في تطور سياسي لافت، قدمت وزيرة الدولة في مجلس الأمن القومي الهولندي، نورا أشهبار، استقالتها من منصبها، احتجاجًا على الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الهولندية مع أحداث أمستردام الأخيرة. هذه الاستقالة جاءت كنتيجة لتصاعد التوترات العنصرية ضد الجالية المغربية بعد مباراة كرة القدم بين أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، والتي خلفت تداعيات سياسية ومجتمعية عميقة.
قرار الاستقالة: بين العنصرية والتقصير الحكومي
أوضحت تقارير إعلامية أن الوزيرة، التي تحمل أصولًا مغربية، عبّرت خلال اجتماع وزاري موسع عن استيائها الشديد من التصريحات العنصرية لبعض أعضاء الحكومة ومن الطريقة التي أدارت بها السلطات الأحداث. احتجاج أشهبار لم يكن مجرد رفض لتصريحات معينة، بل موقف واضح من النهج العام الذي اعتمدته الحكومة الهولندية في التعامل مع الأزمة.
رؤية الصحفي جمال السوسي: فضح المؤامرة الكبرى
تزامنت استقالة نورا أشهبار مع سلسلة مقالات تحليلية نشرها الصحفي المغربي جمال السوسي، الذي سلط الضوء على ما وصفه بـ”المؤامرة الكبرى” ضد الجالية المغربية في هولندا. لم تكن مقالات السوسي مجرد سرد للأحداث، بل كشفت بعمق الأبعاد السياسية والإعلامية التي تهدف إلى تشويه صورة المغاربة في أوروبا، وربطهم بشكل منهجي بالعنف والتطرف.
“فخ أمستردام: كيف استغل نتنياهو اشتباكات هولندا لتحقيق مكاسب سياسية وإخفاء أزماته الداخلية؟”
أبرزت مقالات السوسي كيف أن التعامل الرسمي مع أحداث أمستردام يعكس ازدواجية المعايير، حيث تم اعتقال 62 شخصًا من أصول مغربية بشكل عشوائي، بينما سُمح لجمهور الفريق الإسرائيلي بالسفر بحرية رغم مسؤوليتهم عن الفوضى وترديدهم شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين.
“الجالية المغربية في أمستردام: بين تسييس الحوادث ومحاولة إلصاق التهم”
هذا التحيز المؤسسي شكل محورًا أساسيًا في تحليلات السوسي، الذي أكد على أهمية التصدي لهذه المحاولات عبر تعزيز دور الإعلام المغربي في أوروبا.
ما الذي تريد نورا أشهبار قوله؟
استقالة الوزيرة تحمل رسائل متعددة، أبرزها:
-
احتجاج على الظلم المؤسسي: موقفها يؤكد أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الأحداث تتناقض مع مبادئ العدالة والمساواة.
-
دعم الجالية المغربية: تعبر الاستقالة عن تضامنها مع الجالية التي كانت ضحية حملة عنصرية مستعرة.
لكن الوزيرة لم توضح تفاصيل الجهات أو الأطراف التي أطلقت التصريحات العنصرية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول دور أطراف معينة في تأجيج الأزمة. كما أن صمتها عن الضغوط السياسية الداخلية التي ربما واجهتها يثير تساؤلات أخرى حول خلفيات هذا القرار.
تحليل المشهد: العنصرية الممنهجة وأبعادها السياسية
استقالة أشهبار ليست مجرد حدث سياسي عابر، بل تكشف عن أزمة أعمق داخل النظام السياسي الهولندي:
-
تصاعد الخطاب العنصري: يشير تعامل الحكومة مع الأحداث إلى تنامي خطاب الكراهية ضد المهاجرين، خاصة من أصول عربية ومسلمة.
-
ازدواجية المعايير: توقيف مغاربة دون أدلة كافية، مقابل إفلات جمهور إسرائيلي من العقاب، يثير تساؤلات حول معايير العدالة وتحيز النظام.
-
غياب الشفافية: العديد من البرلمانيين الهولنديين فشلوا في انتقاد الحكومة بشكل واضح، مما يعكس ضعفًا في الرقابة البرلمانية على السياسات التمييزية.
دور الإعلام المغربي: صوت الجالية في أوروبا
تشكل مقالات جمال السوسي نموذجًا لدور الإعلام في التصدي للسياسات العنصرية والدفاع عن حقوق الجالية المغربية. كتاباته تسلط الضوء على المؤامرات التي تستهدف المغاربة في أوروبا، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الإعلام المغربي والجالية لنقل الصورة الحقيقية وكشف ازدواجية المعايير.
أسئلة تستحق الإجابة
-
هل ستدفع استقالة نورا أشهبار الحكومة الهولندية لمراجعة سياساتها تجاه الأقليات؟
-
كيف يمكن تعزيز دور الإعلام المغربي لمواجهة التمييز والكراهية في أوروبا؟
-
هل يمكن لموقف الوزيرة أن يلهم مسؤولين آخرين للتصدي للعنصرية من داخل المؤسسات؟