التخبط الدبلوماسي لستيفان دي ميستورا: هل يعكس عدم قدرته على إدارة ملف الصحراء؟

0
124

منذ تعيينه مبعوثًا أمميًا للصحراء المغربية في أكتوبر 2021، بدا أن ستيفان دي ميستورا يتنقل من إخفاق إلى آخر، مما أثار تساؤلات حول قدرته على تقديم حلول مبتكرة لإنهاء النزاع.

فآخر محاولاته تمثلت في إعادة إحياء مقترح تقسيم الصحراء الذي طرح عام 2002، والذي قوبل برفض قاطع من المغرب آنذاك، ولا يزال غير قابل للنقاش بالنسبة للرباط.

مقترح ميت: عودة إلى فشل قديم

إن قرار دي ميستورا بإعادة طرح مقترح تقسيم الصحراء يشير إلى حالة تخبطه وعدم إلمامه الكامل بتطورات الملف. هذا المقترح، الذي أثار في السابق استعداد الجزائر وجبهة البوليساريو لمناقشته، قوبل برفض صارم من المغرب لكونه يمس وحدته الترابية.

لماذا إذن اختار دي ميستورا العودة إلى هذا المقترح؟ هل كان يبحث عن مخرج من حالة الجمود التي يواجهها في المفاوضات؟ أم أنه يفتقر إلى رؤية واقعية لحل النزاع؟

محاولات تجاوز الجمود

بدلاً من السعي نحو حلول تستند إلى الواقع الدولي الجديد الذي يشهد تصاعد التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، يبدو أن دي ميستورا يحاول تجريب كل ما في جعبته من مقترحات، حتى وإن كانت مرفوضة مسبقًا.

فالمغرب حسم موقفه منذ زمن بأن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد المقبول لإنهاء النزاع، وهو ما تؤكده مواقف دولية متزايدة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا.

التخبط في التحركات الدبلوماسية

زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا، الدولة الداعمة لجبهة البوليساريو، أثارت تساؤلات حول مغزى تلك الخطوة. فجنوب أفريقيا ليست طرفًا مباشرًا في النزاع، ولم يكن هناك مبرر واضح لإقحامها في الملف.

هل كان المبعوث الأممي يسعى إلى كسب دعم جديد لأطراف النزاع؟ أم أنه كان يتحرك بناءً على ضغط من جهات معينة؟ ولماذا تجاهل الإجماع الدولي المتزايد حول دعم المغرب؟

تقسيم الصحراء: حل أم تعقيد؟

مقترح التقسيم الذي أعاد دي ميستورا طرحه يبدو فاقدًا للواقعية تمامًا، فكيف يمكن تقسيم إقليم تم حسم وحدته من خلال مقترح الحكم الذاتي؟ وكيف يمكن لمبعوث أممي أن يتجاوز الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية التي تؤكد سيادة المغرب على الصحراء؟ هذه الأسئلة تثير الشكوك حول فهم دي ميستورا لطبيعة الملف ومدى قدرته على تقديم مقترحات تتناسب مع الحقائق على الأرض.

هل يعترف دي ميستورا بفشله؟

بعد سنوات من العمل الدبلوماسي في ملفات معقدة مثل العراق وسوريا وأفغانستان، يبدو أن دي ميستورا يواجه تحديًا أكبر في إدارة ملف الصحراء المغربية. إعادة طرح مقترحات قديمة وغير قابلة للتنفيذ قد تكون محاولة للتغطية على فشله في تحقيق تقدم ملموس.

فهل يعترف المبعوث الأممي بفشله؟ وهل يستطيع تقديم رؤية جديدة تتجاوز الحلول القديمة المرفوضة؟

المستقبل السياسي للنزاع: أي دور لدي ميستورا؟

في ضوء التطورات الأخيرة واعتراف دول كبرى بمغربية الصحراء، يبدو أن دي ميستورا في موقف صعب. استمرار الجمود السياسي يعكس عدم نجاحه في تحقيق أي تقدم، فيما باتت المبادرات المغربية، وخاصة الحكم الذاتي، تحظى بتأييد متزايد.

كيف يمكن للمبعوث الأممي أن يستمر في مهمته دون مراعاة هذا التغيير؟ وهل هناك فعلاً دور مستقبلي لدي ميستورا في حل النزاع؟