احتفال ينّاير 2975 في هولندا: تعزيز للهوية الأمازيغية وإحياء للثقافة المغربية

الحفل الأمازيغي في لاهاي: احتفاء بالهوية والثقافة الأمازيغية

في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالهوية الثقافية الأمازيغية في المهجر، يستعد المعهد المغربي الهولندي للدبلوماسية الموازية، برئاسة السيد إدريس أبضالص، بالتعاون مع السيد محمد ديبة، رئيس فدرالية الجالية المغربية بهولندا، لتنظيم احتفال كبير بمناسبة ينّاير 2975، رأس السنة الأمازيغية، وذلك يوم السبت 22 فبراير 2025 بمدينة لاهاي الهولندية.

ينّاير: بين الجذور التاريخية والتأثيرات المعاصرة

يعود الاحتفال بينّاير إلى تقاليد أمازيغية قديمة تعود إلى أكثر من 3000 سنة، حيث يمثل بداية التقويم الفلاحي الأمازيغي. ورغم أنه كان في الماضي احتفالًا محليًا يقتصر على بعض المناطق الريفية، فقد تحول في العقود الأخيرة إلى رمز للهوية الثقافية الأمازيغية داخل المغرب وخارجه.

وقد شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة اعترافًا رسميًا بينّاير كعيد وطني، ما يعكس تحولًا مهمًا في الاعتراف بالمكون الأمازيغي ضمن الهوية الوطنية. في المقابل، يكتسب الاحتفال في المهجر أهمية خاصة، إذ يُنظر إليه كوسيلة للحفاظ على الارتباط بالثقافة الأم وتعزيز الهوية وسط الأجيال الجديدة من أبناء الجالية المغربية.

احتفال لاهاي: حدث ثقافي بأبعاد استراتيجية

تحت شعار “الحفاظ على المكون الأمازيغي في الثقافة المغربية للأجيال القادمة”، يسعى هذا الحدث إلى تسليط الضوء على غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية، من خلال برنامج يشمل:

• عروض موسيقية أمازيغية تحيي التراث الفني التقليدي.

• معارض تبرز الفنون والحرف الأمازيغية التقليدية.

• ورشات عمل حول الخط الأمازيغي “تيفيناغ” وعادات المجتمع الأمازيغي.

• نقاشات ومحاضرات حول الهوية الأمازيغية في المهجر، ودورها في تشكيل صورة الجالية المغربية في أوروبا.

برنامج الحفل الأمازيغي

أهمية الاحتفال في سياق الجالية المغربية في أوروبا

تُعد هولندا واحدة من الدول التي تحتضن جالية مغربية كبيرة، حيث يقدر عدد المغاربة فيها بأكثر من 400 ألف شخص، يشكل الأمازيغ نسبة كبيرة منهم. ويهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز الروابط الثقافية بين أفراد الجالية، وترسيخ قيم التسامح والانفتاح، عبر إحياء التراث الأمازيغي وربطه بالهوية المغربية المتعددة.

لا شك أن احتفال رأس السنة الأمازيغية في لاهاي يُعد فرصةً مهمة لتعزيز الحوار الثقافي، وتأكيد دور الأمازيغية كمكون أساسي في الهوية المغربية داخل المغرب وخارجه.