بين تجاهل الحكومة لأزمة طلبة الطب والتسابق على اتفاقيات الصيد البحري: أي مستقبل ينتظر شباب الوطن؟

0
77

بينما يتعثر الآلاف من طلبة الطب في المغرب داخل أروقة الجامعات المغلقة ويمرّون بأزمة خانقة، يستمر المسؤولون في التجاهل والصمت. هؤلاء الطلبة، الذين أضربوا لأشهر متواصلة من أجل حقوقهم العادلة، يعيشون شبح السنة البيضاء في ظل غياب أي استجابة جادة من الحكومة.

في المقابل، عندما أعلنت محكمة أوروبية خطأ في اتفاقية الصيد البحري، خرجت الأصوات الرسمية منددة، وأطلقت الوزارات تحذيراتها، وبدأت الدفاعات المستميتة عن مصالح المغرب.

وكأنَّ مصير الطلبة ومستقبلهم لا يستحقان ذات الاهتمام والحرص الذي يُبذل في قضايا أخرى.

إضراب بلا نهاية… وحكومة بلا حلول

لم تكتفِ الحكومة بعدم تقديم حلول عملية لأزمة الطلبة بل حاولت الالتفاف على مطالبهم، إذ قامت ببرمجة امتحانات استثنائية رغم الإضراب.

هذا القرار الذي رآه الطلبة محاولة صريحة لإفشال وساطة مؤسسة وسيط المملكة، وتجاهلًا صارخًا لمطالبهم المشروعة.

ورغم أن نسبة المشاركة في الامتحانات كانت شبه معدومة، حيث قاطعها الطلبة بنسبة 100% في بعض الكليات، لم تُبدِ الوزارة أي استعداد لتغيير سياساتها أو تقديم تنازلات حقيقية.

تدخلات أمنية واعتقالات… لكن الأزمة مستمرة

السلطات لم تكتفِ بالصمت فحسب، بل قامت أيضًا بتدخلات عنيفة لفض اعتصامات الطلبة في مختلف المدن المغربية.

هذه التدخلات الأمنية، التي تخللها اعتقالات وضرب، زادت من تأجيج الأزمة وأصبحت رمزًا للقمع واللامبالاة.

فأي حكومة هذه التي تتجاهل أصوات شبابها، وهم يمثلون أطباء الغد؟ وأي دولة ترضى بأن تكون المطالبة بالحقوق سببا للقمع والعنف؟

المقارنة الصارخة: حينما تهتز الدولة لأجل الصيد البحري

في الوقت الذي تشتد فيه الأزمة على طلبة الطب، وجدنا نفس الحكومة التي كانت تتجاهل مطالب الشباب تتحرك بسرعة هائلة عند الحديث عن اتفاقية الصيد البحري مع أوروبا.

لم يمضِ وقت طويل بعد إعلان محكمة العدل الأوروبية قرارًا حول الاتفاقية حتى خرجت التصريحات الرسمية والوزراء يدافعون باستماتة عن مصالح المغرب الاقتصادية والسيادية.

هذا الحراك السريع يعكس أولويات واضحة: حماية المصالح الاقتصادية فوق كل اعتبار، بينما يُترك أبناء الوطن لمواجهة مصيرهم بأنفسهم.

ما المطلوب؟

إن المطلوب اليوم هو أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها تجاه أبنائها. فلا يعقل أن تُترك الأزمة لتتفاقم دون تدخل جاد وحلول عملية.

إن هؤلاء الطلبة هم عماد المستقبل، وهم الذين سيقودون قطاع الصحة في البلاد، لكنهم اليوم يشعرون بالتهميش والإقصاء.




خاتمة

بينما تتسابق الحكومة لحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية مع أوروبا، تظل مطالب الطلبة حبيسة الصمت والإهمال.

هذا الوضع يجب أن يتغير، فمستقبل الوطن لا يُبنى بالصفقات الاقتصادية فقط، بل بالاهتمام بشبابه وتعليمهم وتوفير بيئة صحية تدفعهم نحو التفوق والإبداع.