سقوط خديجة المرضي: دعوة ملحة للمسؤولية والمحاسبة في قطاع الرياضة والجامعة المغربية للملاكمة

0
208
صورة: أ.ف.ب

المسؤولية والمحاسبة: ضرورة إعادة النظر في قطاع الرياضة والجامعة المغربية للملاكمة

بعد الهزيمة المفاجئة للملاكمة المغربية خديجة المرضي أمام الأسترالية كايتلين باركر في ربع نهائي وزن 75 كغم خلال الأولمبياد، يتضح جليًا أن قطاع الرياضة في المغرب بحاجة ماسة إلى مراجعة جادة وشاملة. الهزيمة التي أحدثت صدمة لدى المتابعين تفتح ملفًا حرجًا حول المسؤوليات في القطاع الرياضي، لا سيما في الجامعة المغربية للملاكمة واللجنة الأولمبية الوطنية.

الفشل المخزي والأداء المتدني: مَن يتحمل المسؤولية؟

أولمبياد باريس 2024 لم يكن مجرد فرصة لتحقيق الانتصارات، بل كان اختبارًا حقيقيًا لمستوى تحضير وإدارة الرياضة المغربية. وقد أظهرت هزيمة خديجة المرضي في ربع النهائي، رغم كونها وصيفة بطلة العالم، أن هناك خللًا جوهريًا في الاستعداد والتخطيط. لكن، من المسؤول عن هذه الانتكاسات؟

أصبح من الواضح أن هناك قصورًا في إدارة القطاع الرياضي بشكل عام، بما في ذلك الجامعة المغربية للملاكمة ولجنة الرياضة. نحن أمام مشهد مزرٍ من الفشل، حيث تتراكم الإخفاقات دون أي مساءلة حقيقية.

دعوة للتغيير: ربط المسؤولية بالمحاسبة

حان الوقت لرفع شعار “الضرب بيد من حديد” على المسؤولين في القطاع الرياضي. يجب أن تكون هناك محاسبة فعلية، وليس مجرد إجراءات شكلية. المسؤولية لا تقتصر فقط على الأفراد الذين يتبوأون المناصب العليا، بل يجب أن تمتد لتشمل جميع العاملين في القطاع، بدءًا من مديرية الرياضة وصولاً إلى أصغر موظف. كما يجب إعادة النظر في كل من الجامعة المغربية للملاكمة ورئيسها وجميع أعضاء المكتب المسير.

لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات جدية:

  1. عزل المتورطين ومتابعتهم قضائيًا: يجب أن تكون هناك إجراءات صارمة ضد جميع الموظفين في مديرية الرياضة بدءًا من المدير العام وانتهاءً بأصغر موظف. الاستهتار والقصور في أداء المهام يجب أن يُقابَل بعقوبات صارمة.

  2. حل الجامعة المغربية للملاكمة ومتابعة رئيسها وأعضاء المكتب المسير: لقد تكررت الإخفاقات والفضائح في الجامعة المغربية للملاكمة، والوقت حان للتخلص من الأشخاص غير الكفوئين الذين أسهموا في هذه الكوارث. يجب حل الجامعة ومحاسبة كل من كان له دور في هذه الفشل، بدءًا من الرئيس وصولاً إلى أعضاء المكتب.

  3. إعادة هيكلة وتطوير القطاع الرياضي: يتطلب الأمر إصلاحًا جذريًا في الطريقة التي تُدار بها الرياضة في المغرب. يجب وضع استراتيجيات واضحة ومحددة لتحسين الأداء وإعداد اللاعبين بشكل أفضل، مع التركيز على تطوير البنية التحتية ودعم الفرق الرياضية.

كفى استهتارًا: نحو استعادة هيبة الرياضة المغربية

الملاكمة المغربية تمر بمرحلة حرجة، وتأتي هزيمة خديجة المرضي لتكون بمثابة جرس إنذار. إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة، فإن الاستهتار بالفشل سيستمر، وسيبقى المغرب متخلفًا في ميادين الرياضة. يجب أن نرفع شعار المسؤولية والمحاسبة، وأن نعمل بجد لإعادة الهيبة للرياضة المغربية، لأن هذا البلد يستحق أكثر من مجرد التهاون والفساد الإداري.