“هل المغرب دولة علمانية؟ تصريح وزير الأوقاف يشعل الجدل حول الدستور والهوية”

0
88

في مقاله، يقدم الصحفي توفيق بوعشرين نقدًا لاذعًا لتصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الذي وصف المغرب بأنه “بلد علماني”. جاء التصريح خلال جلسة برلمانية، ورافقه حديث عن لقاء الوزير مع وزير الداخلية الفرنسي حول إدارة الدين في المغرب، مما أثار جدلًا واسعًا بين المؤمنين والعلمانيين على حد سواء.

الرسالة التي يريد بوعشرين إيصالها

بوعشرين لا يتناول التصريح فقط، بل يطرح تساؤلات حول تناقضات الخطاب الرسمي في المغرب بخصوص الدين والعلمانية. يبدو أنه يهدف إلى:

  1. تسليط الضوء على ازدواجية المرجعية الدستورية والدينية: يتناقض وصف المغرب كبلد علماني مع نصوص الدستور المغربي، الذي يؤكد أن الإسلام هو دين الدولة.

  2. الدعوة إلى الوضوح في المرجعية: يطالب بوعشرين بالخروج من حالة “العلمانية الصامتة” والانتقال إلى تحديد واضح لعلاقة الدولة بالدين.

  3. انتقاد التناقضات داخل مؤسسة الأوقاف: يرى أن المؤسسة، التي يُفترض أن تكون حامية للدين، أصبحت أداة لتوجيه رسائل متناقضة تتماشى مع الظروف السياسية والدولية.

القضية المركزية: هل المغرب دولة علمانية؟

يعتمد بوعشرين في مقاله على تحليل معنى العلمانية ومدى توافقها مع النظام السياسي المغربي. يُبرز عدة نقاط مثيرة:

  • العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة، وهو ما ينفيه الدور البارز للملك كأمير للمؤمنين ومؤسسة الأوقاف في تدبير الشأن الديني.

  • التصريح يطرح إشكالية قانونية ودستورية تتطلب إعادة النظر في التعريف الدستوري للدولة إذا كان القصد هو السير نحو العلمانية الصريحة.

  • هل يمكن فعلاً تحقيق “علمانية مغربية” تتلاءم مع السياق الثقافي والديني للبلاد، أم أن الحديث عنها مجرد مناورة سياسية؟

قصة هولندا: إضاءات على التناقضات

يستخدم بوعشرين قصة القس الهولندي وصاحب محل الدعارة كتشبيه رمزي للتناقضات في العلاقة بين الدين والسياسة. القصة تسلط الضوء على:

  • كيف يمكن أن يصبح الدين مجالًا للتأويلات المتناقضة.

  • العجز القانوني والقضائي عن التعامل مع قضايا تمزج بين الإيمان والعقل.

  • مقارنة ساخرة مع تصريح وزير الأوقاف، الذي يعكس ازدواجية مشابهة في الخطاب المغربي حول الدين والعلمانية.

أسئلة تحتاج إلى إجابات

  1. إذا كان المغرب بلدًا علمانيًا، كيف يمكن تفسير بقاء مؤسسة الأوقاف ودورها المركزي في تدبير الشأن الديني؟

  2. كيف سيُفسر هذا التصريح في سياق العلاقات الدولية، خصوصًا مع فرنسا التي تواجه تحديات في إدارة التنوع الديني؟

  3. هل يمكن أن يكون تصريح أحمد التوفيق خطوة تمهيدية لتغيير أعمق في هيكلة العلاقة بين الدين والدولة؟

ختام المقالة

بوعشرين يختتم مقاله بدعوة أحمد التوفيق إلى تحويل هذه “العلمانية الصامتة” إلى عمل روائي، في إشارة ساخرة إلى تناقضات الخطاب الرسمي المغربي. يلمح إلى أن الحديث عن العلمانية في المغرب يجب أن يكون محل نقاش فكري عميق، وليس تصريحات عابرة أو مناورة سياسية.

الرسالة النهائية

بوعشرين ينتقد غياب الوضوح في الخطاب الرسمي، ويطالب بتحديد علاقة الدولة بالدين بشكل لا لبس فيه. كما يدعو المغاربة والقصر إلى التفكير بعمق في تداعيات مثل هذه التصريحات، التي قد تؤثر على هوية الدولة ومستقبلها.