هل تشتكي الضحية للجلاد؟ تصريح وزير المالية عن لوبيات الغاز يثير التساؤلات

0
149

في جلسة برلمانية حديثة، سأل النائب البرلماني وزير المالية فوزي لقجع عن مدى استمرار الدعم الحكومي لأسعار البوتان ومدى تأثير هذه الزيادات على الفئات الأكثر هشاشة.

التساؤلات التي طرحتها الكتلة المعارضة كانت واضحة، حيث تساءل النائب عما إذا كانت الزيادة الأخيرة في أسعار الغاز ستستمر، وإذا كانت الطبقات الفقيرة ستظل تدفع الثمن الأكبر في الوقت الذي تزداد فيه الأسعار دون مراعاة لتأثيرها على قدرة الفقراء الشرائية.




الوزير لقجع لم يخفِ القلق من التوزيع غير العادل للدعم الحكومي المخصص للمواد الأساسية مثل الغاز، حيث كشف عن مفاجأة بأن الفئات الأكثر ثراءً هي المستفيدة الأكبر من الدعم، في حين أن الفئات الأشد فقرًا لا تحصل إلا على نسبة ضئيلة جدًا من المبلغ المخصص لدعم المواد الأساسية. الوزير أكد أن 20% من الفئات الأكثر يسراً تستهلك 27% من الدعم المخصص للغاز، في حين أن الفئات الأكثر فقرًا التي تشكل أكثر من 20% من المجتمع لا تحصل سوى على 14% من هذا الدعم. هذه الإحصائيات أثارت حفيظة النائب البرلماني الذي اعتبر أن الحكومة مطالبة بإعادة النظر في آليات توزيع الدعم، خاصة أن الهدف من هذا الدعم هو مساعدة الفئات الفقيرة وليس دعم الأغنياء.

النائب البرلماني استنكر في حديثه أن الغاز لا يصل فعلاً إلى الفلاحين الذين يعتمدون عليه لري أراضيهم الزراعية. وقال إن العديد من هؤلاء الفلاحين يستهلكون كميات ضخمة من الغاز، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف إنتاج المواد الغذائية وبالتالي رفع أسعار الخضروات في الأسواق، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على القدرة الشرائية للمواطنين.

وزير المالية فوزي لقجع حاول أن يوضح أن الدعم المباشر هو السبيل الوحيد لتوجيه الدعم إلى الطبقات الأكثر هشاشة. وفقًا لتصريحاته، يمكن للحكومة تحسين آلية توزيع الدعم بحيث يصل إلى مستحقيه من خلال آلية الدعم المباشر بدلًا من الدعم العام الذي يستفيد منه الجميع، سواءً من الفقراء أو الأغنياء. لكن الوزير أشار أيضًا إلى وجود لوبيات تستفيد من الغاز المدعوم، ما يجعل المشكلة أعقد من مجرد زيادة الدعم أو تقليصه.

أسئلة بدون إجابة

تصريحات الوزير طرحَت عدة أسئلة:

  1. هل لوبيات الغاز تستفيد من الدعم الموجه للفقراء؟

  2. كيف يمكن إصلاح آليات الدعم لتوجيهه إلى الفئات الأكثر احتياجًا؟

  3. لماذا لا يتم تحويل الدعم مباشرة إلى الفقراء بدلًا من دعم الجميع؟

  4. إذا كان الفلاحون يستهلكون كميات كبيرة من الغاز، لماذا لا تُخصَّص آليات دعم خاصة لهم؟

الضحية في هذه المعادلة تبدو واضحة: الفقراء هم الذين يعانون من ارتفاع الأسعار بينما الطبقات الميسورة تستفيد من الدعم الحكومي. إذا كانت الحكومة لا تعترف بوجود هذا التوزيع غير العادل، فلا شك أن العدالة الاجتماعية ستظل مفقودة.

الخلاصة:

الحديث عن التوزيع العادل للمساعدات في وقت الأزمات يتطلب شفافية و آليات رقابية صارمة لضمان وصول الدعم إلى من يستحقونه فعلاً. إن مواجهة لوبيات الغاز و إصلاح النظام يجب أن يكون أولوية للحكومة، إذا كانت جادة في محاربة الفقر وتقليل التفاوتات الاجتماعية.