“أزمة طلبة الطب في المغرب: مقاطعة الامتحانات وتصاعد التوترات مع الحكومة”

0
320

بعد عودة التوتر الذي طبع مسار المفاوضات الجارية بين طلبة الطب والحكومة المغربية، وعدم توصلهم إلى اتفاق يرضي الطرفين، قررت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إعلان العودة لمقاطعة الامتحانات كوسيلة للضغط من أجل تحقيق مطالبهم. هذه الخطوة أثارت ردود فعل قوية في الرأي العام وأدت إلى توجيه انتقادات حادة نحو وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف ميراوي، الذي وُجهت له اتهامات بالتقصير في إدارة الأزمة. وأشارت بعض التقارير إلى أن هذا النزاع ليس مجرد خلاف عادي، بل يعكس أيضًا توترات عميقة تتعلق بالشفافية والحوكمة في التعليم العالي، وتحمل تداعيات سلبية محتملة على مسارات التعليم والبحث العلمي في المملكة.

التغريذات التي كتبها الحقوقي الغلوسي تصف بشكل واف ودقيق الوضع الحالي بين طلبة الطب والحكومة في المغرب. تعكس التوتر الحالي وعدم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، مما أدى إلى إعلان الطلبة لمقاطعة الامتحانات، ووجود انتقادات شديدة توجه نحو وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف ميراوي.

وقال الحقوقي محمد الغلوسي, إن “قضية طلبة كلية الطب والصيدلة ليست عادية” وستكون لها تداعيات سلبية على المستقبل.

وطالب في تدوينة على صفحته في /فايسبوك/ بفتح تحقيق فيما وصفه بـ”السيرة الانتقامية” للوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والذي قال إنه “يصدر عقوبات قاسية تصل إلى التوقيف عن الدراسة لسنتين وحل اللجان التي تمثلهم داخل الكليات في حين يردد بأن باب الحوار مفتوح”.

وذكر رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، ب”انتقامية ميراوي وفشله الذريع في قيادة جامعة القاضي عياض”، حسب تعبيره، متسائلا عن “كيفية وصوله للوزارة وعن من اقترحه للاستوزار”، بناء على ماضيه في قيادة جامعة القاضي عياض.

واتهم المتحدث، ميراوي بتشريد الموظفين لما كان رئيسا لجامعة القاضي عياض وضمنهم نساء قال إنهن نقلهن إلى قلعة السراغنة وهن يقطن بمراكش ومضطرات للتنقل كل صباح من مراكش إلى قلعة السراغنة ذهابا وإيابا، دون أن تفلح كل الوساطات بما فيها تلك التي قال الغلوسي غنه قام بها شخصيا لما كان رئيسا لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش.

وأضاف الغلوسي، أنه “لا يمكن لمسؤول بسيرة انتقامية ونزوع مرضي نحو السلطة أن يجد حلا لمشكلة طلبة كليات الطب والصيدلة، بل إن العقوبات التأديبية الصادرة في حق الطلبة لن تشفي غليله لأنه يرى بأنها غير كافية، مضيفا أن رد الطلبة على كل ذلك هو أنهم يؤمنون بالوطن ويحبونه حبا كبيرا ويتمنون له كل خير، ولأنهم كذلك فإنهم اختاروا أن يردوا على تعنت المسؤولين بمبادرات وطنية جميلة وقرروا أن ينظموا حملة وطنية للتبرع بالدم وحملة أخرى لتنظيف الشواطئ”، مشددا على أن الرأي العام ينتظر من ينظف المهام والمسؤوليات العمومية من المسؤولين المسكونين بهواجس ومرض السلطة.

وشدد رئيس “حماة المال العام” على أن قضية طلبة كليات الطب والصيدلة ليست أمرا عاديا، بل إنها تحولت إلى أزمة ستكون لها تداعيات سلبية على المستقبل، موجها دعوة لكل “العقلاء” من مختلف المواقع، وذلك للتدخل لنزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان، ولدعم الطلبة “ليعبروا بكل أمن وأمان”.

96% من طلبة الطب في المغرب يعلنون مقاطعة الامتحانات قبل 24 ساعة من الموعد 




جاء موقف طلبة الطب في المغرب احتجاجاً على قرارات الحكومة، ويعبر موقف طلبة الطب في المغرب عن موقف قوي وملفت للانتباه يعكس حدة الاحتجاج والرفض الذي أبداه الطلاب تجاه قرارات الحكومة. تُظهر هذه النسبة العالية من الطلاب الذين يعلنون مقاطعتهم للامتحانات قبل ساعات من الموعد المحدد، حجم الاستياء والتوتر الذي يخيم على العلاقة بين الطلاب والسلطات التعليمية. يمكن استخدام هذا العنوان لجذب الانتباه إلى الأزمة التي تعصف بالتعليم الطبي في المغرب وتأثيرها المحتمل على النظام التعليمي بشكل عام.

هذا الموقف لطلبة الطب في المغرب يعكس حالة من التوتر والاحتجاج الشديدين بين طلبة الطب والحكومة في المغرب، ويبرز تفاقم الأزمة التي بدأت بسبب قرارات الحكومة واستمرارها برغم مطالب الطلبة. يمكن استخدام هذا الوصف للتأكيد على الصراع بين الطلبة الذين يرفضون قرارات الحكومة ويعلنون مقاطعتهم للامتحانات، وبين السلطات التي تتخذ إجراءات تأديبية ضدهم. تظهر الأزمة الحالية تبايناً في مواقف الطلبة بينما تعزز من حركة الدعم من جهات حقوقية، مما يعزز من تعقيدات الموقف والتوترات الاجتماعية المتصاعدة.




 

امتحانات مفاجئة

رغم أن مقاطعة طلبة الطب للدروس النظرية والتطبيقية تجاوزت النصف السنة، وفي الوقت الذي كانت تتجه فيه الأزمة إلى الانفراج، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي عن موعد امتحانات الدورة الربيعية دون توافق مع الطلبة.

واعتبر طلبة الطب أنه في عز الأزمة التي يمرون بها مع الحكومة، قرر الوزير الإعلان عن موعد الامتحان بشكل أحادي دون الرجوع للطلبة ولا حتى مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمرون منها.

ورفضت الحكومة، قبول مقترح الطلبة الرامي إلى تأجيل موعد الامتحانات، وتحديد موعد آخر يتم الاتفاق عليه بشكل ثنائي بين الوزارة الوصية وممثلي الطلبة.

وعقد كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس اجتماعاً مع ممثلي طلبة الطب في المغرب.

واعتبر طلبة كلية الطب أن هذه الخطوة تعبر عن “غياب الجدية والالتزام بما تم الاتفاق بشأنه بيننا وبين الوزارة من أجل إيجاد مخرج من هذه الأزمة التي دامت قرابة 6 أشهر بسبب التعنت في الاستجابة لملفنا المطلبي”.