“اللامبالاة بين الشباب المعتقلين: قراءة في أسباب التصعيد واحتمالات العنف مع السلطات المغربية”

0
184

تساؤلات حول مستقبل المواجهات العنيفة بين الشباب والسلطات في شمال المغرب

شهدت مدينة “الفنيديق” في شمال المغرب حادثة غير اعتيادية عندما حاول مئات من الشباب، بينهم  أطفال وفتيات ونساء وقصر شباب لا يتجاوز عمرهم الـ 25 سنة، الهروب من المنطقة المحاصرة.




وقد أثارت هذه المحاولة العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تصرفات هؤلاء الشباب ومدى احتمال تصاعد المواجهات العنيفة بينهم وبين السلطات في المستقبل.

الاستجابة اللامبالية والآثار المحتملة:

أظهر الشباب المعتقلون لامبالاة غير عادية عند اعتقالهم، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيف يمكن أن تؤثر هذه اللامبالاة على مستقبل التفاعل بين الشباب والسلطات.




هل تعبر هذه اللامبالاة عن مرحلة من فقدان الأمل، أو أنها مجرد تصرفات مؤقتة؟




  • الأسباب الدافعة للتصعيد: هل قد تدفع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة هؤلاء الشباب إلى تصعيد المواجهات؟ إن فقدان الأمل في تحسين الوضع قد يجعلهم أكثر استعداداً لاتخاذ إجراءات أكثر تطرفاً. إلى أي مدى يمكن أن تؤدي الأزمات المستمرة إلى زيادة احتمالات المواجهات العنيفة؟

  • تجارب سابقة وتأثيراتها: كيف تؤثر التجارب السابقة، مثل مواجهات سابقة مع السلطات، على التصعيد في المستقبل؟ هل يتعلم الشباب من التجارب السابقة ويطورون استراتيجيات أكثر تطرفاً لمواجهة السلطات؟

استجابة السلطات والتكتيكات المستقبلية:

  • التكتيكات الأمنية: كيف ستتعامل السلطات مع محاولات الهروب في المستقبل؟ استخدام القوة المفرطة أو القمع قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة الاحتقان. من الضروري تقييم تأثير استجابة السلطات على الوضع العام ومستوى العنف المحتمل.

  • الإجراءات الوقائية: هل يمكن أن تلعب برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية دوراً في تقليل احتمالات التصعيد؟ التعاون مع منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم والخدمات يمكن أن يساعد في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة ويقلل من احتمالات العنف.

التغيرات في السلوك الاجتماعي والعوامل النفسية:

  • التفاعل الاجتماعي: كيف سيؤثر تفاعل المجتمع المحلي مع الشباب على مستوى التصعيد؟ تضامن المجتمع مع الشباب قد يساهم في دعمهم، بينما العزلة قد تزيد من احتمالات التصادم.

  • الصحة النفسية للشباب: كيف تؤثر الحالة النفسية للشباب، بما في ذلك الإحباط والقلق، على استعدادهم لمواجهة السلطات؟ برامج الدعم النفسي قد تكون ضرورية لمنع التصعيد وتحسين الوضع العام.

الإطار القانوني والعقوبات:

المحاكم المغربية اعتبرت مثل هذه الأفعال في أحداث سابقة جرائم، وعاقبت مرتكبيها. ففي منتصف يوليو/تموز 2023، تم توقيف 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة للاشتباه في تورطهم في نشر محتويات رقمية تحرض على الهجرة غير المشروعة بكل من طنجة والفنيدق وتطوان، حسب ما نقله موقع التلفزة والإذاعة المغربية SNRT.

بعدها بشهر ونصف، أدانت المحكمة الابتدائية بمدينة تطوان، يوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023، شاباً ينحدر من مدينة طنجة بالسجن النافذ، بعد متابعته بتهم “التحريض على ارتكاب جنحة بواسطة وسيلة الكترونية، وبث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة عن طريق الأنظمة المعلوماتية والتحريض على العصيان”. الحكم كان بسبب بثه المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولات شباب السباحة نحو سبتة، وتمنياته لهم بالتوفيق، وهو ما فسرته النيابة العامة بكونه يشجع على الهجرة غير الشرعية ويعرض حياة الشبان لخطر الموت غرقاً، حسب موقع LE 360 المغربي.

لا يجرم في المغرب فعل التحريض فقط، بل إن القانون المغربي المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير المشروعة الصادر سنة 2003، ينص في القسم الثاني منه، وبالضبط في المادة 51، على أنه “يعاقب بغرامة يتراوح قدرها بين 3000 و10000 درهم”. وتضيف المادة أنه يعاقب أيضاً “بالحبس من شهر إلى ستة أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، دون الإخلال بأحكام القانون الجنائي المطبقة في هذه الحالات، كل شخص غادر التراب المغربي بصفة سرية، وذلك باستعماله أثناء اجتياز أحد مراكز الحدود البرية أو البحرية أو الجوية، وسيلة احتيالية للتملص من تقديم الوثائق الرسمية اللازمة”.

في الختام، إن المستقبل قد يشهد تصاعداً في المواجهات العنيفة إذا استمرت العوامل التي تدفع الشباب نحو التصعيد. من الضروري أن تتخذ السلطات والمجتمع المدني خطوات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، وتوفير البدائل الإيجابية التي تقلل من احتمالات حدوث مواجهات عنيفة.