التقدم الذي حققته المملكة والترويج للوجهات المغربية على كافة المستويات.

وشكل المنتدى، الذي نظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال والمجلس الوطني للصحافة والجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال – قطاع الاتصال، فرصة لتبادل التجارب الناجحة على المستويين الوطني والدولي بين الإعلاميين، والأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجال الصحافة الرياضية.

ومن ضمن المسؤوليات التي حرص المنتدى على إطلاع الصحافيين الرياضيين عليها، هي القدرة على إيصال الصورة الحقيقية للانجازات المغربية الكبيرة في هذه المرحلة تحديدا التي يجري التشكيك بها من قبل المنابر المعادية.

اهتمام أكبر

من جهتها قال رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة، جمال السوسي، إن الرياضات الفردية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والدعم حتى تتساوى مع الرياضات الجماعية وتواصل إشعاعها عالميا.

ويرى السوسي أن “الرياضات الجماعية تستوجب مصاريف مادية كبيرة لا يمكن مقارنتها بما يخصص للرياضات الفردية”.

وقال السوسي “لا ننكر أن الرياضات الفردية ساهمت في إشعاع المملكة الشريفة دوليا، ولكنها ليست بحاجة إلى اعتمادات مالية أكبر مما يخصص لها في الوقت الراهن”.

وشملت الإنجازات المغربية استعدادا لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم ونهائيات كأس أفريقيا ‏للأمم 2025، حزمة من المشاريع في البنى التحتية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، تأهيل ستة ملاعب وبناء ملعب جديد، بميزانية تفوق 14 مليار درهم ( 1.4 مليار دولار).

وتم اختيارها في كل من طنجة والدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس (شمال) وأغادير(وسط)، بالإضافة إلى بناء ملعب جديد في مدينة بنسليمان (شمال غرب)، وفق بيان الحكومة.

وأكد رئيس الجمعية الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أن دور الصحافيين الرياضيين “محوري” في إنجاح تنظيم نهائيات كأس العالم 2030. مضيفا أن دورهم أساسي في جميع الأحداث الرياضية الدولية المرتقبة في المغرب.

وفي الرابع من أكتوبر الماضي أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس منح الفيفا تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم بشكل مشترك لبلاده ولإسبانيا والبرتغال، وفق بيان الديوان الملكي.

ومنذ ذلك الوقت انخرطت السلطات المعنية بكامل طاقتها في التحضر للحدث الرياضي العالمي، وتدرك اليوم أن تهيئة الإعلام الرياضي ووضعه على السكة الصحيحة من خلال التدريب والإعداد ومواكبة التكنولوجيا الحديثة هو جزء أساسي من هذه التحضيرات.

وشكل المنتدى فرصة لتسليط الضوء على النقاط الرئيسية لتضافر جهود الحكومة مع الصحافيين ووسائل الإعلام لمواكبة الأحداث الرياضية، التي يشارك فيها المغرب دوليا، من المؤسسات المشغلة والجهات ذات الصلة، بالإضافة إلى منح الصحافيين دعما معنويا من خلال إحداث جائزة للإعلام الرياضي تتضمن كل التخصصات محليا وجهويا.

وأكد لقجع أن الصحافيين الرياضيين هم من يروجون للصورة الحقيقية للمغرب وثقافة النجاح في المجال الرياضي. واعتبر أن الصحافي الرياضي يقوم أيضا بدور مهم في مكافحة الأخبار الزائفة وتسليط الضوء على جهود المملكة المتواصلة في كافة المجالات، وخاصة في تطوير قدراتها في خدمة كرة القدم والرياضة بشكل عام.

وأضاف أن الجسم الصحافي الوطني والصحافيين الرياضيين على وجه الخصوص، ينبغي أن يشكلوا جبهة موحدة للدفاع عن المغرب.

وأشار رئيس “لجنة كأس العالم 2030” إلى أن أهم جانب في تنظيم كأس العالم هو صورة المغرب وحضارته وإمكانياته التنموية، مضيفا أنه من الضروري الترويج والتعريف بمؤهلات المملكة وبديناميكيتها على المستوى الدولي بفضل هذا الحدث الرياضي الكبير.