في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والانتماء، نظمت السفارة والقنصلية المغربية في أمستردام احتفالًا مزدوجًا بمناسبتين وطنيتين عزيزتين: الذكرى التاسعة والأربعون للمسيرة الخضراء والذكرى التاسعة والستون لاستقلال المملكة المغربية.
تميزت الاحتفالية بحضور بارز للجالية المغربية، سواء من المسلمين أو اليهود، مما عكس روح التعايش التي تميز الهوية المغربية.
إلى جانب الأجواء الاحتفالية، كان خطاب السفير المغربي محمد بصري محط الأنظار، حيث وصفه الحاضرون بالتاريخي نظرًا لما حمله من رسائل وطنية ودبلوماسية عميقة في وقت تواجه فيه الجالية المغربية في هولندا تحديات كبيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=VvZEfcHloWg
احتفالات وطنية بأجواء تعكس الفخر والانتماء
استقبلت السفارة المغربية في أمستردام المئات من أفراد الجالية المغربية الذين جاؤوا للاحتفال بذكرتين وطنيتين خالدتين.
اتسم الحفل بروح الوحدة الوطنية والانتماء العميق للهوية المغربية، حيث مثلت المناسبة فرصة لاستذكار نضالات الشعب المغربي من أجل التحرر واستكمال الوحدة الترابية.
وقد عبّر الحاضرون عن فخرهم بالإنجازات الوطنية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع تسليط الضوء على نموذج التنمية الذي تسير عليه المملكة، والذي يجمع بين الطموح الاقتصادي والتماسك الاجتماعي.
محمد بصري: رؤية دبلوماسية عابرة للحدود
في كلمته التي وصفها الحضور بـ”التاريخية”، استعرض السفير محمد بصري معاني الذكرتين الوطنيتين، مؤكدًا أن المسيرة الخضراء والاستقلال هما حجر الزاوية في بناء دولة مغربية قوية موحدة. وأشار إلى أن هذه الاحتفالات ليست فقط للتذكير بالماضي المجيد، بل هي أيضًا مناسبة لتجديد الالتزام بالقيم الوطنية.
تناول السفير بصري التحديات التي تواجه الجالية المغربية في الخارج، وخاصة الاتهامات الأخيرة التي طالتها خلال أحداث رياضية في هولندا. وأكد أن هذه التوترات لا يمكن أن تؤثر على الروابط القوية التي تجمع بين مكونات الجالية، سواء كانت مسلمة أو يهودية، مشددًا على أن الهوية المغربية تستمد قوتها من التنوع والتعايش.
الجالية المغربية: جسر التعايش وقوة الدفاع عن القضايا الوطنية
خصص السفير جزءًا من خطابه للإشادة بالدور المحوري للجالية المغربية في تعزيز صورة المغرب عالميًا والدفاع عن قضاياه الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وبيّن أن المغاربة في الخارج ليسوا فقط سفراء للثقافة والتقاليد المغربية، بل هم أيضًا قوة ناعمة تسهم في بناء جسور التفاهم وتعزيز الروابط مع الشعوب الأخرى.
كما أشار إلى أن حضور أفراد الجالية من المسلمين واليهود يعكس عمق التعايش المشترك الذي يميز الهوية المغربية. فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يظل نموذجًا للتسامح والتنوع الثقافي الذي يُحتذى به عالميًا.
التاريخ المغربي: منارة للتعايش والسلام
تطرق السفير بصري إلى دور المغرب التاريخي كملاذ آمن للذين اضطهدوا في بلدانهم الأصلية، مؤكدًا أن روح التعايش والتسامح ليست مجرد إرث تاريخي، بل هي نهج مستدام تعتمده المملكة. وأوضح أن هذه الروح المغربية الأصيلة تمثل نموذجًا عمليًا للتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.
وشدد السفير على أن المغرب سيظل ملتزمًا بمبادئ الإنسانية والسلام، في مواجهة أي استفزازات أو تحديات، وأن المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، يمثلون هذه القيم في كل خطوة يخطونها.
رسالة وطنية عابرة للحدود
في ختام الاحتفال، وجه السفير محمد بصري رسالة واضحة: المغرب، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، يظل قويًا بوحدته الوطنية وقيمه الراسخة. ونجح الحفل في تقديم صورة مشرقة عن المملكة، حيث لم يكن مجرد مناسبة لإحياء الذكرى، بل منصة لإبراز قيم التلاحم والتعايش التي تشكل أساس الهوية المغربية.
هذا الحدث أكد مرة أخرى الدور البارز للدبلوماسية المغربية في الخارج، وقدرتها على تعزيز القيم الوطنية وتجسيد رؤية ملكية تجمع بين الاعتزاز بالهوية والالتزام بالسلام والإنسانية.