“التعديل الحكومي: بين خيبة الأمل والتساؤلات حول الكفاءة؟! قراءة في تفاعل النشطاء وآفاق الإصلاح”

0
124

شهد المغرب مؤخرًا تعديلًا حكوميًا موسعًا أشرف عليه الملك محمد السادس، حيث ارتفع عدد الوزراء من 24 إلى 30، وشمل تعيين 14 وزيرًا جديدًا وإعفاء 8 آخرين. ومن بين الأسماء الجديدة التي برزت في الحكومة الجديدة: أمين التهراوي (وزير الصحة)، أحمد البواري (وزير الفلاحة)، ومحمد سعد برادة (وزير التربية الوطنية). هذا التعديل يمثل أول تعديل موسع منذ تشكيل حكومة عزيز أخنوش في أكتوبر 2021.

خيبة أمل واسعة: ما هو معيار التعيينات؟

تغريدة أحد النشطاء جاء فيها:“التعديل الحكومي الذي انتظره الناس طويلاً للجم توجهات الوزير الأول وحكومته الفاشلة، اتضح أنه كان مجرد حركة إلهاء.”

هذه التغريدة تُظهر حجم الاستياء الذي يشعر به عدد كبير من المغاربة، الذين كانوا يأملون في أن يكون التعديل الحكومي فرصة لإصلاح الخلل الموجود في الحكومة السابقة.

هل تعكس التعيينات الجديدة إرادة حقيقية للإصلاح أم أنها مجرد توزيع جديد للحقائب دون أي تغيير جوهري؟ يبدو أن الشعور العام يميل نحو الخيار الثاني، حيث يرى الكثيرون أن بعض التعيينات لم تأت بناءً على الكفاءة بل على الولاء.

وقال بنسعيد على منصة X “التعديل الحكومي برعاية باك صاحبي وخيرنا مايدّيه غيرنا”.

الكفاءة على المحك: تساؤلات حول تجربة الوزراء الجدد

مدون آخر تساءل على الفيسبوك: “كيف يمكن تعيين وزراء لا علاقة لهم بالقطاعات التي يشغلونها؟ هل هو دليل على أخطاء في التعيينات السابقة أم تقصير في اختيار الشخصيات المناسبة؟”

هذا التساؤل يفتح الباب أمام نقاش أعمق حول مدى قدرة الحكومة على اختيار الشخصيات المناسبة في المناصب الحساسة. فمن غير المنطقي أن تُسند حقائب وزارية لوزراء لا يمتلكون الخبرة اللازمة في مجالاتهم.

في هذا الصدد، كتب سليم “لطالما تساءلت عن جدوى التعديل الحكومي في ظل استقرار التحالف الحكومي وغياب انتخابات تغير ميزان القوى؟”.

السعدي في قلب الجدل: قربه من أخنوش يثير الشكوك

من بين التعيينات التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي تعيين لحسن السعدي كاتب دولة مكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي.

الصحفي إسماعيل عزام عبر عن استيائه بشكل ساخر في تغريدة قال فيها: “محظوظ هذا الرجل… كل ما تحتاج لمسار جيد هو التصفيق لرئيس الحكومة!”

هذه السخرية تشير بوضوح إلى الانتقادات الموجهة لتعيين السعدي، حيث يتهم البعض الحكومة بمنح المناصب بناءً على العلاقات الشخصية والولاء لأخنوش بدلًا من الكفاءة.

دفاع عن التعيينات: هل يستحق الشباب فرصًا؟

على النقيض من ذلك، جاءت بعض التعليقات مدافعة عن تعيين السعدي، معتبرة أنه يمثل جيلًا شابًا جديدًا قادرًا على تحمل المسؤولية.

الصحفي رضوان الرمضاني كتب في تدوينة:“الكثير ممن يسخرون الآن يشتكون دوما من غياب الفرص أمام أولاد الشعب. وهم أول من يستخسر الفرص على أولاد الشعب.”

هذا الرأي يعكس وجهة نظر مؤيدة للتعيينات، حيث يعتبر البعض أن الحكومة تسعى إلى منح الفرص للشباب، وهو ما قد يكون ضروريًا لإحداث التغيير المطلوب في ظل الأوضاع الحالية.

لكن يبقى السؤال: هل يمكن للشباب غير المجرب في هذه القطاعات مواجهة التحديات الكبرى؟

التعديلات في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية: هل من جديد؟

التعديلات الحكومية جاءت في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية واجتماعية تتطلب قرارات جذرية لتحسين الوضع. بعض النشطاء يرون أن التعديلات كانت ضرورية، لكنهم يتساءلون عن مدى تأثيرها الحقيقي على الأرض.

عدنان العمراني كتب في تغريدة: “هذا التعديل جاء في وقته نظرا للعديد من المشاكل… ويعتبر ضخ دماء جديدة لتمكين القطاعات الحكومية من مواجهة التحديات.”

لكن على الرغم من هذا التفاؤل الحذر، تبقى الشكوك قائمة حول ما إذا كانت هذه “الدماء الجديدة” قادرة بالفعل على مواجهة الأزمات المتعددة.

هل يكفي التعديل الحكومي لمواجهة التحديات؟

مع تواتر التفاعلات على الفيسبوك، يظهر أن المجتمع المغربي يعيش حالة من التشكيك الحذر في قدرة التعديلات الحكومية على تحقيق الإصلاحات المطلوبة.

التساؤلات المطروحة من قبل النشطاء والمدونين تعكس حقيقة أن الحكومة لا تزال تحت مجهر الرأي العام.

في ظل التركيز على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، يبقى السؤال المركزي هو: هل سيؤدي هذا التعديل الحكومي إلى تغيير فعلي في السياسات وتحقيق تقدم ملموس؟ أم أن الأمر سيقتصر على تغيير في الأسماء والمناصب دون إصلاح حقيقي؟

الخلاصة: تفاعل النشطاء والمستقبل المجهول

يظل التفاعل الكبير على منصات التواصل الاجتماعي يعكس حالة عدم اليقين التي يعيشها الشارع المغربي بخصوص التعديل الحكومي. فمن خلال تحليل التغريدات والتعليقات، يبدو أن هناك تشاؤمًا عامًا بشأن قدرة الحكومة على تحقيق تغييرات جوهرية.

لكن هناك أيضًا بصيص من الأمل لدى البعض الذين يرون أن التعديل قد يمثل فرصة جديدة، إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح.

هل سيكون التعديل الحكومي مجرد خطوة تجميلية أم سيحمل في طياته تغييرات حقيقية؟ سيحدد ذلك مدى قدرة الحكومة الجديدة على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه المغرب اليوم.