الأمن المغربي يعلن اعتقال أربع أشخاص يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في مدن غرب وشمال المملكة

0
411

إنجاز جديد يحسب للأجهزة الأمنية في المغرب، بعد اعتقال أربع عناصر خطرة لخلية إرهابية اكتسبوا خبرات في مجال صناعة العبوات الناسفة بعد أن نسجوا علاقات مع قياديين لـ“داعش” ينشطون بالخارج، وذلك في إطار المقاربة الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية.

قال جهاز الأمن الوطني المغربي، الخميس، إنه تمكن من إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف تنفيذ اعتداءت وهجمات في مدن غرب وشمال المملكة.

وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من اعتقال أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم “داعش” الإرهابي في مدن غرب وشمال البلاد، في إنجاز جديد يحسب للأجهزة الأمنية في المغرب، إذ كانت المجموعة تتحضر لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف للمس الخطير بالنظام العام.

وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية الذي يتبع لوزارة الداخلية، إن “المكتب المركزي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمكن من توقيف أربعة أشخاص موالين لتنظيم داعش الإرهابي، تتراوح أعمارهم بين 21 و41 سنة”. وذكر أن “عناصر القوات الخاصة التابعة للمديرية باشرت إجراءات التدخل والتوقيف في عمليات متفرقة ومتزامنة، استهدفت المشتبه فيهم بكل من مدن سلا (غرب) وطنجة وتطوان (شمال)”.

وأوضح أن التفتيش بمنازل الموقوفين أسفر عن مصادرة معدات إلكترونية وأسلحة بيضاء، وقطعة من ثوب تجسد شعار التنظيم، و”مخطوطات ذات طابع متطرف على غرار نص البيعة لهذا التنظيم الإرهابي”، ومنشورات حول كيفية صناعة وتركيب المتفجرات والأجسام الناسفة.

وبينت النتائج الأولية للتحقيق، أن “المشتبه فيهم كانوا بصدد التخطيط لمشاريع إرهابية بالغة الخطورة تستهدف منشآت حيوية وحساسة بالمملكة، حيث انخرطوا بشكل فعلي في الأعمال التحضيرية لرصد وتحديد الأهداف”.

وتم الاحتفاظ بالأشخاص الأربعة الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، وذلك للكشف عن جميع مخططاتهم ومشاريعهم الإرهابية، ورصد الارتباطات المحتملة التي تجمعهم بالتنظيمات الإرهابية خارج المغرب.

وأوضح المصدر أن المشتبه بهم الذين تشبعوا بالفكر المتشدد لتنظيم “داعش” أعلنوا بيعتهم لأميره المزعوم، وأظهر البحث أن المشتبه فيهم الذين اكتسبوا خبرات في مجال صناعة العبوات الناسفة، نسجوا علاقات مع قياديين لـ“داعش” ينشطون بالخارج بغية تزكيتهم وتبني مشاريعهم التخريبية فور تنفيذها بالمملكة.

وبين حين وآخر، يعلن المغرب تفكيك “خلايا إرهابية”، ويقول إن استراتيجيته لمكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية منذ عام 2003.

وهذه الضربة الاستباقية ليست الأولى من نوعها في المغرب، فقد نجحت الأجهزة الأمنية بفضل يقظة قواتها وحنكتهم في التعامل مع هذه الجرائم الإرهابية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية كانت آخرها في منتصف مايو/أيار الماضي بعد حوالي أسبوع من عملية مماثلة عندما تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 46 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام.

وفي يناير الماضي استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة إرهابية مكونة من 4 عناصر تتراوح أعمارها ما بين 35 و40 سنة، بكل من مدن طنجة والدار البيضاء وبني ملال (شمال) وإنزكان (وسط)، والتي تنشط في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين من أجل الالتحاق بفرع تنظيم داعش، بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.

وتمكن المغرب من إجهاض 500 مشروع إرهابي، و215 خلية إرهابية منذ سنة 2002، وذلك وفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن تقرير “منجزات وزارة الداخلية” برسم سنة 2023.

ومنذ بداية عام 2023 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك 6 خلايا إرهابية، خلص منها إلى توقيف 21 شخصا، وذلك في سياق عمليات استباقية متفرقة، شملت مناطق الناظور، واشتوكة أيت باها، ثم سوق الأربعاء الغرب وتطوان والعرائش وطنجة وإنزكان أيت ملول.

كما لعب المغرب سنة 2023 دورا حاسما في تجنيب شركاء دوليين حمامات الدم، وآخر تدخلاته في هذا الصدد ما خلص إليه التنسيق المغربي – الإسباني في إفشال مخططات إرهابية كانت تستهدف مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.

وعمل المغرب على إعادة النظر في منهجية التعاطي مع الظاهرة الإرهابية بعد حادثة مايو/أيار 2003، بالدار البيضاء، حيث تم اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات المتنوعة، والتي أثبتت نجاعتها. وحقق المغرب نتائج مهمة حيث استطاع أن يدحض الخطر الإرهابي بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وإحباط الكثير من المخططات في دول كثيرة من العالم، جعلته يحظى بإشادة دولية في مكافحة الإرهاب والتطرف.

وجاء التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية صادر في مارس الماضي مليئا بالثناء والمديح للأدوار التي تلعبها الرباط في التصدي للظاهرة وإحباط الكثير من المخططات في نقاط كثيرة من العالم.

وأبرزت المجلة الإلكترونية لوزارة الخارجية الأميركية أن المغرب يرسخ مكانته باعتباره فضاء للسلام والاستقرار في منطقة تواجه العديد من التحديات. وأشارت إلى أن المملكة، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، تضطلع بـ”دور محوري” في الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي، في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.