“إدريس قصوري: هل تستطيع فرنسا تجاوز أجندات الدولة العميقة لبناء شراكة استراتيجية حقيقية مع المغرب؟”

0
97

في تغريدة طويلة عبر حسابه على فيسبوك، قدم الأستاذ الجامعي إدريس قصوري قراءة نقدية للعلاقات المغربية الفرنسية، مستعرضًا ما يراه عقبات أعمق من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعتبرًا أن المشكلة الحقيقية تكمن في سياسة “الدولة العميقة” الفرنسية، وخاصة أجهزتها الاستخباراتية التي يرى أنها تتبنى نهجًا معاديًا للحقوق التاريخية والسياسية للمغرب.

بعيدًا عن الاحتفاء البروتوكولي، تبرز تغريدة قصوري مجموعة من التساؤلات حول مدى استعداد فرنسا لتغيير سياستها تجاه المغرب وإعادة تشكيل العلاقة على أساس الاحترام المتبادل والشراكة الاستراتيجية الحقيقية.

مشكلة مع “الدولة العميقة” لا مع ماكرون

يؤكد قصوري أن مشكل المغرب مع فرنسا ليس مع الرئيس ماكرون شخصيًا، بل مع أجهزة الدولة العميقة، وفي مقدمتها الاستخبارات الفرنسية. ويتهم هذه الأجهزة بمحاولة إعاقة تقدم المغرب وإفشال شراكاته الإفريقية، وذلك من خلال دعم أطراف معادية مثل الجزائر والسعي لتشويه سمعة المغرب على الصعيد الدولي.

السؤال الذي يطرح هنا: هل يُمكن للرئيس ماكرون فعلاً أن يُعيد توجيه السياسة الفرنسية ويكبح نفوذ هذه المؤسسات العميقة، أم أن محاولاته ستظل محدودة؟

دور الاستخبارات الفرنسية في تخريب العلاقة

يضيف قصوري أن الاستخبارات الفرنسية اتخذت مواقف عدائية تجاه أجهزة الأمن المغربية، مثل مدير الأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي ومدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري، متهمة المغرب بالتجسس وترويج شائعات تتعلق بقضية “بيغاسوس”.

ويشير إلى أن هذه الاتهامات تهدف إلى النيل من سمعة المغرب، وأن فرنسا لم تتراجع عن تحريضاتها إلا بعد أن أصبح المغرب أكثر صلابة في موقفه تجاهها.

فهل ستستمر فرنسا في استراتيجيتها هذه، أم أنها ستتخذ خطوات ملموسة للتهدئة والتعاون؟

التأثير المتبادل بين الوضع الإفريقي والقرار الفرنسي

يشير قصوري إلى أن التغيرات الجيوسياسية في إفريقيا، وخاصة طرد فرنسا من بعض الدول الإفريقية وصعود النفوذ الروسي، قد أجبر باريس على إعادة حساباتها. فبينما كانت فرنسا تراهن على الجزائر، بات واضحًا لها اليوم أن الرهان كان خاسرًا.

فهل يعتبر هذا التحول فرصة حقيقية لفرنسا لإعادة بناء الثقة مع المغرب، أم أنها مجرد خطوة مؤقتة لتحقيق مصالحها الأفريقية المتراجعة؟

الثقة المتبادلة والتوجهات المستقبلية

ينهي قصوري تغريدته بالإشارة إلى أن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية يعتمد على مدى جدية فرنسا في تجاوز سياسات الهيمنة والاستعلاء تجاه المغرب. ويؤكد أن التعاون الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بإعادة النظر في أسس العلاقة القائمة، وتخلي فرنسا عن فكرة التعامل مع المغرب من منظور استعماري قديم.

فهل ستدرك باريس أخيرًا أن المغرب قوة إقليمية مستقلة؟ وهل ستبني علاقاتها معه على أساس احترام الحقوق التاريخية والندية، أم ستستمر في مراوغاتها؟

في الختام: زيارة ماكرون… هل تكفي لطمأنة المغرب؟

يعتبر قصوري أن زيارة الرئيس ماكرون للمغرب وإن كانت تحمل دلالات إيجابية، لكنها غير كافية لتحقيق طمأنة كاملة للمغرب.

ويطرح تساؤلات حول مدى إمكانية بناء شراكة حقيقية على أساس المصالح المشتركة بعيدًا عن المراوغات السياسية.

فهل ستستفيد فرنسا من الدروس التاريخية وتسعى لبناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل مع المغرب، أم أن الظلال التي تلقيها أجهزة الدولة العميقة الفرنسية ستبقى حائلًا أمام أي تقدم حقيقي؟