اليقظة الأمنية المغربية تحبط مخططًا إرهابيًا خطيرًا: ما دلالات تفكيك خلية داعشية مرتبطة بالساحل؟

0
88

عملية أمنية استباقية تكشف تهديدًا إرهابيًا عابرًا للحدود

في خطوة تعكس الجاهزية الأمنية العالية للمغرب، تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم داعش، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية خطيرة داخل المملكة. هذه الخلية، التي تضم 12 عنصرًا متطرفًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، تلقت توجيهات مباشرة من قيادي بارز في تنظيم داعش بمنطقة الساحل، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: إلى أي مدى أصبحت منطقة الساحل بؤرة تصدير الإرهاب نحو شمال إفريقيا؟ وما الدور الذي يلعبه المغرب في مواجهته؟

تفاصيل العملية الأمنية: 9 مدن تحت المراقبة

تم تنفيذ العملية بشكل متزامن في تسع مدن مغربية، من بينها العيون، الدار البيضاء، فاس، طنجة، أزمور، وجرسيف.

وفقًا للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، استخدمت الأجهزة الأمنية فرقًا خاصة مسلحة، ونفذت مداهمات دقيقة وفق بروتوكولات التدخل الأمني ضد التهديدات الإرهابية، مع اتخاذ إجراءات لضمان سلامة السكان القريبين من أماكن التدخل.

 

الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها كانت في مرحلة متقدمة من الإعداد لتنفيذ هجمات دموية، مستهدفة مقار أمنية، منشآت اقتصادية، ومصالح أجنبية.

لكن التساؤل الأبرز هنا: كيف تمكنت هذه الخلية من تشكيل نفسها داخل المغرب؟ وهل هناك خلايا نائمة أخرى قد تكون في طور التجهيز لعمليات مماثلة؟

التهديد الإرهابي في منطقة الساحل: هل يتحول إلى خطر مباشر على المغرب؟

تُعَدُّ منطقة الساحل والصحراء إحدى أخطر بؤر الإرهاب في العالم، حيث تنشط فيها جماعات مثل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، والقاعدة في المغرب الإسلامي.

وتشير تقارير استخباراتية إلى أن العديد من المغاربة الذين انضموا إلى هذه التنظيمات في سوريا والعراق، وجدوا في منطقة الساحل ملاذًا جديدًا بعد انهيار دولة الخلافة المزعومة.

لكن ما الذي يجعل منطقة الساحل تهديدًا مباشرًا للأمن المغربي؟

التقارب الجغرافي: الحدود الرخوة في بعض دول الساحل تسهل انتقال الإرهابيين.

ضعف الحكومات المركزية في بعض الدول، ما يسمح بانتشار الجماعات المسلحة دون رادع.

التمويل عبر شبكات التهريب، بما في ذلك تجارة المخدرات والأسلحة والبشر.

تزايد الهجمات الإرهابية في غرب إفريقيا، مثلما حدث في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

المغرب ومكافحة الإرهاب: نموذج أمني استباقي

لطالما تبنى المغرب استراتيجية المكافحة الاستباقية للإرهاب، حيث يعتمد على مقاربة استخباراتية دقيقة، وتنسيق دولي، وإجراءات أمنية مُحكمة.

لكن السؤال الأهم هنا: هل يمكن لهذه المقاربة أن تصمد أمام التغيرات المتسارعة في طبيعة التهديدات الإرهابية؟ وهل ينبغي للمغرب تعزيز تعاونه الأمني مع دول الساحل بشكل أكبر؟

ما الرسائل التي يحملها تفكيك هذه الخلية؟

🔸 داخليًا: نجاح أمني جديد يعزز الثقة في قدرة المغرب على مواجهة الخطر الإرهابي بفاعلية.

🔸 إقليميًا ودوليًا: تحذير واضح بأن الجماعات المتطرفة في الساحل قد تتجه إلى استهداف دول شمال إفريقيا.

🔸 للإرهابيين: أي محاولة لاستهداف المغرب ستواجه برد أمني قوي واستباقي.

ختامًا: هل المغرب في مأمن من موجة إرهابية جديدة؟

رغم النجاحات الأمنية، يبقى الإرهاب تهديدًا متغيرًا يتطور مع الزمن. فهل ستظل المقاربة الأمنية الحالية كافية؟ أم أن التحديات القادمة تتطلب تحولات جديدة في استراتيجيات المواجهة، خصوصًا في ظل تنامي خطر الإرهاب القادم من منطقة الساحل؟