المغرب، بتاريخه وتقاليده الدينية العريقة والتنوع الثقافي الواسع، يشكل نموذجًا للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة. تتخذ المملكة المغربية من هذا التراث الديني والثقافي قاعدة لتعزيز استثماره في “دبلوماسية دينية” خلال شهر رمضان من كل عام وذلك لتعزيز روابطه مع الخارج، عبر إرسال أئمة وأساتذة جامعيين إلى دول أخرى لخدمة الجاليات المغربية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المغرب مركزًا للتعليم الإسلامي والثقافة العربية والإفريقية، وتقدم المملكة الدعم للطلاب والعلماء الأجانب الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية.
وتحرص المملكة المغربية الشريفة أيضا على تقوية روابطه الدينية مع بقية الدول الإفريقية، من خلال احتضانه مؤسسة العلماء الأفارقة وهي تضم 32 دولة. كما يقيم “الدروس الحسنية” الرمضانية التي يترأسها ويحضرها العاهل المغربي الملك المغرب محمد السادس، وتستضيف علماء ومشايخ ودعاة وقراء من دول مختلفة.
من خلال تبني مبادئ الانفتاح والتسامح والمصالحة، تعمل الدبلوماسية الدينية على تحقيق أهداف سامية تشمل السلام والتعايش السلمي وحل النزاعات بطرق سلمية. تُستخدم القيم الدينية والأخلاقية كأدوات لتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل، وتحقيق التقارب والتعاون بين مختلف الأديان والثقافات.
وقال أكاديمي مغربي إن الدبلوماسية الدينية تتمثل في إرسال بعثات دينية لفائدة المغتربين خلال رمضان (بدأ الثلاثاء في المغرب)، وتأهيل أئمة أجانب داخل المملكة، في حين اعتبرت عضوة بالرابطة المحمدية للعلماء أن هذه الدبلوماسية تهدف إلى الانفتاح على الغير والتعايش والمصالحة مع الذات والآخر.
وقال الأستاذ في الكلية متعددة التخصصات بتارودانت (رسمية) رضوان غنيمي “الدبلوماسية الدينية لا تقل أهمية عن الدبلوماسيات الأخرى” مضيفا أن “الدبلوماسية الدينية المغربية أثبتت نجاعتها، ويتجلى ذلك في أمور مثل إرسال بعثة دينية لفائدة المغتربين، بالإضافة إلى الحضور اللافت لعدد من الأئمة الأفارقة، الذين يتلقون معالم التأطير الديني بالمغرب”.
وفي مارس/ آذار 2015، أطلق المغرب معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في العاصمة الرباط، وهو يُعنى بتأهيل الأئمة من دول أخرى، وجرى تأهيل 389 إماما أجنبيا في العام 2023.
وشدد غنيمي على أن “الفهم الحقيقي لمعنى الدبلوماسية الدينية من شأنه أن يقوي روابط الانتماء وقيم انتماء المغاربة بوطنهم”.