في ظل تصاعد التوترات العالمية وتشابك المصالح الجيوسياسية، شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثًا قد يُعتبر نقطة تحول في الصراع الأوكراني الذي دام لأكثر من عامين. الاجتماع الأمريكي-الروسي الذي عُقد يوم الثلاثاء، بقيادة وزيري الخارجية من كلا البلدين، أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل الحرب في أوكرانيا وإمكانية انتقال بؤرة الصراع إلى مناطق أخرى، لا سيما الشرق الأوسط.
فهل نحن أمام نهاية وشيكة للحرب في أوكرانيا؟ أم أننا على أعتاب مرحلة جديدة من الصراعات الدولية؟
الخلفية: لماذا الرياض؟ ولماذا الآن؟
لم يكن اختيار الرياض كمكان لعقد هذه المحادثات قرارًا عشوائيًا. فالسعودية، بوصفها لاعبًا إقليميًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، تمتلك علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، مما يجعلها منصة مثالية لاستضافة مثل هذه اللقاءات الحساسة.
لكن السؤال الأهم: لماذا الآن؟
-
هل تعكس هذه الخطوة تراجعًا أمريكيًا في دعم أوكرانيا؟
-
أم أنها محاولة روسية لتحسين صورتها الدولية بعد العزلة والعقوبات الغربية؟
-
هل هناك أبعاد أخرى تتعلق بالشرق الأوسط، حيث تتقاطع مصالح الطرفين في سوريا واليمن وإيران؟
تفاصيل الاتفاق: آلية تشاور ومفاوضات رفيعة المستوى
ما الذي تم الاتفاق عليه؟
وفقًا للتسريبات، تم الاتفاق على:
✔️ إنشاء “آلية تشاور” بين موسكو وواشنطن لمعالجة الخلافات.
✔️ تعيين مفاوضين رفيعي المستوى للعمل على حل النزاع الأوكراني.
✔️ إمكانية تنظيم قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي القادم (في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات).
هل هي بداية الحل؟
وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أكد أن واشنطن تسعى لإنهاء “عادل ودائم” للحرب، مشيرًا إلى أن ذلك قد يفتح أبوابًا لشراكة استثنائية بين البلدين.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، المحادثات بأنها “مفيدة”، معربًا عن اعتقاده بأن الأمريكيين بدأوا يفهمون موقف روسيا بشكل أفضل.
لكن يبقى السؤال الأهم:
-
هل الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات بشأن أوكرانيا؟
-
وما هي الضمانات التي يمكن أن تقدمها روسيا لإنهاء الصراع؟
ردود الفعل الدولية: أوكرانيا وأوروبا بين القلق والاستبعاد
زيلينسكي: اتفاق “خلف الأبواب المغلقة”
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، انتقد بشدة إجراء محادثات “حول أوكرانيا دون أوكرانيا”، مطالبًا بمفاوضات “عادلة” تشمل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وتركيا.
أوروبا: هل يتم استبعادها من المشهد؟
-
أبدت العواصم الأوروبية قلقًا متزايدًا من أن تكون هذه المحادثات جزءًا من صفقة كبرى بين موسكو وواشنطن.
-
فرنسا تسعى لعقد اجتماع عاجل مع بلجيكا وعدد من القادة الأوروبيين لمناقشة مستقبل أوكرانيا.
لكن:
-
هل نحن أمام انقسام داخل التحالف الغربي؟
-
وهل يمكن تحقيق سلام دائم دون مشاركة أوكرانيا الفعلية؟
هل يتحول الصراع إلى الشرق الأوسط؟
بينما تسعى الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يطرح المحللون تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا يعني إعادة توجيه الصراع إلى مناطق أخرى، وعلى رأسها الشرق الأوسط.
– إيران وإسرائيل: تصاعد المواجهات بين الطرفين قد يكون بديلاً لصراع أوكرانيا.
– سوريا واليمن: هل سنشهد صراعًا جديدًا بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة هناك؟
– الخليج: مع تصاعد التوترات بين إيران ودول الخليج، هل يكون الشرق الأوسط الميدان الجديد للصراعات الكبرى؟
ختامًا: هل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراعات الدولية؟
لا شك أن اتفاق الرياض قد يكون نقطة تحول في مسار الحرب الأوكرانية، لكنه يفتح الباب أيضًا أمام تحولات جيوسياسية أوسع قد تعيد تشكيل موازين القوى العالمية.
-
هل سينجح هذا الاتفاق في إنهاء الصراع في أوكرانيا، أم أنه مجرد تحضير لجولة جديدة من الحروب في مناطق أخرى؟
-
كيف ستتعامل أوكرانيا وأوروبا مع هذه التطورات؟
-
وهل يمكن للسعودية أن تلعب دور الوسيط الفعلي في هذه الأزمة الدولية؟