في خطوة تعكس التزامًا إنسانيًا وتنمويًا، زار فريق من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية محافظة حضرموت، لمتابعة نشاط تدريب وتأهيل الكوادر التعليمية في مراكز محو الأمية وتعليم ذوي الإعاقة.
هذه المبادرة، التي تنفذها مؤسسة يماني للتنمية بتمويل من المركز، تأتي ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز التعليم ومحو الأمية في اليمن، بالتزامن مع اليوم العربي لمحو الأمية.
دعم التعليم: مبادرات مؤثرة في زمن الحاجة
زيارة الفريق تهدف إلى متابعة سير البرامج التدريبية المقدمة للكوادر التعليمية، وتقييم تأثيرها على المعلمين والطلاب. نائب جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، سامي بوقلب، أكد أن هذه المشاريع تُعد استجابة ضرورية في ظل الاحتياجات الملحّة للمدارس، مشددًا على أهمية رفع كفاءة المعلمين والإداريين للمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.
لكن السؤال المطروح هنا: هل تغطي هذه المبادرات الاحتياجات التعليمية المتزايدة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اليمن؟ وما مدى قدرتها على الاستدامة لتحقيق تغيير ملموس في المجتمع؟
التقدير المحلي لدور مركز الملك سلمان ومؤسسة يماني
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، أحمد باضروس، أعرب عن امتنانه للدعم الذي يقدمه مركز الملك سلمان في المجالات الإنسانية، بما في ذلك التعليم والصحة. كما أثنى على دور مؤسسة يماني في تلبية احتياجات شرائح مجتمعية هامة من خلال مشاريع مثل كفالة الأيتام، الأضاحي، وزكاة الفطر.
لكن مع اتساع نطاق الأزمات في اليمن، يتبادر إلى الذهن تساؤل مهم: إلى أي مدى يمكن أن تسهم هذه الجهود في معالجة الفجوة التعليمية والاجتماعية التي خلفتها سنوات من النزاع؟
التعليم ومحو الأمية: أولوية تنموية
محو الأمية وتعليم ذوي الإعاقة لا يعدان فقط خطوة نحو تحسين الوضع التعليمي، بل يمثلان ركيزة أساسية للتنمية المجتمعية. لذا، تبرز أهمية دعم البرامج التي تستهدف الفئات المهمشة والأكثر احتياجًا، مع التركيز على التدريب النوعي للكوادر التعليمية.
سؤال مفتوح: كيف يمكن تعزيز التنسيق بين الجهات المحلية والدولية لضمان استدامة هذه المشاريع وزيادة أثرها في المجتمع اليمني؟ وما هي الخطوات اللازمة لضمان شمولية هذه المبادرات وامتدادها إلى جميع المناطق المحرومة؟
الخاتمة: الحاجة إلى رؤية مستدامة
زيارة مركز الملك سلمان للإغاثة لحضرموت تسلط الضوء على أهمية التدخلات التنموية لدعم التعليم ومحو الأمية في اليمن. لكن النجاح الحقيقي يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تضمن استمرارية المشاريع وتأثيرها على الأمد الطويل.
السؤال الأهم: هل يمكن لهذه الجهود أن تكون نقطة انطلاق نحو نهضة تعليمية شاملة في اليمن، أم أنها مجرد تدخلات مؤقتة في مواجهة أزمة أوسع نطاقًا؟