بعد فشل الجزائر في اقصاء المغرب من الاتحاد المغاربي ..دبلوماسي تونسي على رأس الاتحاد المغاربي

0
282

بعد فشل الجزائر في اقصاء المملكة المغربية الشريفة من الاتحاد المغاربي..وكالة الانباء الرسمية الجزائرية تصف الدبلوماسي التونسي طارق بن سالم بأنه تابع للسياسة المغربية.

تونس – عينت الخارجية التونسية الدبلوماسي طارق بن سالم أمينا عام لاتحاد المغرب العربي خلفا للطيب البكوش فيما يأتي ذلك بعد حملة قادتها الجزائر ضد البكوش وبعد القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في العاصمة التونسية والتي فشلت في اقصاء المغرب.

وقالت الخارجية التونسية في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك “وفقا لمقتضيات معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي لسنة 1989، وباقتراح من سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد، وبعد موافقة جميع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد، تقرر تعيين الدبلوماسي التونسي السيد طارق بن سالم أمينا عاما لاتحاد المغرب العربي لمدة ثلاث سنوات بداية من 1 يونيو/حزيران 2024”.

وشغل بن سالم مهام سفير الجمهورية التونسية بموسكو وكذلك منصب مستشار دبلوماسي لدى رئيس الحكومة .

ومن أبرز المهام التي أوكلت اليه في مساره الدبلوماسي “مدير عام التعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي (2015) وسفير تونس بمالي والنيجر وبوركينا فاسو مع الإقامة في باماكو (2011-2015)، ومدير العلاقات الأورومتوسطية والمنسق الوطني لمسار برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط ومنسق مسار الهجرة (2008-2011)، وقائم بأعمال سفارة تونس بهلسنكي (2002-2007).
كما تولى منصب مدير مساعد للتعاون السياسي والاقتصادي مع ألمانيا والنمسا وفرنسا وإيطاليا (1999-2002) إضافة لمهام أخرى.

ويخلف بن سالم الطيب البكوش بعد سنوات من ولاية شهدت توترات مع الجزائر التي كانت تعرقل جهود الاتحاد في تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء.

وشنت وسائل الاعلام الجزائرية الخاصة والعمومية انتقادات واسعة ضد الأمين العام السابق في السنوات الماضية والذي سعى بكل جهد للحفاظ على الاتحاد المغاربي كهيكل جامع لكل شعوب المنطقة المغاربية.

ووصفت وكالة الانباء الرسمية الجزائرية البكوش بأنه تابع للسياسة المغربية وهو ما اثار انتقادات واسعة في تونس ضد تلك الهجمة الجزائرية غير المبررة على سياسي تونسي تولى العديد من المناصب.

والسنة الماضية هاجمت الخارجية الجزائرية البكوش بشكل غير مسبوق متّهمة إياه بتضليل الرأي العام المغاربي وتزييف الحقائق على خلفية اتهامات وجهها إلى الجزائر بعرقلة العمل المغاربي ومطالبتها بتسديد ديون متخلّدة بذمتها لفائدة الاتحاد، مشكّكة في شرعيته على خلفية انتهاء ولايته.

واحتدم الصدام بين الجزائر والأمين العام السابق لاتحاد المغرب العربي بعد تعيينه للمغربية أمينة سلمان ممثلة دائمة للمنظمة لدى الاتحاد الأفريقي، إذ اعتبرته “غير مسؤول وغير مقبول”، متهمة إياه بالانحياز إلى المغرب، مؤكدة أن البكوش تجاوز صلاحياته بهذه الخطوة بما أن ولايته منتهية.

لكن البكوش رد حينها بدبلوماسية على الانتقادات والحملة الجزائرية بالقول بان الازمة مجرد زوبعة في فنجان فيما يبدو انها خطوة لتهدئة الأوضاع لكن السلطات الجزائرية لم تكن سعيدة باستمرار البكوش على راس الاتحاد وهو ما فهمته القيادة التونسية التي تجمعها علاقات وثيقة بالسلطات الجزائرية.

ويعتقد كثير من المراقبين ان التعيين الجديد لن يغير في واقع الجمود الذي يعيشه الاتحاد المغاربي بسبب سياسات الجزائر التي عمقت حالة الانقسام والتجاذب.

ويأتي التعيين الجديد بعد أسابيع من القمة الثلاثة في تونس والتي جمعت سعيد وتبون والمنفي وأثارت جدلا واسعا حينها لكنها فشلت في النهاية في اقصاء المغرب.

وانتهت القمة بمخرجات أكدت من خلالها “على الأهمية البالغة لتنظيم هذا اللقاء والحفاظ على دورية انعقاده بالتناوب بين الدول الثلاث للإرتقاء بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تربط كل بلد بالآخر إلى مرحلة نوعية جديدة تتعدى الإطار الثنائي إلى التفكير والعمل الجماعي”.

الجزائر فشلت في اقصاء المغرب من الاتحاد المغاربي

لكن هذه القمة الثلاثية طرحت تساؤلات بشأن الأهداف البعيدة المرجوة منها، ونقاط استفهام حول غياب كل من المغرب وموريتانيا عن هذا اللقاء المغاربي، لاسيما مع ثقل المملكة في المنطقة وأهميتها كبلد يمتلك مقومات سياسية واقتصادية لا يمكن إغفالها أو المضي قدما بدونها، من الصعب أن تخرج القمة الثلاثية بقرارات عملية واستراتيجية دون الرباط،

ولخطورة المخطط الجزائري من ورا القمة الثلاثية بعث المنفي رسالتين الأولى للعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بشأن استمرار الاتحاد المغربي كهيكل يجمع الدول المغاربية.

وقال المنفي في الرسالة للملك محمد السادس “ان بلاده تعلن “تشبُّثها بإحياء تكتل اتحاد المغرب العربي باعتباره الإطار الوحيد للدول المغاربية الساعية نحو التكامل وتحقيق طموحات الشعوب في الاستقرار والرفاهية”.

والاسبوع الماضي بحث عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية مع الرئيس الموريتاني أوضاع اتحاد المغرب العربي وسبل تفعيل دوره الإقليمي والدولي في رسالة للجزائر بشأن الحفاظ على الاتحاد.