“جامعة محمد السادس: إلغاء حفل التخرج بين ضغوط التطبيع وحرية الطلاب”

0
251

في الآونة الأخيرة، شهدت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية جدلاً واسعاً بسبب قرار كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية إلغاء حفل التخرج المقرر تنظيمه. هذا القرار جاء في ظل مبادرات تضامنية كان الطلاب يعتزمون القيام بها دعماً للقضية الفلسطينية.

وفقاً لما أفادت به “مبادرة طلبة وخريجي جامعة محمد السادس من أجل فلسطين وضد التطبيع”، فإن الإدارة ألغت الحفل بشكل مفاجئ رغم التحضيرات المسبقة له منذ شهور.

وتضمنت هذه التحضيرات ارتداء الكوفيات والشارات، وإدراج كلمات تضامنية مع غزة في خطابات التخرج.

الإلغاء المفاجئ لهذا الحفل يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، ويعكس توتراً بين حرية التعبير والمواقف السياسية داخل البيئة الأكاديمية. من خلال هذا التحليل، سنستعرض الأبعاد المختلفة لهذا الموضوع وتأثيراته المحتملة على الجامعة والطلاب والعلاقات الخارجية.

  1. التضامن مع فلسطين: في النص السابق، ذُكر أن الطلاب كانوا يخططون لتنظيم أشكال تضامنية مع فلسطين في حفل التخرج، مثل ارتداء الكوفيات والشارات والتعبير عن دعمهم من خلال خطابات التخرج. هذه الأشكال التضامنية تعكس وعي الطلاب بالقضايا العالمية ورغبتهم في دعم فلسطين، مما يبرز تضامنهم العميق مع القضية الفلسطينية.

  2. الإلغاء المفاجئ: أشار النص إلى أن كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية ألغت الحفل بشكل مفاجئ رغم أنه كان مقررًا منذ شهور. هذا الإلغاء المفاجئ يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء القرار، ويشير إلى أن الإدارة قد تكون غير مرتاحة لتلك الأشكال التضامنية، مما يعكس حساسية الجامعة تجاه القضايا السياسية المرتبطة بفلسطين.

  3. النشاط السابق الملغى: ذكر النص أن الإدارة سبق أن ألغت نشاطًا آخر كان من المقرر أن يستقبل جميع الخريجين من 28 إلى 30 يونيو، مما يعزز فكرة أن هناك سياسة متعمدة لمنع أي نشاطات تضامنية أو مناهضة للتطبيع داخل الجامعة. هذا يشير إلى نمط من الإلغاءات المرتبطة بتضامن الطلاب مع فلسطين.

  4. الرفض العلني للتطبيع: البيان الصادر عن “مبادرة طلبة وخريجي جامعة محمد السادس من أجل فلسطين وضد التطبيع” يعبر بوضوح عن رفض الطلاب للتطبيع مع إسرائيل، مما يعكس توجهات جزء من الشباب المغربي نحو هذه القضية. هذا الموقف يمكن أن يكون له تداعيات على مستوى العلاقات بين المؤسسات التعليمية في المغرب ونظيراتها في الخارج، مما قد يفسر حرص الإدارة على تجنب أي مظاهر تضامنية.

  5. التضامن الداخلي: تضامن المبادرة مع الطلاب وأسرهم الذين حُرموا من فرحة حفل التخرج، يعكس روح التعاون والمساندة بين الطلاب. هذا التضامن يظهر الوحدة والتكاتف في مواجهة القرارات التي يعتبرونها غير عادلة، مما يعزز من قوة الحركة الطلابية داخل الجامعة.

  6. تداعيات طويلة الأمد: على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة الوعي السياسي لدى الطلاب وزيادة انخراطهم في النشاطات الحقوقية والسياسية. التوتر بين إدارة الجامعة والطلاب يمكن أن يتصاعد إذا استمرت الإدارة في اتخاذ قرارات مماثلة دون تقديم تبريرات مقنعة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على سمعة الجامعة واستقلاليتها.

في المجمل، يعكس هذا الموضوع التوتر بين حرية التعبير والدوافع السياسية في بيئة تعليمية، ويطرح أسئلة حول مدى استقلالية الجامعات في اتخاذ قراراتها وتأثرها بالضغوط الخارجية. الربط بين التحليل والنص السابق يعزز الفهم العميق للقضية ويوضح السياق الكامل للأحداث.