“هل المحمية غلبت الأسد؟: فشل ‘البيجيدي’ في الفوز بمقعد الرباط المحيط رغم دعم بنكيران”

0
219

شهدت الانتخابات التشريعية الجزئية في دائرة الرباط – المحيط تنافساً محموماً، انتهى بفشل حزب العدالة والتنمية (البيجيدي) في الحصول على المقعد البرلماني، على الرغم من دعم أمينه العام ورئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران. في المقابل، تمكن مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، سعد بنمبارك، من الاحتفاظ بالمقعد، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل. فهل كانت “المحمية” أقوى من “الأسد” هذه المرة؟

التجمع الوطني للأحرار يحسم الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط في الرباط وسط نسبة مشاركة ضعيفة وتحديات سياسية

فوز التجمع الوطني للأحرار: التحالفات الضمنية أم تفوق سياسي؟

فوز التجمع الوطني للأحرار بمقعد دائرة المحيط بنسبة 48.36% من الأصوات يعكس تماسكاً سياسياً وتحالفات ربما كانت غير ظاهرة للعيان. فرغم أن حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال لم يقدما مرشحين في هذه الانتخابات، يطرح البعض تساؤلات حول ما إذا كان هذا بمثابة دعم ضمني للتجمع الوطني للأحرار.

هل كان هذا التحالف الاستراتيجي بين الأحزاب الثلاثة بمثابة رسالة سياسية لدعم استقرار الحكومة الحالية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الدوافع وراء تركيز هذه القوى على تعزيز موقع التجمع الوطني للأحرار في مناطق استراتيجية مثل دائرة الرباط – المحيط؟ وكيف يمكن أن يؤثر هذا التحالف على التوازنات السياسية المستقبلية بين الأحزاب الكبرى في المغرب؟

تراجع العدالة والتنمية: ضعف التحرك السياسي أم معاقبة الناخبين؟

حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 14.92% فقط من الأصوات، وهي نسبة مخيبة للآمال بالنظر إلى التوقعات المرتفعة التي بنيت على دعم بنكيران للحزب في هذه الانتخابات.

فهل كان هذا التراجع نتيجة لضعف في التحرك السياسي للحزب أو نقص في القدرة على جذب الناخبين؟ أم أن الناخبين اختاروا “معاقبة” الحزب على أدائه السابق في الحكومة؟

نسبة المشاركة المنخفضة: علامة على أزمة الثقة؟

من الجدير بالذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 6.51% فقط، وهي نسبة ضعيفة جداً. هذا الرقم يطرح عدة تساؤلات حول ما إذا كانت هذه النسبة تعكس أزمة ثقة في العملية الانتخابية بشكل عام أو ربما شعور الناخبين بأن الانتخابات الجزئية ليست ذات تأثير كبير على حياتهم اليومية.

هل يمكن أن يكون ضعف المشاركة نتيجة لافتقار الحملات الانتخابية للقضايا التي تهم المواطن بشكل مباشر؟ وكيف يمكن للأحزاب السياسية أن تعيد بناء جسور الثقة مع الناخبين وزيادة نسبة المشاركة في المستقبل؟

دروس من الانتخابات الجزئية: ماذا تعني النتائج للمستقبل؟

نتائج هذه الانتخابات تحمل دروساً هامة للأحزاب السياسية المغربية، خاصة فيما يتعلق بضرورة بناء تحالفات قوية وتحقيق توازن بين التحركات السياسية وتحقيق تطلعات الناخبين. فبينما استطاع التجمع الوطني للأحرار الحفاظ على مقعده، يحتاج حزب العدالة والتنمية إلى إعادة تقييم استراتيجيته لاستعادة ثقة الناخبين.

كما أن نسبة المشاركة المنخفضة تدعو إلى التفكير في كيفية تفعيل المشاركة السياسية على نحو أكثر فعالية، سواء من خلال تعزيز الثقة في العملية الانتخابية أو تقديم سياسات أكثر قرباً من هموم المواطنين اليومية.

الأسئلة المطروحة:

  • هل تمثل التحالفات بين الأحزاب الثلاثة خطوة نحو استقرار الحكومة أم أنها محاولة لاحتكار مناطق النفوذ الاستراتيجية؟

  • كيف يمكن للأحزاب السياسية العمل على زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات الجزئية؟

  • هل يمثل تراجع حزب العدالة والتنمية تحولاً جذرياً في المشهد السياسي المغربي، أم أن هذه الانتخابات مجرد استثناء؟