“تصاعد الاعتداءات على الصحفيين في المغرب: أين الحماية لحرية الإعلام؟”

0
111

تعبّر الجمعية المغربية للصحافيين الشباب، من خلال بيانها الأخير، عن قلقها العميق واستنكارها تجاه التصاعد الملحوظ في الاعتداءات على الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، والتي برزت في حادثة 30 أكتوبر 2024 بمدينة الدار البيضاء. إذ تعرض مجموعة من الصحفيين لاعتداءات متفاوتة الحدة، بدءًا من السرقة العلنية التي طالت الصحفي وحيد لخيار من “هسبريس” أمام أعين العناصر الأمنية، وصولاً إلى الاعتداءات اللفظية والجسدية التي واجهها ياسين أيت الشيخ من “اليوم 24″، إضافة إلى مصادرة كاميرا الصحفي أنس لغنادي من “الناس” واستعادتها لاحقًا دون استرداد بطاقة الذاكرة التي صودرت بعنف.

هذه الحوادث توثّق لحالة تتعارض تماماً مع الصورة الإيجابية التي يسعى المغرب لإبرازها، خصوصاً في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير. يُطرح السؤال هنا: كيف يمكن لهذه الانتهاكات أن تتكرر في ظل تعهدات الدولة بحماية الصحافة كأحد أركان المجتمع الديمقراطي؟ وهل تتسق هذه الممارسات مع دينامية حقوقية يُفترض أنها تعزز مكانة الصحافة كسلطة رابعة؟

وقد تم توثيق هذه الحوادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتسجيلها في محاضر رسمية، وهو ما يسلط الضوء على خطورة التهديدات التي تواجه الصحفيين في المغرب. هذه الاعتداءات، في وقت يتطلب فيه المشهد الإعلامي تفاعلاً إيجابياً وحماية مستمرة، تضعنا أمام تساؤلات حاسمة حول مدى الالتزام بحماية حقوق الصحفيين وتوفير بيئة آمنة لعملهم.

يبرز البيان استغراب الجمعية لصمت الجهات المسؤولة عن قطاع الإعلام، وعدم تفاعلها مع التصعيد الأخير في الاعتداءات. فهل يشير هذا الصمت إلى نقص في الإرادة السياسية لمواجهة هذه الظاهرة، أم أنه يعكس تحديات أكبر تعيق إصلاح قطاع الصحافة في المغرب؟

في ضوء هذا التصعيد، أوردت الجمعية المغربية للصحافيين الشباب عدة مطالب، منها:

  1. التضامن الكامل مع الصحفيين المعتدى عليهم، في خطوة تعكس التزام الجمعية بالدفاع عن حقوق الصحفيين.

  2. إدانة شديدة لهذه الاعتداءات التي لا تؤذي فقط الصحفيين، بل تضر بسمعة المغرب وحقوقه.

  3. مطالبة بإجراء تحقيقات نزيهة ومحاسبة المسؤولين لضمان عدم تكرار هذه التجاوزات، وهو مطلب يتماشى مع المواثيق الدولية لحرية الصحافة.

  4. الدعوة لتعزيز الحماية القانونية للصحفيين بما يضمن لهم ممارسة مهامهم دون تضييق.

ختاماً، دعت الجمعية إلى ضرورة تضافر جهود الصحفيين وتعزيز التضامن بينهم دفاعاً عن حرية الصحافة وحماية لحق المجتمع في الوصول إلى إعلام حر ومستقل.