قانون الإضراب: مقاربة تحليلة حول مراسلة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لرؤساء الفرق البرلمانية

0
211

أرسلت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) رسالة إلى رؤساء الفرق البرلمانية، وضعتهم فيها أمام مسؤولياتهم فيما يتعلق بمناقشة مشروع القانون التنظيمي للإضراب. هذه الرسالة تأتي في سياق الاحتجاج على تجاهل الحكومة لمبدأ التوافق، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مدى فعالية الحوار الاجتماعي في المغرب، وحول قدرة الحكومة على تحقيق توازن بين حقوق العمال ومتطلبات القطاع الاقتصادي.

لماذا تُعارض الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مشروع القانون؟

تتعدد الأسباب التي تجعل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تعارض بشدة مشروع القانون التنظيمي للإضراب، حيث تُبرز عدة نقاط أساسية منها:

  • مخالفة المشروع للمعايير الدولية: تعتبر الكونفدرالية أن المشروع لا يتماشى مع مبادئ منظمة العمل الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالحرية النقابية وحق الإضراب، حيث لم يصادق المغرب بعد على الاتفاقية 87، وهي اتفاقية دولية أساسية تضمن هذه الحقوق.

  • تعقيدات إجرائية وقيود شديدة: يشير النص إلى أن المشروع يضع إجراءات معقدة تجعل من الصعب تنظيم إضراب قانوني، ويقيد أشكال الإضراب الشرعية، مثل الإضراب السياسي والتضامني، وهو ما يُعتبر تعدياً على الحقوق النقابية.

الحكومة والحوار الاجتماعي: هل هناك توافق؟

تؤكد الكونفدرالية في مراسلتها أن الحكومة لم تلتزم بالتزاماتها ضمن الاتفاق الاجتماعي الموقَّع في أبريل 2022 وأبريل 2024، وأن تجاهل رأي النقابات والمؤسسات الدستورية، مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، يمثل تراجعاً عن نهج الحوار الاجتماعي الذي لطالما كان أساسياً في التوصل إلى تفاهمات مشتركة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن للحكومة تجاوز الانتقادات الواسعة التي تواجهها بشأن هذا المشروع، أم أن غياب التوافق قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الاجتماعية؟

مشروع قانون الإضراب: بين حماية المشغل والحد من تأثير النقابات؟

تُشير الكونفدرالية إلى أن مشروع القانون ينحاز بشكل واضح لصالح المشغل، حيث يُعطيه سلطة تنفيذية كبيرة تمكنه من التحكم في الإضرابات، بما في ذلك اللجوء إلى القضاء لفرض عقوبات على العمال المضربين. هذا التوجه يثير تساؤلات حول مدى عدالة القانون، وهل يسعى فعلاً إلى تحقيق توازن بين حقوق العمال وأصحاب العمل، أم أنه يميل بشكل كبير إلى حماية المشغل على حساب النقابات والعمال؟

ما هي الحلول البديلة التي تقدمها الكونفدرالية؟

دعت الكونفدرالية إلى إعادة المشروع لطاولة الحوار الاجتماعي، معتبرةً أن الحوار هو السبيل الأمثل للتوصل إلى توافق يراعي الدستور والمواثيق الدولية. السؤال الذي يظل مطروحاً هنا: هل ستستجيب الحكومة لهذه الدعوة وتعيد النظر في المشروع أم ستستمر في تجاهل المطالب الاجتماعية؟

في الختام: هل يشكل مشروع قانون الإضراب خطوة إلى الأمام أم إلى الوراء؟

يبقى السؤال المركزي هو ما إذا كان هذا المشروع، في حال تمريره بالشكل الحالي، سيُساهم في تحسين المناخ الاجتماعي والاقتصادي في المغرب، أم أنه سيؤدي إلى تصاعد الاحتقان الاجتماعي وتصعيد التوترات بين الحكومة والعمال.