بقرار ماضٍ: جامعة محمد السادس ترفض وقف التطبيع مع مؤسسات إسرائيلية على الرغم من مئات التوقيعات من الطلبة

0
398

“في مختلف أنحاء العالم، شهدت الجامعات حركات احتجاجية واسعة التوسع تعبيرًا عن التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني. في بعض البلدان، أدت المظاهرات الطلابية إلى قطع أو تعليق العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية. وعلى الرغم من ذلك، تظل معظم الاحتجاجات في المغرب مقتصرة على البيانات والرسائل والعرائض، مثل آخرها مطالبة 600 أستاذ وإداري في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بإلغاء الاتفاقية التي أبرمت مع جامعة حيفا الإسرائيلية.”

الرباط – رفضت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مطلب 1256 من طلبة وخريجي الجامعة الذين طالبوا بقطع علاقاتها مع شركائها الإسرائيليين المتعددين. الطلبة والخريجون أكدوا استمرارهم في الدفاع عن مطلبهم بوقف التطبيع، داعين الأساتذة والطلبة في باقي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي المغربية للانخراط في حراك ضد التطبيع الأكاديمي.

وأفاد الطلبة بأنهم وجهوا خلال شهر مايو الماضي رسالة إلى رئاسة الجامعة، للمطالبة بقطع علاقاتها مع شركائها الإسرائيليين المتورطين جميعا في الاحتلال والفصل العنصري وجرائم الحرب والإبادة في حق الشعب الفلسطيني. على الرغم من العدد الكبير من التوقيعات التي تلقوها، تلقى الموقعون دعوة للحوار، وجرى لقاء مع ممثل عن رئاسة الجامعة، حيث تبين خلاله أن الجامعة ترفض قطع العلاقات.

وأشار الموقعون إلى أن هذه المبادرة تنبع من حرصهم على أن تقف جامعتهم في الجانب الصحيح من التاريخ، معلنين براءتهم من الاتفاقيات التطبيعية، ومؤكدين على استمرارهم في النضال بكل الطرق المشروعة والتعبير عن رفضهم الشديد لاستمرار الشراكة بين جامعتهم وبين المتورطين في الاحتلال والفصل العنصري وجرائم الحرب والإبادة.

وأظهر الطلبة استياءًا شديدًا واستنكارًا لتصرفات الجامعة، حيث أسرعت إلى عقد أكبر عدد من الشراكات واستقبال وفود من أعلى المستويات. كما أن الجامعة أنشأت منصبًا عاليًا بعنوان “مكلف بمهمة لدى الرئيس، مسؤول عن الشراكات الإسرائيلية”، مما يُعتبر إمعانًا في العبث والاستفزاز.

وأوضح الموقعون أن هذه الشراكات تشمل، حسب علمهم، 8 جامعات ومؤسسات تعليم عالي إسرائيلية، مما يشكل تقريبًا كافة الجامعات الموجودة في إسرائيل، بالإضافة إلى التعاون مع شركات ومراكز بحوث إسرائيل

يبدو أنني لم أتمكن من تلبية طلبك السابق بسبب بعض المشاكل التقنية. إليك النص مع التعديلات كما طلبت:

وأظهر الطلبة استياءً شديدًا واستنكارًا لتصرفات الجامعة، حيث سبقت بعقد أكبر عدد من الشراكات واستقبال وفود من أعلى المستويات. كما أن الجامعة أنشأت منصبًا عاليًا بعنوان “مكلف بمهمة لدى الرئيس، مسؤول عن الشراكات الإسرائيلية”، مما يُعتبر إمعانًا في العبث والاستفزاز.

وأوضح الموقعون أن هذه الشراكات تشمل، حسب علمهم، 8 جامعات ومؤسسات تعليم عالي إسرائيلية، مما يشكل تقريبًا كافة الجامعات الموجودة في إسرائيل، بالإضافة إلى التعاون مع شركات ومراكز بحوث إسرائيلية.

وكان المغرب قد طبّع العلاقات مع إسرائيل في 20 ديسمبر/كانون الأول 2020 بوساطة أميركية مقابل الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء المغربية، وقوبل الاتفاق برفض من هيئات وأحزاب ذو مرجعية إسلامية ويسارية وقطاعات شعبية.

وتشهد مدن مغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات.

الميراوي سار على نفس الدرب

مسار التطبيع على المستوى الجامعي أضفى عليه طابعه الرسمي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي إثر استقباله بتاريخ 26 ماي 2022، لوريت فركاش هكوهين، وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، حيث وقع الميراوي على مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.

وذكرت منصة الوزارة أنها “تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومد جسور التعاون بين المؤسسات الجامعية المغربية ونظيراتها الإسرائيلية في ما يتعلق بالتعاون العلمي والتكنولوجيا، إضافة إلى تطوير برامج بحثية مشتركة في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للبلدين”.

وأكد الميراوي في كلمة له بالمناسبة على “أهمية هذه المذكرة في الدفع قدما بعلاقات التعاون الثنائي في ميدان البحث العلمي والابتكار، من خلال تحفيز التقارب بين المؤسسات الجامعية بكلا البلدين، وتبادل الخبرات والتجارب، فضلا عن تشجيع حركية الطلبة والباحثين”.

جامعة الرباط الدولية –المتواجدة بمدينة سلا-(UIR) بدورها وقعت مذكرة تفاهم مع جامعة بن غوريون في النقب (UBG) في إسرائيل “للتعاون في دراسة تراث وثقافة اليهود المغاربة”، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث والتدريس.

وذكرت منصة الجامعة الدولية بالرباط، في 18 شتنبر 2021، نقلا عن موقع “Jewish News Syndicate” (jns.org) الاسرائيلي، أنه وفقا للاتفاقية “سيتم التركيز على التراث الثقافي لليهود المغاربة، وكذلك على المصير المشترك لليهود والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)”.

وأشار المصدر نفسه إلى أن الأنشطة المشتركة بين الجامعتين ستشمل “شعوب منطقة MENA” في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والصحة، وقال دوغ سيسرمان، المدير العام لـ “Americans for Ben Gurion University” “من المثير للاهتمام بشكل خاص ملاحظة أن هذا التعاون التاريخي بين جامعة بن غوريون وجامعة الرباط الدولية، سيغوص في التاريخ الطويل للشعب اليهودي في المغرب، الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام”. وأضاف: “سوف تؤدي هذا الشراكة المميزة بلا شك إلى تقدم كبير في الدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط وما بعده”.

وفي وقت لاحق أعلنت الجامعة الدولية بالرباط عن “توقيع مذكرة تفاهم بين رئيس الجامعة (UIR)، ورئيس مجلس إدارة “إسرائيل لصناعات الطيران” (IAI)، إيتان إيشيل، لإنشاء مركز تميز في مجال الطيران والذكاء الاصطناعي (AI) في حرم الجامعة الدولية للرباط (UIR)”.

 

الجامعة المتوسطية بفاس بدورها التحقت بركب التطبيع

نشرت منصة الجامعة الأرومتوسطية بفاس (UEMF)، بتاريخ 16 يناير 2023، أن وفدا عنها، ضمّ رئيس الجامعة مصطفى بوسمن، ومديرة مدرسة الهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي مها غميرة، ومديرة الشراكات والابتكار غادة بوحل، زار إسرائيل “لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع جامعة تل أبيب، وجامعة شنكار، وجامعة القدس العبرية”.

وأضاف ذات المصدر أن الوفد تم “استقباله من قبل شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، بما في ذلك ابن الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، والوزير السابق من أصل مغربي رافي إيدري، بحضور عبد الرحيم بيوض، رئيس مكتب الاتصال للمملكة المغربية في تل أبيب”.

وأوضح المصدر أن الشراكة التي تم توقيعها “تتركز حول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا الحيوية، والزراعة الدقيقة، وقضية المياه”، مضيفا أن “عشرة طلاب من الجامعة الأورمتوسطية بفاس، من المرتقب أن يسافروا إلى إسرائيل، قبل استقبال الطلاب الإسرائيليين في الجامعة خلال ذات العام. كما تضمنت الرشاكة أن يقوم أساتذة باحثون وطلاب دكتوراه  برحلات متبادلة مع إقامات بين جامعة محمد السادس للتعليم العالي بفاس، والجامعات الإسرائيلية الشريكة.

وأضاف البلاغ الذي نشر على منصة الجامعة أن “هذه الشراكة تعزز التزامنا بالبحث التطبيقي والابتكار ونقل المعرفة في مجالات الطيران. بفضل هذا التعاون، وبرئاسة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، نحن عازمون على دفع الحدود وتشكيل مستقبل هذه الصناعات المزدهرة.

احتجاجات ورفض متواصل من قبل الأساتذة لمسار التطبيع

توقيع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لأول اتفاق مع جامعة إسرائيلية، خلف في آنه، غضبا كبيرا بين أساتذة التعليم العالي، في الجامعة، متهمين الواقفين وراء هذا التوقيع بعدم أخذ رأي هيئات الجامعة.

وكان المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بجامعة عبد المالک السعدي، قد قال، في بيان أصدره بالمناسبة، بتاريخ 16 شتنبر 2022، “إن هذه المبادرة خلفت استياء عميقا لدى جميع أساتذة الجامعة الذين اطلعوا على هذا الخبر”، والتي تمت حسب البيان “دون رجوع رئاسة الجامعة إلى هياكلها ودون استشارة شركائها”.

وعلى إثر هذا الحدث، أعلن الأساتذة، عبر بيان أصدره المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عن “مقاطعة كل أشكال ومحاولات الاختراق الصهيوني للنسيج المغربي، لتمرير أجندة صهيونية تحت غطاء التسامح والمشاركة العلمية “، مستنكرين ما وصفوه بـ “إقحام مؤسسات التعليم العالي في متاهة التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب تحت مسميات الشراكة والتعاون في ميادين علمية يتقنها الأساتذة الباحثون المغاربة “.

الأساتذة اعتبروا، آنذاك أن استقبال رئيس الجامعة بوشتى المومني لنظرائه «الإسرائيليين» لا يعني سوى الرئيس وحده، ولا يمثل الأساتذة الباحثين، داعين كل الأساتذة في مختلف مؤسسات الجامعات المغربية إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حرمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية”، مؤكدين “أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الجامعة والجامعيين وكل المغاربة”، حسب تعبير البيان.

موقف أساتذة جامعة تطوان لم يكن الأول من طرف أساتذة التعليم العالي في المغرب، حيث سبق للمكتب الوطني للنقابة المغربية للتعليم العالي، أن قال في بلاغ أصدره، إنه “يستنكر إقدام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على إقحام مؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية”.

واعتبرت النقابة، أن استقبال الميراوي لنظيرته الإسرائيلية “لا يعني سوى الوزير وحده، ولا يمثل الأساتذة الباحثين”، داعية الأساتذة المنضوين تحت لوائها في مختلف الجامعات المغربية إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حَرَمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية”.

بدورها كانت الجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي- قد راسلت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بتاريخ 13 يونيو 2022، للتعبير عن رفضها لأي شكل من أشكال “التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري” ورافضها ل”توقيع أية اتفاقية تعاون معه”، وذلك إثر استقبال عبد اللطيف الميراوي، لوزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء الإسرائيلية، وتوقيعه معها على مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.

وأشارت النقابة التعليمية في ذات المراسلة إلى أنه “في الوقت الذي نجد فيه جامعات ومعاهد عليا مرموقة ومتألقة عبر العالم تقاطع الكيان الصهيوني، وتتحفظ على التعاون والتبادل الأكاديمي والعلمي معه، بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة والمصالح الأنية، بل انطلاقا من أسس أخلاقية وقيمية ومبدئية، وبحكم أن هذا الكيان قائم على الاحتلال والاستعمار والاستيطان والاغتصاب والتمييز العنصري، نجدكم، مع الأسف في منحى تصاعدي المسلسل التطبيع التعليمي مع هذا الكيان”، حسب تعبير البيان.

واعتبرت النقابة “الخطوة استفزازية انتهاكية لمشاعر الشعب المغربي، وخطيرة تستهدف اختراق الجامعة المغربية والتعليم العالي تحت عنوان الشراكة الأكاديمية والبحثية”، واتهمت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بـ “التضحية بالجامعة المغربية وتقديمها قربانا لدولة الأبارتهايد والاحتلال الإسرائيلي”، وأضافت في خطاب موجه للوزير “وبهذا فتحتم الباب بمصراعيه للتغلغل الصهيوني، في اتجاه تخريب عقول بنات وأبناء شعبنا، وبالأخص الطلبة والطالبات وتزييف الحقائق والوقائع حول الصهيونية، ومحاولة للنيل من إحدى قلاع مناهضة التطبيع مع الصهيونية وإخضاع الجامعيين طلبة وأساتذة، عبر اعتماد أخطر أشكال التطبيع، وهو التطبيع التربوي والأكاديمي والبحث العلمي والتكنولوجي”.

وأضافت النقابة في ذات المراسلة “إن اتفاقية التعاون المبرمة مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، لا تعني الشعب المغربي بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل لا الأساتذة الجامعيين ولا الطلبة، إن موقفهم واضح من التطبيع الخياني مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، ولا مجال لعمليات غسل الدماغ عبر الترويج لمفاهيم “السلام” و”التسامح” و”التعاون”… مع كيان لا يتوانى في جرائم القتل والفصل العنصري والتطهير العرقي وتزوير التاريخ و تهويد المعالم التاريخية لفلسطين ولشعبها”، وأكدت النقابة على “رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري”.