هل فقدت الأحزاب المغربية شرعيتها؟ مواجهة إعلامية تكشف أزمة الثقة العميقة

0
102

مرة أخرى، يعود النقاش حول أزمة الثقة بين المغاربة وأحزابهم السياسية إلى الواجهة، وهذه المرة عبر مواجهة مباشرة بين الإعلامية سناء رحيمي ووزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي. الوزيرة، التي دعت الصحافيين إلى المساهمة في استعادة ثقة المجتمع في الحكومة، تلقت ردًا صادمًا من رحيمي: “هذه مسؤولية الأحزاب، وليس الصحافيين!”.

لكن الضربة الحقيقية جاءت عندما سألتها مباشرة: “هل أنتم في حزب الأصالة والمعاصرة واثقون من أن المغاربة سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة؟”.

هذا السؤال لم يكن مجرد استفهام عابر، بل كشف عن أزمة سياسية حقيقية تعيشها الأحزاب المغربية، والتي باتت تواجه تحديًا مصيريًا: هل ما زالت تمتلك القدرة على إقناع المواطن بالمشاركة السياسية، أم أن شرعيتها الشعبية تتآكل مع كل استحقاق انتخابي جديد؟

أزمة ثقة عميقة: هل المواطن المغربي لا يرى في الأحزاب بديلًا حقيقيًا؟

لم يكن السؤال الذي طرحته رحيمي مجرد إحراج لحزب الأصالة والمعاصرة، بل هو تساؤل يطارد جميع الأحزاب السياسية في المغرب. فمع كل انتخابات، تتزايد معدلات العزوف عن التصويت، وتعكس استطلاعات الرأي تراجع ثقة المغاربة في الأحزاب كأدوات للتغيير السياسي والاجتماعي. لكن ما السبب الحقيقي وراء هذا التراجع؟

  1. غياب رؤية واضحة: هل تقدم الأحزاب برامج حقيقية قابلة للتنفيذ أم أن وعودها الانتخابية مجرد شعارات فارغة؟

  2. تدوير نفس الوجوه: لماذا تفتقد الأحزاب إلى وجوه جديدة قادرة على إقناع الناخبين؟ هل أصبح المشهد السياسي مجرد دائرة مغلقة بين النخب التقليدية؟

  3. ضعف الأداء الحكومي: كيف يمكن لحزب مشارك في الحكومة، كالأصالة والمعاصرة، أن يطالب بثقة المواطن بينما لم يحقق وعوده الانتخابية؟

الصحافة في مواجهة السياسة: هل الإعلام يفضح زيف الخطاب الحزبي؟

تصريحات الوزيرة بنعلي تعكس محاولة مستمرة من الطبقة السياسية لإلقاء اللوم على الإعلام والمجتمع، بدلًا من تحمل مسؤوليتها في إعادة بناء الجسر المقطوع مع الناخب المغربي.

ليلى بنعلي: المرحلة الحالية تستدعي خطابا سياسيا يستند إلى الواقع والمغاربة مدعوون للمصالحة مع صناديق التصويت

لكن هل يمكن للصحافة أن تحل محل الأحزاب في إقناع المواطنين بالمشاركة السياسية؟

الإعلام ليس مسؤولًا عن ضعف أداء الأحزاب، لكنه قادر على كشف الحقائق وتسليط الضوء على الفجوة المتزايدة بين الخطاب السياسي والواقع. والمواجهة التي حدثت بين رحيمي والوزيرة لم تكن مجرد نقاش إعلامي، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأحزاب على تقديم إجابات مقنعة.

إلى أين تتجه الأحزاب المغربية؟

مع تراجع نسب المشاركة في الانتخابات وازدياد حالة اللامبالاة السياسية، تواجه الأحزاب تحديًا وجوديًا:

  • هل تستطيع استعادة ثقة المواطن عبر إصلاح داخلي حقيقي؟

  • هل يمكن أن تشهد الساحة السياسية ولادة أحزاب جديدة أكثر ارتباطًا بتطلعات الشباب؟

  • أم أن المغرب مقبل على مرحلة تتحول فيها الانتخابات إلى مجرد إجراء شكلي بلا أي تأثير حقيقي؟

الخلاصة: هل نحن أمام نهاية الشرعية الحزبية؟

السؤال الذي طرحته سناء رحيمي لم يكن مجرد مواجهة عابرة، بل هو تحذير بأن الأحزاب المغربية على مفترق طرق. إما أن تعيد النظر في علاقتها بالمجتمع وتقدم بديلاً سياسيًا حقيقيًا، أو أنها ستواجه خطر التحول إلى كيانات هامشية تفقد أي تأثير على القرار السياسي.

لكن السؤال الأكبر الذي يظل معلقًا: هل ستدرك الأحزاب هذا الخطر قبل فوات الأوان؟