سميرة سيتايل تؤكد: اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء لم يكن مفاجئًا بل تتويج لمحادثات طويلة

0
217

أكدت سميرة سيتايل، سفيرة المغرب في باريس، أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء لم يكن قرارًا مفاجئًا، بل جاء تتويجًا لمحادثات طويلة بين البلدين، والتي أدت إلى إعادة الدفء للعلاقات بعد نحو عامين من التوتر الدبلوماسي. في حوار مشترك مع محطتي “أوروب 1” و”سي نيوز”، سلطت سيتايل الضوء على أهمية هذه الخطوة وكيف أنها تعكس نتيجة إيجابية للمناقشات بين باريس والرباط.

تحليل الموقف الفرنسي:

  • التزام بالسيادة المغربية: أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالته إلى الملك محمد السادس إلى أن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”، مما يؤكد الموقف الثابت لفرنسا بخصوص النزاع الإقليمي ويدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في عام 2007 كحل رئيسي للصراع.

  • تحسن العلاقات الثنائية: ذكرت سيتايل أن هذا التطور يعكس الجهود المستمرة لإعادة بناء العلاقات بين فرنسا والمغرب، والتي تناولت العديد من الملفات منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. الموقف الفرنسي الجديد يعتبر تجسيدًا لنجاح تلك المحادثات ويعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي بعد فترة من البرود الدبلوماسي.

  • ردود الفعل الدولية: تزامن إعلان فرنسا مع عيد العرش المغربي في 30 يوليو/تموز، مما يزيد من رمزية الخطوة ويعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية. على الرغم من التصعيد الجزائري ضد فرنسا، والذي شمل سحب السفير والتهديد بإجراءات اقتصادية، تساءلت سيتايل عن سبب صمت الجزائر تجاه دعم الولايات المتحدة لمغربية الصحراء في عام 2020.

التأثيرات المحتملة:

  • تعزيز العلاقات المغربية-الفرنسية: يُنتظر أن يؤدي الاعتراف الفرنسي إلى تحسين العلاقات بين باريس والرباط، حيث تسعى فرنسا إلى فتح صفحة جديدة من التعاون مع المغرب، وهو ما يعزز دور المملكة كحليف استراتيجي في شمال إفريقيا. هذا التحسن يأتي في وقت تحتاج فيه فرنسا إلى شراكات موثوقة في منطقة ذات حساسية جيوسياسية.

  • الاعتراف الدولي بمقترح الحكم الذاتي: تعزز خطوة فرنسا من دعم المجتمع الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث يسعى المغرب إلى تأمين دعم نحو 100 دولة للمقترح كحل للنزاع مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

  • فرص التفاوض: يؤكد المغرب أن مقترح الحكم الذاتي يشكل “فرصة حقيقية” لإطلاق مفاوضات تهدف إلى الوصول إلى حل نهائي للنزاع، مما يبرز التزام المغرب بإيجاد تسوية توافقية تتماشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

الخلاصة:

الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يعكس تحولًا إيجابيًا في العلاقات بين باريس والرباط، ويعزز الموقف الدولي لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه المملكة. هذه الخطوة ليست مجرد تصعيد دبلوماسي، بل تمثل نقطة تحول في سياسة فرنسا تجاه الصحراء المغربية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين ويعزز من فرص التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي.

“فرنسا تُبرز خريطة المغرب الكاملة وتُدعم سيادة المملكة على الصحراء: تغييرات ملموسة في الموقف الفرنسي والتزام جديد”