“محمد التيجني وتصريحات ‘برمجيات العقل المغربي’: إصلاح اجتماعي أم رسائل خفية؟”

0
82

“محمد التيجني: انتقادات مشروعة أم أجندة مبطنة؟”

في أحدث ظهور له، أثار الإعلامي المغربي المقيم في بروكسيل، محمد التيجني، موجة من النقاش بسبب تعليقاته الحادة حول “برمجيات العقل المغربي”.




تلك التصريحات، التي انطلقت من موقف شخصي داخل مطار الرباط، تجاوزت الحادثة الفردية لتتحول إلى نقد شامل للسلوكيات الاجتماعية والثقافية للمغاربة، بما في ذلك النخب.

هذا الطرح أثار تساؤلات عدة حول النوايا الحقيقية لتيجني: هل يسعى لتعزيز الإصلاح أم أن وراء تصريحاته رسائل مبطنة تستهدف زعزعة الثقة بالمنظومة المغربية؟

بين النقد الفردي والتعميم الشامل

يروي التيجني حادثة وقعت له مع سيدة مغربية وصفها بأنها من “عليّة القوم”. تصرف السيدة، الذي اعتبره متعالياً تجاه المواطنين العاديين وموظفي المطار، دفعه للحديث عن أزمة ثقافية عميقة تشمل مختلف الطبقات الاجتماعية في المغرب. لكنه لم يكتفِ بوصف السلوك بل ذهب أبعد من ذلك، داعياً إلى “إعادة برمجة” العقل المغربي، وكأن المسألة ليست فردية بل مشكلة جماعية ممتدة.

لكن، هل كان من المناسب تعميم هذه الملاحظات الفردية على المجتمع بأكمله؟ وهل يمكن لخطاب كهذا أن يسهم في تعزيز وعي المجتمع بعيوبه، أم أنه يساهم في تأجيج الانقسام بين الطبقات؟

أسئلة جوهرية حول الرسائل والنوايا

ما معنى “إعادة برمجة العقل المغربي”؟

عبارة التيجني عن “إعادة البرمجة” أثارت حيرة وانتقادات واسعة. هل كان يقصد إصلاحاً في منظومة القيم والسلوكيات؟ أم أن العبارة تنطوي على نبرة استعلائية تحمّل المواطن العادي مسؤولية مشاكل بنيوية أعمق؟

ما الهدف من استهداف النخب؟

تركيز التيجني على النخب، من خلال موقف فردي، يطرح تساؤلاً حول الرسائل التي يريد إيصالها.

هل هو نقد اجتماعي يهدف إلى إصلاح الطبقة المؤثرة؟ أم محاولة لاستثارة الرأي العام ضد النخب المغربية؟

هل التعميم يخدم الإصلاح أم يفتح الباب للتحريض؟

تصريحات التيجني اعتمدت على نبرة نقدية تتسم بالتعميم، وهو ما اعتبره البعض بمثابة خطاب “تحريضي” بدلاً من أن يكون بناءً. إذا كان الهدف إصلاحياً، ألم يكن الأجدى طرح حلول واضحة بدل الاكتفاء بالتشخيص؟

ما وراء الكلمات: قراءة عميقة للنوايا

هل هو نقد للنظام أم للثقافة؟

في ظل السياق السياسي والاجتماعي، يمكن قراءة تصريحات التيجني على مستويين:

  • نقد للسلوكيات الفردية والثقافة المجتمعية.

  • تلميح ضمني لقصور أكبر في النظام الإداري والمؤسساتي.

لكن غياب الوضوح في خطابه يفتح الباب أمام تأويلات عدة، بعضها قد يراه محاولة لتوجيه النقد إلى النظام بطرق غير مباشرة.

هل هناك أجندة خفية؟

بعض المحللين يذهبون إلى أن التيجني قد يكون مدفوعاً برغبة في تحقيق أجندة شخصية أو حتى خارجية. فتصريحاته الحادة والمستفزة تُفهم أحياناً على أنها تهدف إلى زعزعة الثقة بالنظام الاجتماعي والسياسي في المغرب.

توصيات وخاتمة

بين الجدل الذي أثارته تصريحاته والأسئلة المفتوحة حول نواياه، يبقى محمد التيجني نموذجاً للإعلامي المثير للجدل. لكن، من الضروري إعادة النظر في أسلوب الطرح الإعلامي، سواء من داخل المغرب أو خارجه، ليصبح أكثر موضوعية وأقل استقطاباً.

التساؤل المفتوح: هل يمكن للتيجني وأمثاله من الإعلاميين المغاربة في المهجر أن يتبنوا خطاباً إعلامياً متوازناً يعكس حرصاً حقيقياً على مصالح المغرب؟ أم أن الإثارة ستظل هي السمة الغالبة؟