“الرياضة المغربية: الإخفاقات المتكررة وغياب المساءلة في ظل مسؤولين يتكرر وجودهم دون تغيير النتائج”

0
85

“تجارب وزارية فاشلة: غياب الرؤية في الرياضة المغربية”..“الكفاءات المفقودة: كيف تؤثر إدارة الرياضة على النتائج؟

تستمر الرياضة المغربية في مواجهة سلسلة من الإخفاقات المتكررة، حيث مرّت سنوات عديدة وتوالت الأحداث الرياضية الدولية بدءًا من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وصولًا إلى أولمبياد طوكيو 2020 وألعاب باريس الأخيرة، لكن النتائج ظلت مخيبة للآمال.

في ظل غياب أي محاسبة للمسؤولين، يبقى السؤال مطروحًا: كيف تتكرر هذه النتائج دون طرح أسباب حقيقية لها؟

أولًا: استمرار نفس الوجوه

من المثير للدهشة أن المسؤولين عن الرياضة المغربية يبقون في مناصبهم رغم فشلهم المتكرر.

منذ ريو وطوكيو حتى باريس، يتكرر ظهور نفس الشخصيات، مما يثير التساؤلات حول جدوى أي تغيير. على الرغم من المحاولات التي نادى بها الصحفي والفاعل الجمعوي جمال السوسي لضرورة فصل الرياضة عن وزارة الشباب، إلا أن الوضع لم يتغير بشكل جذري، مما يعكس عمق المشكلة.

ثانيًا: وزراء دون نتائج

منذ عهد الوزير الطالبي العلمي، تولى ثلاثة وزراء منصب وزارة الرياضة، هم الحسين عبيابة، عثمان الفردوس، وشكيب بنموسى. ورغم تغيير الوجوه، إلا أن النظام الرياضي المغربي يفتقر إلى رؤية واضحة.

يبدو أن المشكلة تتعلق بالنظام نفسه وليس بالأشخاص فقط، حيث تعاني الرياضة من الجمود والركود.

ثالثًا: نقص الكفاءات

تعاني الرياضة المغربية من غياب الكفاءات في الإدارة. على الرغم من إشراف مديرية للرياضة، فإن هيكلها الإداري ضعيف وغير قادر على مواجهة التحديات. يتم تعيين أشخاص دون الخبرة اللازمة في المناصب الحساسة، مما يعمق من حالة الفشل المستمر.

رابعًا: تأثير الفشل على الشباب

تتزايد التأثيرات السلبية لهذا الفشل على الشباب المغربي، الذي يُفترض أن يكون حجر الزاوية للرياضة.

مع كل إخفاق، تتزايد مشاعر الإحباط وفقدان الثقة في النظام، مما يدفع العديد من الشباب إلى الانسحاب من الطموحات الرياضية.

خامسًا: أهمية إصلاح الرياضة

يُعتبر جمال السوسي من أبرز الداعين للإصلاح في القطاع الرياضي، حيث ركز على ضرورة فصل الرياضة عن الشباب والآن يطالب بفصلها عن “وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي” في أول تعديل حكومي وإعادة هيكلة القطاع بشكل شامل سواء تحت “مجلس أعلى للرياضة” أو مندوبية سامية للرياضة”.

لكن دون الإرادة السياسية للتغيير، فإن الفشل سيستمر، مما يؤكد على أهمية وجود خطة واضحة ترتكز على الكفاءة والمساءلة.

الخلاصة: الحاجة إلى المحاسبة

يجب أن تُجرى محاسبة حقيقية للمسؤولين عن الرياضة المغربية. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو دون نتائج ملموسة. إذا كنا نرغب في تحقيق تقدم، يجب أن نطالب بإصلاح شامل يتجاوز التغييرات السطحية ويؤدي إلى بناء نظام رياضي يعتمد على الكفاءة والمساءلة. بدون ذلك، سيظل الفشل الرياضي العنوان الرئيسي لكل مشاركة مغربية في المحافل الدولية.