“ثقافة الاعتراف” في السياسة المغربية: هل تعيد بناء الثقة بين الشباب والدولة؟

0
70

استعادة ثقة الشباب: جهود الحكومة المغربية بين الآمال والتحديات

في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، صرح محمد بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن الحكومة تهدف إلى بناء جسور الثقة بين المؤسسات الحزبية والجمعوية والقطاع الحكومي والشباب.




ومع ذلك، فإن هذا الهدف يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالبطالة والفقر، مما يثير التساؤلات حول مدى جدوى المبادرات المعلنة.

دعاية سياسية أم خطة واقعية؟

يبدو أن الوزير يحاول تقديم مبادرات مثل “جواز الشباب” و”جائزة الشباب” كوسيلة لتعزيز الثقة واستعادة الحلم للشباب. ولكن، يمكن القول بأن هذه المبادرات تبدو أشبه بمحاولة لتهدئة الأوضاع وتحسين الصورة العامة للحكومة بدلاً من تقديم حلول فعلية للبطالة والفقر الذي يعاني منه ملايين الشباب.

فمشروع “جواز الشباب” قد يكون خطوة رمزية أكثر منها فعالة في مواجهة التحديات الحقيقية مثل البطالة وهجرة الأدمغة.

الفشل في التنفيذ والتمويل

كما أكد الوزير وجود أفكار جيدة، لكنه اعترف أيضًا بعدم توفر آلية تنفيذ أو تمويل. هذه النقطة تُظهر الفجوة الكبيرة بين الرؤية والاستراتيجية الفعلية، وهو أمر يعكس الفشل المؤسساتي في تحويل السياسات إلى نتائج ملموسة. يمكن ربط هذا الفشل بسياسات أوسع تجاه الشباب التي غالبًا ما تركز على الحلول السطحية بدلاً من مواجهة القضايا الجذرية مثل نقص التمويل والاستثمارات في التعليم والتدريب المهني.

ما يخفيه الوزير شكيب بنموسى وراء إخفاقات الرياضة المغربية

الهروب الجماعي والهجرة: مؤشرات فقدان الثقة

إن هروب الشباب المغربي إلى سبتة ومليلية ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مؤشر خطير على فقدان الثقة في قدرة الحكومة على توفير فرص عمل وحياة كريمة للشباب داخل الوطن.

الحكومة، كما يبدو، تحاول تغطية فشلها في التعامل مع هذه الأزمات من خلال التركيز على “جواز الشباب” أو برامج مثل “متطوع” التي قد لا تقدم حلولاً طويلة الأمد للأزمات التي يواجهها الشباب، بما في ذلك البطالة والافتقار إلى الحلم.

الواقع الاقتصادي والبطالة

التحديات الاقتصادية والبطالة تمثل نقاطًا محورية في الأزمة الشبابية. فبينما يمكن أن تكون برامج تكوينية مهمة، إلا أنها ليست كافية إذا لم تتماشى مع احتياجات السوق. هنا، يمكن إدراج إحصائيات عن الشباب الذين يتركون التعليم أو الذين لا يعملون ولا يتدربون، مما يعزز من فكرة أن هذه المبادرات قد لا تكون مجدية على أرض الواقع.

خلاصة

تصريحات الوزير تحمل في طياتها اعترافًا ضمنيًا بفشل السياسات السابقة في استعادة ثقة الشباب، وهي محاولة لتسويق إنجازات حكومية قد لا تكون فعالة بالشكل الذي تحتاجه الفئة الشبابية اليوم.

التحديات التي يواجهها الشباب المغربي تحتاج إلى أكثر من مبادرات رمزية؛ فهي تتطلب حلولاً جذرية تعالج البطالة، التعليم، والتدريب المهني، وتوفر فرصاً حقيقية للحلم والنمو.

إن الحكومة مطالبة اليوم بتقديم استراتيجيات واضحة تعكس فهمًا عميقًا للتحديات الراهنة، مع التركيز على تمويل المشاريع وتنفيذ البرامج بطريقة تحقق تأثيرًا فعليًا على حياة الشباب وتساعد في إعادة بناء الثقة المفقودة.