التضخم في المغرب يصل إلى 1.8%: الأسباب والتداعيات واستراتيجية جمال السوسي لمواجهته

0
283

ارتفع معدل التضخم السنوي في المغرب إلى 1.8% في يونيو مقارنة بـ 0.4% في مايو، وفقًا لتقرير المندوبية السامية للتخطيط الصادر في 22 يوليو. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.7%، بينما زادت أسعار السلع غير الغذائية بنسبة 1.9%.

تعد المواد الغذائية المحرك الرئيسي للتضخم في المغرب، حيث شهدت زيادات ملحوظة في الأسعار مقارنة بالعام السابق. كما شهد التضخم الأساسي، الذي يستثني السلع الأكثر تقلبًا مثل الغذاء والطاقة، ارتفاعًا بنسبة 0.3% على أساس شهري و2.4% على أساس سنوي.

تأتي هذه الزيادة في معدلات التضخم نتيجة لعدة عوامل، أبرزها:

  1. ارتفاع أسعار المواد الغذائية: والتي تشكل جزءًا كبيرًا من نفقات الأسر المغربية، مما يؤدي إلى تأثير مباشر وسريع على معدل التضخم.

  2. زيادة تكاليف الإنتاج: نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام العالمية، مما يؤثر على أسعار السلع النهائية.

  3. الضغوط اللوجستية وسلاسل الإمداد: التي تأثرت بالأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والصراعات الجيوسياسية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن.

  4. السياسات النقدية والمالية: والتي قد تساهم في زيادة التضخم إذا لم تترافق مع إجراءات تدعم الاستقرار الاقتصادي.

تسعى الحكومة المغربية لمواجهة هذا التحدي عبر سياسات اقتصادية تهدف إلى التحكم في الأسعار وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، مع مراقبة السوق بشكل دوري للتأكد من عدم حدوث تجاوزات في الأسعار.

وتعليقا على الموضوع ، يرى الكاتب والصحفي والخبير في الشأن الوطني، أستاذ جمال السوسي، أنه بلا شك، ارتفاع معدل التضخم في المغرب إلى 1.8% يعد مصدر قلق كبير. هذا الارتفاع يرجع بشكل رئيسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.7%، وتضخم السلع غير الغذائية بنسبة 1.9%.

ما هي الأسباب الرئيسية التي ساهمت في هذا الارتفاع؟

جمال السوسي: هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع التضخم. أولاً، هناك التحديات المتعلقة بسلاسل التوريد والنقل، مما يزيد من تكاليف الشحن. ثانياً، هناك عوامل خارجية مثل ارتفاع أسعار الوقود العالمية وتأثيرها على تكاليف الإنتاج والنقل. بالإضافة إلى ذلك، هناك تأثيرات محلية مثل نقص الإنتاج الزراعي بسبب الجفاف أو الظروف المناخية الأخرى.

في ضوء هذه التحديات، ما هي الحلول التي تقترحها لمعالجة هذا الوضع؟

جمال السوسي: هناك مجموعة من الحلول التي يمكن أن تساعد في الحد من التضخم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. يمكن تقسيمها إلى حلول قصيرة الأجل، متوسطة الأجل، وطويلة الأجل.

حلول قصيرة الأجل:

  1. مراقبة الأسعار بفعالية: يجب تكثيف الرقابة على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار والمضاربة، وضمان الالتزام بالأسعار المحددة للسلع الأساسية.

  2. دعم الفئات الأكثر تضررًا: تقديم مساعدات مالية مباشرة للفئات الفقيرة والأكثر تضررًا من ارتفاع الأسعار، لضمان قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

  3. تحسين كفاءة سلسلة التوريد: تعزيز البنية التحتية للنقل واللوجستيات لتقليل تكاليف النقل والشحن، مما ينعكس إيجابيًا على أسعار السلع.

حلول متوسطة الأجل:

  1. تحفيز الإنتاج المحلي: دعم المزارعين والمنتجين المحليين من خلال تقديم تسهيلات مالية وتكنولوجية، مما يساهم في زيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الواردات.

  2. تشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية: جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات الزراعية والصناعية لتعزيز الإنتاج وزيادة العرض في السوق المحلية.

  3. تعزيز المنافسة في السوق: تشجيع دخول شركات جديدة إلى السوق لتوفير المزيد من الخيارات للمستهلكين، مما يؤدي إلى خفض الأسعار نتيجة المنافسة.

حلول طويلة الأجل:

  1. تنويع مصادر الطاقة: الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل تكاليف الإنتاج.

  2. تعزيز التعليم والتدريب المهني: تحسين مستوى التعليم والتدريب المهني لرفع كفاءة القوى العاملة وزيادة الإنتاجية، مما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج وتحسين النمو الاقتصادي.

  3. إصلاحات هيكلية: تنفيذ إصلاحات هيكلية في السياسات المالية والنقدية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام.

المراسل: ماذا عن التعاون الدولي، كيف يمكن أن يساهم في الحد من التضخم؟

جمال السوسي: تعزيز التعاون الدولي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. يمكن للمغرب توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع دول أخرى لتقليل تكاليف الاستيراد وتحسين ميزان المدفوعات. كما يمكن الاستفادة من الخبرات والدعم الفني والمالي الذي تقدمه المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتنفيذ برامج إصلاحية فعالة.

شكرًا لك أستاذ جمال على هذه الأفكار القيمة. هل هناك رسالة أخيرة تود توجيهها للحكومة أو المواطنين؟

جمال السوسي: أشدد على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية. يجب أن تكون هناك شفافية وتواصل مستمر لضمان تنفيذ الحلول بشكل فعّال وتحقيق الاستقرار الاقتصادي الذي ننشده جميعًا.