بعد نشرنا المقال تحت عنوان: “أشهبون في مرمى الانتقادات: هل اعتذاره كافٍ لمعالجة أزمة المغاربة في هولندا، أم أنه مجرد ابتعاد عن واقعهم المعاش؟”.
تحت هذا العنوان نشرنا مقالاً سابقاً حول تصريحات أشهبون المتعلقة بالمغاربة في هولندا. وبعد النشر، تلقينا تفاعلاً واسعاً من أبناء الجالية المغربية، الذين انتقدوا مضمون تصريحاته وما حمله من مغالطات بعيدة عن واقعهم.بين هذه الردود، لفتنا تعليق من سيدة تدير أحد أكبر مكاتب المحاماة في هولندا، ذات أصول مغربية. هذه السيدة، التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها، قدمت معلومات موثوقة مدعمة بروابط وتقارير تكشف عن حقيقة الحادثة المثيرة للجدل، مؤكدة أن المغاربة لا علاقة لهم بالأحداث التي شهدتها أمستردام بعد مباراة أياكس ومكابي تل أبيب.
مكتب محاماة مغربي يقلب الطاولة
السيدة المغربية التي تقود مكتب المحاماة الكبير أوضحت أن التحقيقات الميدانية أظهرت أن الموقوفين الثلاثة الذين تمت محاكمتهم على خلفية الأحداث ليس بينهم أي شخص من أصول مغربية. وأضافت أن هناك محاولات ممنهجة لتضليل الرأي العام الهولندي، وتشويه صورة المغاربة وربطهم ظلماً بالعنف، على الرغم من أن الحقائق تؤكد عكس ذلك.
كشفت هذه السيدة، التي تتمتع بسمعة مهنية قوية في الأوساط الهولندية، أن خطاب أشهبون واعتذاره نيابة عن المغاربة جاء دون أي أسس موضوعية أو استناد إلى معلومات دقيقة، وهو ما أثار استياء كبيراً بين أبناء الجالية. أحد التعليقات التي وصلتنا عن هذه المسألة كان حاداً في انتقاده:
“لماذا يعتذر أشهبون نيابة عن المغاربة؟ نحن لا نتحمل أي مسؤولية عن هذه الحوادث. تصريحه هذا يعزز السرديات الجاهلة التي تستهدف الجالية المغربية.”
حقائق مغيبة وتساؤلات مشروعة
إزاء هذه المعطيات الجديدة، يبرز تساؤل أساسي: هل اعتذار أشهبون كان محاولة لكسب تعاطف الأطراف السياسية الهولندية، أم أنه افتقار إلى التحقق من المعلومات قبل الإدلاء بتصريحات علنية؟
وبناءً على الأدلة التي قدمتها السيدة المغربية، يمكننا طرح التساؤلات التالية:
-
لماذا لم تُظهر تصريحات أشهبون أي احترام للحقائق التي تؤكد براءة المغاربة من هذه الأحداث؟
-
هل تسعى مؤسسة “حوار” حقاً لتمثيل قضايا المغاربة في هولندا أم أنها تُستخدم كأداة لتعزيز روايات سياسية معينة؟
-
كيف يمكن تحسين التواصل بين النخب المغربية في هولندا وبين المجتمع الهولندي لضمان تمثيل حقيقي يعكس الحقائق بدلاً من الاتهامات العشوائية؟
المغاربة في هولندا: براءة كبراءة الذئب من دم يوسف
مع كل هذه الحقائق، يتضح أن المغاربة في هولندا، خصوصاً في أمستردام، لا علاقة لهم بالحادثة. المحاولة لربطهم بالعنف كانت خطوة غير مدروسة من أطراف تسعى إلى توجيه أصابع الاتهام بطريقة غير مبررة. وهنا تكمن المسؤولية في تقديم خطاب متزن يوضح الحقائق بدلاً من الانسياق وراء تفسيرات مشوهة.
نحو استجابة أكثر إنصافاً
تجدر الإشارة إلى أن الجالية المغربية في هولندا تمثل شريحة مهمة تسهم في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لذا، من المهم ألا تُترك هذه الفئة عرضة للاستهداف الخطابي والإعلامي دون دفاع حقيقي من قادتها وممثليها.
في الختام: يبقى السؤال المطروح: هل سيتحلى أشهبون بالشجاعة ليعترف بأن اعتذاره كان مبنياً على معلومات غير صحيحة؟ وهل سيقوم قادة الجالية بمحاسبة الخطابات التي تُطلق باسمهم دون مراعاة لحقيقتهم؟
روابط ومصادر إضافية حول الموضوع:
https://nos.nl/artikel/2544596-aangiftes-tegen-staatssecretaris-nobel-en-maccabi-aanhangers
https://nos.nl/artikel/2546408-zeven-verdachten-voor-rechter-voor-geweld-rond-ajax-maccabi
https://nos.nl/artikel/2547424-verdachten-geweld-ajax-maccabi-niet-vervolgd-voor-terreurdaden