المتضررون من الزلزال يواصلون مسيراتهم الاحتجاجية…معاناة مستمرة بعد مرور 5 اشهر..ومتسببيها باقون في مناصبهم

0
411

لا يزال نساء ورجال وأطفال المتضررين من الزلزال، يعانون من التماطل و قطع المستحقات المالية الخاصة بهم، مما سبب ذلك لهم ضائقة مالية، خاصة أن هذا  الدعم المالي المخصص لإعادة الإعمار ،يعلق السكان آمالهم على وعود الحكومة لتحسين معيشتهم.. 

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر  على الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، ولا يزال المتضررون يطالبون برفع المعاناة التي يعيشونها، وتمكينهم من الدعم المخصص لهم، ومعالجة هذا الوضع غير السليم الذي يعيشونه منذ 8شتنبر الماضي.

المسيرة انطلقت اليوم الاربعاء 7 فبراير 2024، من مدينة تارودانت وتُقدر مسافتها بـ 80 كيلومترًا.

يُطالب المتضررون من خلال هذه المسيرة بصرف الدعم المالي الذي وعدت به السلطات، وكذلك بتوفير سكن لائق لهم بعد أن تضررت منازلهم بشكل كبير جراء الزلزال.

ويعاني المتضررون من أوضاع صعبة للغاية، حيث يعيشون في بيوت متهالكة أو في خيام نصبوها بأنفسهم، وذلك في ظل نقص المساعدات الغذائية والطبية.

وتُعد هذه المسيرة خطوة تصعيدية جديدة من قبل المتضررين، الذين سبق لهم تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر عمالة تارودانت للمطالبة بحقوقهم.

وخلال الأسابيع الأخيرة، خرجت عشرات الأسر في مسيرات ووقفات احتجاجية، بعدة مناطق متضررة، تستنكر الوضع المزري الذي تعيش فيه رفقة أبنائها، محاطة بعدة مخاطر، وتطالب بحقها في الدعم، ورفع التهميش.

وخرجت اليوم الأربعاء، عشرات الأسر، تنتمي لدواوير تابعة لإقليم تارودانت، في مسيرة احتجاجية نحو مقر العمالة، حيث طالبت المسؤولين بالتدخل السريع والعاجل، وتمكين المتضررين من حقوقهم، والتمسوا تدخلا ملكيا لرفع المعاناة التي يعيشونها.

وأعرب المشاركون في الاحتجاج عن استنكارهم للطريقة التي تم بها تدبير الدعم المخصص للمتضررين، حيث استفاد أشخاص بعينهم، وتم إقصاء آخرين رغم الاستحقاق، منبهين إلى وجود “فساد” شاب صرف الدعم.

وأكد المحتجون الذين توافدوا على مقر عمالة تارودانت أن الجزء الكبير من التضررين لم يستفيدوا من الدعم، ومنهم من هدم منزله ومات أقاربه ونفقت ماشيته، في حين أن أسرا أخرى تعرضت لشقوق بسيطة استفادت، وهناك ميسورون استفادوا.

واشتكى المتضررون من الجوع والعطش والحاجة، وأكدوا أنهم لولا الضرر الكبير الذي لحقهم وإقصاءهم من حقهم لما خرجوا للاحتجاج، لافتين إلى ما يعيشونه لليوم من معاناة مادية ومعنوية ونفسية.

وأشار المحتجون إلى أنهم قطعوا كيلومترات طويلة للمطالبة بحقهم، وتركوا أبناءهم في الخيم وفي الخلاء يعيشون الرعب، في الوقت الذي أثقل فيه المسؤولون آذانهم بالوعود الكاذبة.

وقال المحتجون إنه في الوقت الذي يرفل فيه المسؤولون في نعيم ويبيتون مرتاحين داخل منازلهم، هناك أسر متضررة تعيش في الخيام وفي العراء وتحت رعب متواصل، بلا طعام ولا أساسيات العيش الكريم، مطالبين بإيفاد مسؤولين مركزيين من الرباط للبت في هذه القضايا.

ورغم صرخاتهم أمام باب عمالة إقليم تارودانت، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الولوج، ما اضطر المحتجين، وهم بالمئات إلى الانطلاق مشيا على الأقدام صوب ولاية الجهة بمدينة أكادير لإسماع صوتهم وللمطالبة بالتدخل العاجل.




وسبق للكثير من الأصوات أن استنكرت الظروف المزرية التي يعيشها المتضررون من الزلزال، وطالبت برفع المعاناة عن الأسر، في حين حذرت أصوات أخرى من التلاعب بأموال الدعم المخصص للضحايا من طرف بعض المسؤولين، وما يمكن أن يشوب صرف الدعم من فساد ورشاوى ومحسوبية، في الوقت الذي يستمر فيه الضحايا الحقيقيون في معاناة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في أوضاع غير إنسانية.




ووفق قرار نُشر في الجريدة الرسمية، اعتبرت الحكومة المغربية الزلزال “واقعة كارثية”، وأعلنت 169 جماعة محلية بأقاليم الحوز وشيشاوة وأزيلال وورزازات وتارودانت، وعمالة مراكش، مناطق منكوبة.

وهو أول قرار من نوعه منذ تأسيس صندوق تضامن خاص بالوقائع الكارثية. وحسب قانون التأمين رقم (110.14)، تعتبر “كارثية” كل واقعة نجمت عنها أضرار مباشرة بسبب قوة طبيعية أو بفعل إنساني عنيف.

وبعدما كانت الدولة قد حددت مبالغ التعويض عن السكن من خلال صندوق تدابير تداعيات الزلزال، يطرح القرار الجديد إشكالية جديدة، تتمثل في كون مبالغ التعويض المعلن عنها أقل بكثير مما يوفره صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، فيما يرى مراقبون أن المبالغ الأولى قد تصبح جزءا من التعويض الكامل.




ويتساءل بعض السكان، في حديثهم لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، “هل كان على الحكومة أن تنتظر شهرا ونصف الشهر لتعلن إقليم الحوز (وباقي الأقاليم) منطقة منكوبة؟”. 




وتُثير هذه المسيرة تساؤلات حول جدوى الوعود التي تقدمها الحكومة للمتضررين من الكوارث الطبيعية، خاصة وأن العديد من المتضررين من زلزال الحسيمة عام 2016 ما زالوا ينتظرون تعويضاتهم.